إستطاعت قوى ١٤ آذار وبالتحديد تحالف تيار المستقبل والحزب التقدمي الإشتراكي وبدعم من القوات اللبنانية من إحتكار التمثيل النيابي لمنطقة البقاع الغربي - راشيا في الإنتخابات النيابية عام ٢٠٠٩.
لكن في هذه الإنتخابات ب ٦ أيار ٢٠١٨ ، تُواجه هذه القوى صعوبة في الحفاظ على جميع المقاعد النيابية ، بسبب القانون النسبي المعتمد ولطبيعة التحالفات التي قامت ونتج عنها خلافات داخل البيت الواحد.
وفي هذه الدائرة يُوجد ٦ مقاعد نيابية ، ٢ سنة و ١ دروز و١ شيعة و ١ أرثوذكس و ١ موارنة ، وجميعها كانت من حصة ١٤ آذار في الإنتخابات الأخيرة، حيث حصل المستقبل على ٤ مقاعد مقابل مقعدين (٢) للحزب التقدمي الإشتراكي.
أما في هذه الإنتخابات ، فهناك ٣ لوائح ستخوض المعركة الإنتخابية في دائرة البقاع الثانية وهي كالتالي :
١- الغد الأفضل المدعومة من الوزير السابق عبد الرحيم مراد وحركة أمل.
٢- المجتمع المدني.
٣- المستقبل للبقاع الغربي وراشيا المدعومة من تيار المستقبل والحزب التقدمي الإشتراكي.
إقرأ أيضا : ما مصير باقي مرشحي الأمل والوفاء في حال حصول الرئيس بري على معظم الأصوات التفضيلية ؟
وقد برزت عقدة المقعد الماروني ، وكانت سببا في الخلاف بين القوات والمستقبل ، كذلك حصل عتب بين المستقبل والنائب وليد جنبلاط الذي طالب بنائبين عن هذه الدائرة ولم يمتثل التيار الأزرق لطلبه، بل قام بما وصفته أوساط الإشتراكي بخديعة عندما أدخل المرشح عن المقعد الأرثوذكسي غسان سكاف قبل إقفال اللائحة بقليل ، على حساب مرشح جنبلاط أنطوان سعد .
ولا يكتفي جنبلاط الذي أحسّ بالغدر مما جرى بتحميل المسؤولية للمستقبل ، بل يتهم التيار الوطني الحر بشخص الوزير جبران باسيل بمسؤوليته عما حصل ، كون جنبلاط رفض التحالف معه في الجبل بسب شعوره بنية لدى الأول امحاصرته وعزله.
أما لائحة " الغد الأفضل " المدعومة من مراد وحركة أمل ، فقد حاول التيار البرتقالي التفاوض من أجل الحصول على مقعدين لكن الرئيس نبيه بري رفض ذلك ، ما جعل التيار ينسحب من المعركة ويطلب من مناصريه التصويت لدولة الرئيس إيلي الفرزلي.
ومن المتوقع وبحسب أرقام ٢٠٠٩ والتغييرات التي طرأت على المشهد داخل الدائرة ، أن تخرق لائحة أمل - مراد بمقعدين ، سني للوزير عبد الرحيم مراد وشيعي لمرشح الحركة القيادي محمد نصر الله .
إقرأ أيضا : التيار الوطني الحر ليس قويا إنتخابيا كما يحاول الترويج
وتواجه لائحة المستقبل - الإشتراكي صعوبات كبيرة في أوساط القواعد الجماهيرية بعد الإشكال الأخير ، وتشير معلومات إلى نية الرئيس سعد الحريري في إضعاف حظوظ النائب وائل أبو فاعور عبر الطلب من مناصري المستقبل عدم إعطائه أصوات تفضيلية .
لكن معلومات أخرى تؤكد أن هذا التوجّه لدى الحريري لن يؤثّر على حظوظ أبو فاعور ، وأقصى ما يمكن أن تحققه اللائحة المنافسة هو الحصول على مقعدين.
بالمحصلة ، تبدو المعركة الإنتخابية في البقاع الغربي - راشيا غير واضحة التحالفات ومتعددة الحسابات السياسية ، وتشهد تصاعد كبير في الخطاب السياسي على حساب الإنماء ، خصوصا بما يتعلق بالملف السوري.
إلا أن شبه الثابت في الموضوع ، أن ما كان يُسمى قوى ١٤ آذار ستفقد أحاديتها التمثيلية في هذه المنطقة .