رغم استمرار الأزمة المحيطة بعملاق مواقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، يقول مؤسسه مارك زوكربيرغ إنه أفضل شخص لتولي إدارته.
وقال زوكربيرغ، الأربعاء: "عندما تشيد شيئا مثل فيسبوك، الذي لا مثيل له في العالم... حينها ستكون ثمة أشياء تخفق فيها".
وأضاف: "اعتقد أن ما يتعين على الناس محاسبتنا عليه هو ما إذا كنا نتعلم من أخطائنا".
وإلى جانب تقلده منصب الرئيس التنفيذي لفيسبوك، يشغل زوكربيرغ رئيس مجلس إدارة الشركة العملاقة.
وعند السؤال عما إذا كان المجلس قد نقاش استمراره في منصبه، رد زوكربيرغ: "لا، على حد علمي!"
وحتى سيناريو إمكانية النقاش حول استمراره في منصبه لم يكن ليخطر ببال عدد قليل قبل شهر مضى.
لكن التقارير المنشورة مؤخرا حول جمع طرف ثالث بيانات المستخدمين، إضافة إلى مشكلتي الأخبار المزيفة والدعاية، دفعت عددا إلى التشكيك في قدرة زوكربيرغ على قيادة الشركة التي يعتقد بعضٌ بأنها نمت حتى خرجت عن سيطرته.
"لا تمكن إقالته، فقط يمكن أن يستقيل"
وقال سكوت سترينغر، مدير صندوق تقاعد مدينة نيويورك، هذا الأسبوع، إن زوكربيرغ عليه أن يستقيل.
ويملك الصندوق حصة بنحو مليار دولار من قيمة الشبكة الاجتماعية.
وقال سترينغر، لشبكة سي إن بي سي الأمريكية، إن "لديهم ملياري مستخدم"، مضيفا: "هم في مياه مجهولة، ولا يتصرفون بطريقة تشعر الناس بالطمأنينة بشأن فيسبوك وضمان أمن بياناتهم الخاصة".
ودعا مدير صندوق تقاعد مدينة نيويورك زوكربيرغ إلى الاستقالة ليبدأ فيسبوك "مرحلة جديدة تعزز سمعته".
وقال فيلكس سالمون، وهو صحفي بريطاني: "(زوكربيرغ) لا يدير فقط مؤسسة تهم تقريبا كل شخص على كوكب الأرض".
وتابع: "بفضل الهندسة المالية، لديه كذلك غالبية أصوات المساهمين ويتحكم في مجلس الإدارة، وبالتالي لن يخضع للمساءلة من أحد".
وتابع أنه "لا يمكن إقالته، فقط ما يمكن هو تقديم استقالته، وهو ما يجب القيام به الآن".
"غالبا ما ينتقد لافتقاره التعاطف مع الآخرين"
وتحدث زوكربيرغ مع عدد من الصحفيين في مكالمة جماعية، يبدو أنها سارت على وفق ما توقع مؤسس الموقع البالغ من العمر 33 عاما. ففي أثناء المكالمة، شجّع على طرح كثير من الأسئلة.
وفهمنا من إجاباته قليلا من التفاصيل بشأن الأثر الحقيقي للدعاية السلبية وحركة "احذف فيسبوك". وفي النهاية كانت إجابته: "لم يكن (التأثير) شديدا".
وأضاف لم يقع "تأثير بالغ" قبل أن يضيف سريعا عبارة: "لكن انظر، الأمر ليس جيدا".
وكان مما لم نستطع طرحه خلال المكالمة، بالطبع، هو إلى أي مدى كان فريق زوكربيرغ يوجهه في الغرفة.
لكن بالنسبة لرجل غالبا ما ينتقد لافتقاره التعاطف مع الآخرين، كان الاجتماع، الذي استمر ساعة تقريبا، قويا، وهو كذلك ما اعتقده المستثمرون، إذ ارتفعت أسهم فيسبوك قرابة 3 في المئة بمجرد انتهاء المكالمة.
وسيواجه زوكربيرغ على الأرجح وضعا أشد، وهذه المرة أمام الكاميرات عندما يتوجه إلى واشنطن للإدلاء بشهادته أمام الكونغرس.
وفي الحقيقة، كانت هذه الجلسة مع الصحفيين على ما يبدو تدريبا حقيقيا على ما قد يحدث.
وقد يتغير الزخم الذي يحيط بمسألة قيادة زوكربيرغ فيسبوك بصورة دراماتيكية في الأشهر المقبلة، وذلك بالتزامن بدء تحقيقات ستجريها هيئات، لا سيما لجنة التجارة الفيدرالية، للتحقيق في طرق تعامل فيسبوك مع بيانات المستخدمين .
وفي حالة إثبات تقصير الشركة في تحمل مسؤوليتها، وتعرضها ربما لغرامة هائلة، قد يزيد هذا الضغط على فيسبوك لإدخال تغييرات هائلة في هيكل إدارته.
وحتى الآن، وعلى الرغم من كل الاعتذارات والاعترافات بسوء التقدير، قال زوكربيرغ للصحفيين إنه لم يفصل شخص واحد عن الشركة بسبب أزمة كامبريدج أناليتيكا.
لكنه يقول إنه يتحمل كامل المسؤولية، وهو ما قد يحدث بالفعل.