بدأ الحفل بالنشيد الوطني، ثم تعريف من فاروق يعقوب، تلاه عرض شريط فيديو، تضمن تعريفا بالمرشحين، وهم: المرشح عن المقعد الشيعي في بنت جبيل رئيس تحرير موقع "جنوبية" الصحافي علي الأمين، المرشح عن المقعد الشيعي في مرجعيون الصحافي عماد قميحة، المرشح عن المقعد الشيعي في النبطية المحامي رامي عليق، المرشح عن مقعد الروم الأرثوذوكس في حاصبيا - مرجعيون مسؤول قطاع الخليج في "القوات اللبنانية" سفير النوايا الحسنة في الأمم المتحدة فادي سلامة، المرشح عن المقعد الشيعي في النبطية الأسير المحرر أحمد اسماعيل.
الأمين
وأكد المرشح الأمين خلال تلاوة برنامج لائحة "شبعنا حكي" الانتخابي، أن "الجنوب اللبناني كان وما زال مدادا سخيا للعلماء والمصلحين والمقاومين ودعاة التغيير".
وتوجه إلى أهل الجنوب بالقول: "يا أهلنا الأحباء في جنوب وطننا العزيز، لن نلقي عليكم، مطولات فارغة ولا خطابات كررتها قوى احتكرت تمثيلكم منذ العام 1992، من دون أن تسهم بأي تغيير أو تحسن لحال، وظنت هذه القوى مع طول الزمن أن هذا التمثيل هو ملك لها أو هبة إلهية ممنوحة من السماء، بل عمدت إلى الاستخفاف بالعقول وتوهين الإرادات وحتى تشويه مبادئ وقيم الديمقراطية، حين اعتبرت الاقتراع عبارة عن تقيد حرفي بفتوى شرعية لصالح مرشح معين، لا واجبا وطنيا وممارسة يمليها الضمير والقناعة الحرة".
أضاف: "تمادى البعض منهم حين اعتبر الانتخابات بيعة أو تفويضا يكون فيها المنتخب معفيا من أية مسؤولية أمام ناخبيه، في حين أن التمثيل هو عقد أمانة بين النائب ومن يمثلهم، يملك معه أفراد المجتمع حق المطالبة والمحاسبة، بل حق العزل إذا قصَّر في مراعاة مصالح الناس، بل مارس أكثرهم إرهابا مباشرا ومبطنا، معنويا وفكريا وجسديا في بعض الأحيان، ضد كل مرشح مضاد، ولم يوفروا أية مفردة من قاموس الاتهام بالعمالة والخيانة. في حين أن الحياة الديمقراطية تستدعي المنافسة الحرة والقوية لكي تكون الانتخابات أكثر تعبيرا عن مزاج افراد المجتمع وميولهم. نريد منافسة شريفة ويريديون احتكارا إكراهيا وانتخابات شكلية، نريد ضميرا حيا يصوت ويحاسب ويريدون عبودية طوعية تخضع وتهلل وتصفق".
وإذ شدد على أن "الترشح ليس لغرض كسر الاحتكار فحسب، بل لمواجهة سلوك أخذ يعمم نفسه بأدوات إعلامية ودعائية مكثفة وفتاكة"، أكد أن برنامجهم الانتخابي "بسيط وواضح كوضوح شخصية الجنوبيين وشفافيتهم".
ولخص الأمين البرنامج الانتخابي بالنقاط التالية:
"أولا: نعدكم بأن يكون الجنوب في قلب اهتمامات الدولة، لتكون لنا دولة على قدر طموحاتنا وتطلعاتنا تتميز ب:
- دولة العدالة والتوازن في الإنماء.
- دولة اللامركزية الإدارية، التي تسهل حياة المواطن وتقلل من التعقيد في إدارة مصالحه.
- دولة القانون التي لا تميز أو تفاضل بين القوي والضعيف.
- دولة مقاومة ذات استراتيجة واضحة ومرجعية حصرية في مواجهة العدو، أو أي عدوان طارئ، لا دولة أحزاب وأجندات إقليمية وطموحات أيديولوجية.
- دولة مواطنة تشرك أبناءها في صناعة القرار، وتصون مصالحهم في الداخل والخارج بطريقة فاعلة.
- دولة المواطن أولا وأخيرا، لا دولة محسوبيات ومحاصصة.
- دولة الإنسان الحر والكريم، لا دولة الميليشيات المتناحرة والعصابات، التي تصادر حياتنا اليومية وتخطف رزقنا وتصادر مستقبلنا.
- دولة قوية تطبق القانون على الجميع من دون أية موانع أو غطاءات حزبية أو ميليشياوية.
- دولة سيدة قادرة حصرا على حماية أرضها في الداخل والخارج، وتملك صلاحية بسط نفوذها فوق كل شبر من أراضي الوطن.
- دولة موحدة ينحصر الولاء بها ولها، لا دولة مجزأة إلى دويلات وولاءات محلية ومتعددة.
- وأخيرا: دولة الشفافية والمحاسبة، الكفاءة والإنتاجية، التخطيط والمعايير العلمية.
ثانيا: تشجيع المبادرات المجتمعية، كجزء من تفعيل الحياة العامة، وتحويل البلدات الجنوبية إلى خلية نحل تنموية قائمة على مبادرات الشباب وما أكثرها. فلن نهمل المبادرات ولن نتصرف حزبيا أو فئويا.
هذا الهدف، بدأنا متابتعه وتنفيذه منذ أشهر، حيث شكلنا فريق عمل لهذا الغرض، وأجرينا دراسات لمشاريع إنمائية، بدأنا العمل على تجميع المبادرات والمشاريع، وكلها من أفكار شباب جنوبيين وسنعمل على تحقيقها كلها، على قدر ما تسمح به طاقة الدولة وطاقة المجتمع.
ثالثا: سنعمل على أن يكون ممثل الجنوب في البرلمان صدى لتطلعات الجنونيين وآمالهم وآلامهم. لا أن نزج تمثيلهم في معارك سياسية وإقليمية تضر بمصالحهم وتتسبب لهم بمزبد من العزلة عن محيطهم العربي والدولي.
رابعا: سنكون أول وأشرس المقاومين دفاعا عن أرضنا، ولكن وفق شرط سيادة الدولة، ووفق مشروع مقاومة وطنية غير مذهبية وغير مؤدلجة ومتحررة من أية إملاءات إقليمية.
خامسا: أيها الجنوبي العزيز، نعدك بأن نمد جسور التواصل مع العالم العربي والعالم، لتكون الهوية الجنوبية، كما اللبنانية مفتاحا للعمل والاستثمار، وليس وصمة أو تهمة تستدعي الملاحقة والحصار".
وأكد "سنكون كما عهدتمونا، لكم ومعكم، لأننا منكم، ومعاناتنا من معاناتكم. سنكون صوتكم الذي لم يسمع طوال عقود، لن ننجر إلى مصالح خاصة أو عابرة للحدود على حساب مصلحة الجنوبيين".
ورأى أنه "آن للجنوب أن يأخذ موقعه الفاعل والمنتج داخل جغرافيا الحياة السياسية والاقتصادية في لبنان، وآن للارادة الجنوبية أن تتجلى وتفرض نفسها في التمثيل النيابي، وأن تحدث التغيير الذي طال انتظاره، وتكسر ركود الحياة ورتابة السياسة وحالة اللون الواحد، التي رسختها قوى الأمر الراكد، التي اتسعت الهوة بينها وبين مصالح الجنوبيين الحقيقية والفعلية، ولم تعد بمستوى تمثيل تطلعات الجنوبيين وحماية مصالحهم والتعبير عن ذهنياتهم".
وختم "من هنا، نعلن ترشحنا عن دائرة الجنوب الثالثة، نحن أعضاء لائحة "شبعنا حكي"، متضامنين على شرط الجنوب والتنوع، على شرط الوطن والدولة، على شرط الحوار والشراكة، مدركين بأن الترشح ليس نزهة ولا استعراضا، بل هو مسؤولية أمام المجتمع والوطن؛ ليس لدينا أوهام، لكن لدينا ثقة بأهلنا الجنوبيين، الذين يريدون منا أن نكون أقوياء، أقوياء في إرادة التغيير لحماية التنوع وحرية المبادرة، في استنهاض طاقات المجتمع، وفي بناء الوطن الذي يستحق أن يكون حاضنا لكل أبنائه ناهضا بهم، وناهضين به".
عليق
من جهته، توقف المرشح عليق عند "خطاب أهل السلطة الذي يتحدث عن مكافحة الفساد ووقف الهدر والاختلاسات"، لافتا إلى أنه "في موسم الانتخابات فقط يصبح الجميع مكافحا ومطالبا بمكافحة الفساد، وهذه القضية منطقة مشتركة في التفكير لننطلق منها، من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وصولا إلى معظم المرشحين والسياسيين"، معتبرا أن "هذا الخطاب هو اعتراف ضمني منهم بالتقصير خلال الفترة الفائتة".
وقال: "القضية لم تعد من يفوز بالانتخابات ومن يخسر، فالأهم من سيصل الى المجلس النيابي، ومن تحدث عن عدم القبول بفاسدين على لائحته، فليعلم أن اللائحة المنافسة المدعومة من السلطة تضم أشخاصا أصبح اسمهم مرتبطا بملفات فساد على الصعيد الوطني بوجود أدلة وبراهين"، سائلا "على أي أساس تم ترشيحهم؟ وهل هذه الصورة الايجابية التي يتحدثون بها عن وقف الهدر ومكافحة الفاسدين؟".
أضاف: "وعن وجود مرشح مدعوم من القوات اللبنانية على لائحتنا، فما هو الإشكال بالتحالف مع مواطنين كفوئين نشترك وإياهم بالفكرة والأهداف ونظافة الكف؟ أليس ذلك أشرف لنا من التحالف مع أشخاص يتبعون أجندات خارجية؟"، موضحا أن "فريق عمل "شبعنا حكي" يعمل من كل لبنان من دون وجود أي كوتا مناطقية، وهذا مثال عشوائي للتقارب بين جميع اللبنانيين".
وتابع: "إن برنامجنا الانتخابي أيها السادة، لا يقوم على تقديم الخدمات والرشاوى الانتخابية، لأن هذا ما نكافحه ونواجهه في ميادين عملنا، فلن نقبل أن "يسرقوا رغيف خبزك ثم يعطوك منه كسرة، ثم يطلبون منك أن تشكر كرمهم كما قال غسان كنفاني".
وأردف: "إن ثقافة المقاومة، أيها السادة، لا ينبغي أن تكون محصورة بمقاومة العدو الإسرائيلي- مع تقديرنا لها- بل يجب أن تتضمن أيضا مقاومة الفساد والحرمان والفقر".
وتوجه بالقول إلى كل ناخب جنوبي: "إن دقيقة واحدة وراء العازل قادرة على تغيير هذا الواقع الذي تعيشه. لذلك نطلب منكم اعطاءنا ثقتكم، ولتكن هذه الانتخابات هي انتفاضة الرأي العام على التبعية وعلى النهج السياسي، الذي استمر منذ 26 عاما".
سلامة
بدوره، اعتبر المرشح سلامة أن "أبناء الجنوب قدموا وما زالوا يقدمون التضحيات على مذابح المصالح الإقليمية. كفانا كأهل الجنوب وكأبناء هذه الأرض ندفع الأثمان لأجل الآخرين".
وقال: "اليوم نحن صوتنا عال وواضح، نحن نريد العيش في أرضنا بكرامة دون وصاية. نريد نوابا على صورتنا ومثالنا، يمثلون طموحاتنا وأحلامنا ومبادئنا. لن نقبل أن نذوب، ولا أن يذوبنا أي أحد، نحن الأكثر حرصا على العيش المشترك وعلى التفاعل مع الجميع، ولكن لا نقبل أن يكون ذلك على حساب قرارنا ووجودنا. نحن اجتمعنا في هذه اللائحة مع أشخاص يشبهوننا، لسنا نحن من ننخرط في تحالفات بعكس قناعاتنا للوصول إلى المجلس النيابي بأي ثمن".
أضاف "كفى فوقية وتصنيفا، أبناء الجنوب هم أشرف الناس، أبناء مرجعيون حاصبيا والنبطية وبنت جبيل هم أشرف الناس، أبناء كل قرية وكل بلدة في الجنوب، الذين يؤمنون مثلنا بالسيادة هم أشرف الناس".
وتابع: "صادروا حقوقنا، قرانا وبلداتنا تحتاج للإنماء وللمشايع، كفى تقصيرا من الدولة في أيام الحرب وقبل الحرب، مطالبنا بسيطة نريد التعليم لأولادنا، نريد لجامعة البلمند، التي نملك رخصتها والتي قدم سيادة المطران كفوري مشكورا الأرض لتشييدها، والتي تم تعطيلها".
وتوجه إلى أبناء الجنوب بالقول: "نعدكم أن نوابنا ووزراءنا، سيسخرون كل إمكانياتهم لتحقيق مطلب الجامعة، وسيعملون بكل شفافية في زمن الفساد، تماما كما عمل وزراء القوات بشهادة الخصم قبل الصديق".
وختم "لن نقدم لكم وعودا واهية، سنقلل الوعود ونكثر العمل، سنعود إليكم كل عام مع إنجازات تحققت وسنطرح إنجازات جديد كي نبقى نتحمل المسؤولية.إجعلوا صوتكم يعلو في 6 أيار، كي يعود الحق وكي تعود الكرامة إلى الجنوب لأنه...صار بدا".
قميحة
من جهته، توقف المرشح قميحة عند "الانتقادات التي طالتهم بسبب تحالفهم مع حزب القوات اللبنانية"، مكررا إصراره على "شعار "كلن يعني كلن".
وقال: "المصيبة في هذا البلد أن التحزب والانتماء الطائفي والمذهبي هو المعيار الأول والأخير في مقاربة كل الأزمات والمشاكل. وبتنا نرى أشرار القوم أخيارا، ونرى أخيار الأخرين أشرارا، فقط لأنهم آخرون، فابن المستقبل مثلا يرى النهب والفساد عند الشيعة، وابن أمل يرى الفساد عند السنيورة والحريري والتقدمي"، مؤكدا أن "المفسد والفاسد لا دين لهما ولا مذهب ولا عشيرة".
وأشار إلى أن "المشاركة بالسلطة ليست تهمة أو خطيئة. الخطأ والخطيئة والتهمة والحرام والعيب، هو استغلال موقعك في السلطة لممارسة الفساد ومخالفة القوانين والانظمة".
وختم "أداء القوات اللبنانية في الحكومة باعتراف خصومها قبل أصدقائها، هو أداء مشرف، لا تشوبه شائبة".
اسماعيل
وتوجه اسماعيل إلى الحضور بالقول: "اليوم نحن معكم لنجدد وفاءنا ووضوحنا ووجهتنا الطبيعية الحقيقية وتمايزنا، الذي نحمله منذ سنوات دون كلل أو ملل، ولنقول إننا نعرف طريقنا، وحتى يكون لدينا دولة المواطن والسيادة والحرية، بعد 26 عاما من الهيمنة على كل مقدرات البلد والعبث فيها من قوى الأمر الواقع، هذه القوى التي فرضت سلطتها تارة تحت شعارات دينية فئوية وتارة تحت شعار فلسطين، فيما كل يوم فلسطين تذبح وهم يفصلهم عنها مرمى حجر".
أضاف: "نحن في الجنوب أكثر الناس حاجة إلى دولة القانون والمؤسسات، وبأمس الحاجة ليكون لدينا سيادة وجيش يحمي وشعب يبني. لكي يكون لدينا مجلس نواب يشرع ويراقب ويحاسب، ولا يكون النائب فقط ليقبض الملايين من الخزينة العامة ويتحول إلى متنفذ وكأنه فعلا خارج القانون".
وتابع: "لكي يكون لدينا حكومة وطنية في يدها قرار الحرب والسلم، لكي يكون لدينا ديمقراطية فعلية لا ديمقراطية توافقية هدامة، لكي يكون لدينا أمن وأمان لا أمن بالتراضي أو أمن حزبي أو مذهبي، لكي يكون لدينا اقتصاد وإنماء للمواطن ولا للحجر فقط، لكي يكون لدينا تفاهمات ومصالحات وطنية حقيقية، لا تفاهمات ورقية بين أحزاب همها تبادل المصالح الضيقة".
وأردف: "نريد أن تكون الحرية مقدسة فعلا لا قولا على كل مساحة الوطن. لا نريد عودة حكم العسكر مهما كان الثمن. نحن جنوبيون ونحن لبنانيو الانتماء والهوية والوطنية فقط لا غير، ليس لدينا ازدواجية الانتماء والولاء، وليس لدينا علما غير العلم اللبناني. نقول وصادقون نحن بقولنا، وجودنا معكم باق، وسيكبر هذا الصوت وهذا الوجود بينكم الآن وبعد الانتخابات، مهما كانت صورة النتائج إذ لا مجال لليأس ولا يمكن لأحد أن يجعلنا نعود إلى الوراء".
وختم "لهون بكفي، وطبيعي جدا أن نقول "شبعنا حكي" بعد 26 عاما، وكما قال الشهيد سمير قصير "الإحباط ليس قدرا".