داخل منزل صغير في الطبقة الأرضية من أحد مباني منطقة البسطة، حصلت جريمة ذبح بنغالية من الوريد إلى الوريد ليل الاثنين الماضي... هذه المرة لم تكن المشكلة بين العاملة ومشغّلتها، بل بين أبناء الجنسية ذاتها.
الشارع الذي حصلت فيه الجريمة يخيم عليه الهدوء، على الرغم من أنه حي شعبي معروف بزحمته. أمام المبنى جلس شابان يتبادلان أطراف الحديث، وعندما سئلا عما حصل في تلك الليلة أجاب أحدهما: "لم يسمع أحد صراخاً، ولم تتكشف الجريمة الا بعد ساعات من حصولها". وشرح: "هذا البيت مستأجر من بنغالية وزوجها، إلا أن الزوجة تؤجر عدداً كبيراً من أصدقائها للإفادة مادياً، والمرأة التي قتلت كانت قدمت قبل أيام مع زوجها. وعلمنا أن الزوج هو من قام بذبحها بواسطة مشحاف لأسباب لم نعرفها".
في دائرة الاشتباه
في ذلك اليوم، كان الشابان جالسان في الخارج عندما "نزلت بنغالية من الطبقة السادسة وبدأت تصرخ أن جريمة وقعت في المنزل الأرضي. حينها سارع الناطور وأخبر صاحب المنزل الذي اتصل بدوره بالقوى الأمنية، فحضرت عناصر من مخفر البسطة والأدلة الجنائية إضافة إلى الطبيب الشرعي". وأضاف الشاب "علمنا بعدها أن إحدى البنغاليات من سكان المنزل اتصلت بصديقتها وأطلعتها على عملية الذبح التي حصلت قبل ساعات، وأن الجميع غادر المنزل والجثة لا تزال في داخله".
امتعاض الجيران
عندما كان الشاب مسترسلاً في الحديث، أعربت إحدى ساكنات المبنى عن امتعاضها من السماح لعشرات الجنسيات الأجنبية من الاستئجار في المبنى، قائلة "الله وحده يعلم عدد البنغلادشيين الذين كانوا يسكنون في المنزل المؤلف من غرفتين من دون مطبخ في الطبقة الأرضية، كذلك حال الطبقة السادسة. شكونا كثيراً إلى صاحب المبنى من دون أن نلقى آذاناً صاغية، إلى أن وقعت الكارثة الاثنين الماضي. ومنذ ذلك الوقت لم يبقَ في المبنى أي بنغالي".
مصدر في قوى الأمن الداخلي أكد لـ"النهار" أنه "قبل أيام من وقوع الجريمة، انتقلت البنغالية وزوجها إلى سكنهما الجديد في منطقة البسطة، وحتى اللحظة يتركز الاشتباه على زوجها لأسباب تتعلق بالشك في سلوكها. وهو لا يزال متوارياً عن الأنظار".