أولاً: الاصطفاف برعاية السعودية
تمكّن الوزير السعودي نزار العلولا من جمع أقطاب الرابع عشر من آذار الذي أطاحت به استقالة الرئيس سعد الحريري من المملكة قبل أشهرٍ عدّة، لا بل دعاهم إلى خلوة (على الطريقة الدرزية) لتمتين هذا الاصطفاف الجديد، إصطفاف قد يساعد الحريري في قيادة الطائفة السّنية في ظروفٍ حرجة تتعرّض فيه للشّرذمة والضياع وربما الإحباط الذي كان طاغياً قبل الاستقالة-اللُّغز، والتي دفعت بالحريري إلى أحضان العهد العوني وأبعدتهُ عن رواد الإصلاح الجدُد: الكتائب والقوات اللبنانية والتقدمي الإشتراكي.
إقرأ أيضًا: النائب حسن فضل الله ... بنيان الإصلاح على أعمدة الفساد
ثانياً: خراجُ الاصطفاف في جعبة الحريري - باسيل...
هذا الاصطفاف سيحدّ حتماً من موجة محاربة الفساد التي يلعب فيها حزب القوات اللبنانية رأس الحربة في مواجهة العهد الباسيلي - الحريري. وهذا ربما يمنح رئيس الحكومة فسحة كافية لالتقاط الأنفاس في وجه بعض معارضيه، الذين وصموه بالفساد والتخاذل أمام السلاح غير الشرعي، كما يمنح العهد العوني جرعة ضرورية لمواصلة نهجه الاستعلائي، وإمعانه (عبر الوزير باسيل) في ضخّ الطروحات الطائفية، وتجاوز القوانين في تعيين الموظفين الفائزين عبر مجلس الخدمة المدنية، والاستمرار في نهج الفساد ونهب المال العام، واحتكار المناصب السياسية والإدارية والأمنية، وإهمال مصالح المواطنين وتحميلهم كلفة الفساد وسوء الإدارة والاضطرابات المالية المتوقعة بين ليلةٍ وضحاها.
إقرأ أيضًا: منذ أيام ثابت بن عبدالله بن الزبير..النّهي عن القتال بأهل المدينة وأهل مكة
ثالثاً: تبادل المناصب.. وبلج...
أولّ الغيث تبادل المنافع والخدمات وإهداء المناصب وتسمية رئيسي الحكومة والمجلس النيابي من جانب الرئيسين الحريري وبرّي.
لمّا قدم زياد بن أبيه (او بن أبي سفيان) العراق، قال: من على حرسكم، (أي قائد الحرس)؟ قالوا: بلج. قال: إنّما يُحترسُ من مثل بلج، فكيف يكون حارساً؟!