بدأ الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري، زيارة للبقاع الأوسط تستمر أياما عدة، يرافقه فيها مرشحو "تيار المستقبل" في دائرة البقاع الأوسط: عاصم عراجي، نزار دلول وماري ماري جان بلزكجيان، عضو المكتب السياسي وسام ترشيشي، المنسق العام للبقاع الأوسط بسام شكر والقيادي في "تيار المستقبل" أيوب قزعون.
واستهل الحريري اليوم الأول بزيارة مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس، في دارته في مكسة. وأكد الميس أن "كل الناس برنامجها الانتخابي " شو بدها تساوي"، الا بيت الحريري برنامجهم الانتخابي "ماذا قدموا".
وأضاف: "جميعنا ادرك لبنان بمحنته، ادركنا لبنان المدمر كما هي الحال في نصف العالم العربي الآن، لكن ان يأتي رجل يبني لبنان ويبني وطنا ويكافأ بما كوفئ به. جميعنا نعلم ان القاتل لا يرث، والذين قتلوا لن يرثوا وطنا بناه الرئيس الحريري، لن يرثوه لانهم لا يستحقونه".
وتابع: "استطاعت كل طائفة في لبنان ان تتمثل ببرنامج فكري وسياسي معين، الا هذا البيت، بيت الحريري لم يستطع ان يكون طائفيا او متمذهبا، فمذهبه لبنان كل لبنان".
من جهته، رد الحريري بكلمة قال فيها :"لا يمكن ان نبدأ جولتنا في البقاع من دون ان ندخل من البوابة الكبيرة التي هي حضرتك وموقعك وقيمتك وتاريخك الذي يمثلنا جميعا".
وأضاف: "القانون الانتخابي جعلنا كتيار مستقبل لا نتنازل عن حصتنا. في السابق كنا نعطي من كيسنا، لمن يستحق ولمن لا يستحق"، مشيرا إلى أن "الأوان آن كي نبحث عن مصلحتنا اين تكون، وان نطبق هذا الامر، وهذا ما حصل في معظم الدوائر منها في البقاع الأوسط والبقاع الغربي".
وإذ أكد "أن هدف الرئيس سعد الحريري تحصين الاستقرار الأمني والمؤسساتي والحفاظ على اتفاق الطائف"، شدد على أن "مجرد إجراء الانتخابات في لبنان القابع في منطقة تحترق هو إنجاز لحكومة الرئيس الحريري أولا، وإلى وعي الشعب اللبناني".
ثم زار أحمد الحريري مقر بلدية مكسة، حيث كان في استقباله رئيس البلدية عاطف الميس، الذي أكد في حضور أعضاء البلدية وفعاليات أن "خيار مكسه وعائلاتها سيكون الى جانب مرشحي "تيار المستقبل".
من مكسة، انتقل الحريري الى قب الياس، حيث شارك في اللقاء الذي أقامه محمد غزال على شرفه، في حضور حشد من رجال الدين والفاعليات.
وتخللت اللقاء كلمات لكل من صاحب الدعوة، والقاضي حسين غزال، وعضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى القاضي عبد الرحمن شرقية.
أما الحريري فتحدث عن الواقع الزراعي، مشيرا إلى أن "الرئيس سعد الحريري يولي الزراعة في عكار والبقاع اهتماما خاصا".
وقال :"نزور الناس الذين نحبهم ويحبوننا على اعتدالنا وخطنا الوطني لا المذهبي ومشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي يكمله الرئيس سعد الحريري في أصعب الظروف المحلية والإقليمية والدولية لحماية البلد والحفاظ على استقراره".
ثم زار الحريري بلدية قب الياس - وادي الدلم، وكان في استقباله رئيس المجلس البلدي جهاد المعلم، الذي تحدث في حضور أعضاء البلدية، عن أمور إنمائية تخص البلدة، مؤكدا أن "وفاء قب الياس لخط الرئيس الشهيد سيبقى كما كان في السابق".
ورد الأمين العام لـ"تيار المستقبل" بكلمة نوه فيها بالتعاون القائم مع البلدية، وتحدث فيها عن التطورات السياسية وقانون الانتخاب.
ومن مقر البلدية، توجه الحريري إلى منزل الراحل رئيس بلدية قب الياس - وادي الدلم فياض حيدر، حيث التقى افراد العائلة، قبل أن ينتقلوا معا إلى مطعم "النهر العتيق"، حيث أقامت العائلة فطورا أكد فيه علي فياض حيدر، نجل الراحل، "التزام الاعتدال الذي يمثله "تيار المستقبل" باعتباره الخيار الأنسب لمواجهة التحديات".
من جهته، أثنى الحريري على خطاب حيدر، وشدد على أن "تيار المستقبل يمثل الأكثرية الصامتة والمعتدلة في البلد، والتي يحاول معها حماية لبنان من النار المشتعلة في المنطقة"، مؤكدا "أن "تيار المستقبل" وأخواته من التيارات المعتدلة لا يلغيها الدم أو الاغتيالات أو السلاح، لأنها من تكوين الناس ومن رغبتهم في السلم والعيش الكريم".
وجال الحريري على العشائر العربية في قب الياس، واستهل جولته بلقاء عشيرة الهرامشة التي اكدت "وفاءهم لتيار المستقبل"، في حين اكد الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أنه "سيكون دائما الى جانب اهله من العشائر العربية والعائلات"، داعيا إلى "التوحد خلف زعامتنا المتمثلة بالرئيس الحريري والثقة بها".
ثم زار الحريري عشائر عرب الحروك الذين أقاموا له استقبالا حاشدا في قاعة المسجد، تخللته كلمات للقاضي شرقية، المختار جهجاه العمر وعضو بلدية قب الياس - وادي الدلم السابق عبدو حمود.
وألقى كلمة أكد فيها "أن عشيرة عرب الحروك هي نار قوية على الأعداء، وماء وسلم على الأحباب"، وقدم لهم مرشحي "تيار المستقبل" في البقاع الأوسط"، قائلا :"هذ هو "تيار المستقبل" الذي لا يمكن أحدا أن يضعه في علبة طائفية، وهؤلاء المرشحون يمثلون الرئيس سعد الحريري، وهم جميعا بالنسبة الينا بالأهمية نفسها، وسنعمل لإنجاحهم في 6 أيار بإذن الله".
وأشار إلى "أن "تيار المستقبل" كان حريصا على تمثيل العشائر العربية، بترشيحه لمحمد سليمان عن المقعد السني في عكار، ليكون خادما للعشائر العربية على امتداد الوطن، وحاملا لهمومهم، ومطالبا معنا بحقوقهم في مجلس النواب المقبل بإذن الله".
ثم زار الأمين العام لـ"تيار المستقبل" عشيرة أبو عيد، والتقى قسما منها في منزل محمود القاسم (أبو عيد)، وتخللت اللقاء كلمات لكل من القاضي شرقية الذي وصف العشائر ب"الليرة الذهب التي لا تتغير"، ولحسين الطويل ونجله أكدا فيها الوفاء لـ"تيار المستقبل" وللرئيس سعد الحريري.
ومن هناك، نوه الحريري ب"وطنية العشائر العربية التي لطالما كانت رسالتها جامعة"، وأكد أن "العلاقة متجذرة معها"، مشيرا إلى ان "خط الاعتدال الذي يمثله "تيار المستقبل" مستهدف، ويجب التصدي بالوعي والادراك لكل محاولات التسلل لضرب هذا الخط، والعمل على التصويت بكثافة كي تبقى لهذا البلد كرامة، وكي يبقى الأوادم في هذا البلد".
وزار ايضا قاعة أبو عيد، حيث أقيم له استقبال حاشد من أبناء العشائر، تخللته كلمة للشيخ درزي يوسف، وكلمة لأحمد الحريري، الذي شدد على "ضرورة أن يبقى أي عتب تحت سقف المرجعية"، داعيا إلى "التوحد خلف قيادة الرئيس سعد الحريري".
وزار الأمين العام لـ"تيار المستقبل" كلا من ميجر الصالح في دارته، وصالح المطر في دارته أيضا.
ثم توجه الحريري إلى دارة القيادي في "تيار المستقبل" قزعون، في ساحة قب الياس، حيث أقام له استقبالا حاشدا في حضور مرجعيات البلدة الروحية، من المسيحيين والمسلمين، وحشد من الفاعليات والمخاتير ورؤساء الجمعيات وكوادر "تيار المستقبل".
ورحب قزعون بأحمد الحريري "في بيت من بيوت الحريري الكثيرة في قب الياس والبقاع الأوسط وكل لبنان"، مؤكدا "أن قب الياس أعطت الرئيس سعد الحريري في السابق، ستعطيه اليوم، وهي على الوعد والعهد".
ورد الحريري: "شهادتي مجروحة بأيوب، فهو من المناضلين في "تيار المستقبل" الذين لنا معهم صولات وجولات". وشدد على "أننا لا نتعاطى السياسة موسميا، بل على المدى الطويل، فنحن في العمل السياسي منذ العام 1979، والأساس في عملنا هو محبة الناس وثقتها بالمشروع الذي يشبهها، والتي شعرت بأنها شريكة فيه".
وتابع: "مهما حصل، لن تكون في "تيار المستقبل" أداة لمرور أو عودة أي حرب أهلية إلى لبنان. موقفنا واضح، ننسحب من العمل السياسي، ولا نقوم بأمر كهذا، وسنبقى متراسا في وجهها إلى يوم الدين، لأننا بذلك نؤمن الحماية لناسنا، ونعمل من أجل مصلحة البلد".
وكانت كلمة للقاضي شرقية أثنى فيها على "مواقف الرئيس سعد الحريري وحكمته في حمل هموم الأمة"، وكذلك كلمة لراعي أبرشية قب الياس للروم الأرثوذكس الخوري حبيب عساف قال فيها: "الجميع يترحم على الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ونحن نحبكم، وكلنا معكم من أجل أن يبقى المستقبل للعيش المشترك في بلدنا الحبيب".
واختتم أحمد الحريري يومه الأول في البقاع الأوسط بالمشاركة في المهرجان الحاشد الذي نظمته الجمعية الخيرية الإسلامية في قب الياس، في ساحة البلدة، في حضور أبنائها مع مرشحي "تيار المستقبل" في البقاع الأوسط.
وبعد ترحيب من المسؤول عن دائرة قب الياس في "تيار المستقبل" فادي الحلاق، ألقى رئيس البلدية المعلم كلمة عن مطالب قب الياس الإنمائية، ثم تحدث رئيس الجمعية الخيرية الإسلامية محمد البعلبكي، وقال: "مستعدون أن نضحي اكثر من أجل عيون الرئيس سعد الحريري وسنعمل بجهد وبكل ما اوتينا من قوة لنرد على 7 أيار 2008 ب 7 أيار جديد لبناء دولة القانون".
وتحدث قزعون عن تلوث نهر الليطاني ومطالب البقاع الأوسط الزراعية، مؤكدا "ان قب الياس والبقاع الأوسط كانا دائما "ام الصبي" في مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وسيبقيان كذلك "إم الصبي وبيو"، ويحق لهم أن يكونوا في صلب الاهتمام أسوة بباقي المناطق اللبنانية".
من جهته، ألقى القاضي شرقية كلمة عن "معاني العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين في قب الياس التي تشكل نموذجا يحتذى كل المناطق اللبنانية المختلطة".
وقال الحريري: "لسنا في "تيار المستقبل" ملكا لأحد، ولا أحد لديه مفتاح بيتنا، المفتاح في يدكم أنتم، لان بيتنا بيتكم، وكل بيوتكم بيوتنا، وكل عائلاتكم عائلاتنا، وما جمعنا هو مسيرة انسان اسمه الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي أوجد صلة الدم في ما بيننا".
وتابع: "قب الياس الخزان الكبير، الخزان الغذائي للبنان كله، هذا البقاع له علينا الكثير، نحن نعمل ولا نأتي لنعدد ما قمنا به، لأن ما نقوم به هو واجبنا، ويجب ان نقوم بالمزيد"، مشيرا إلى "أن "تيار المستقبل" شكل لجنة زراعية لدرس كل الخيارات المتاحة لتنمية العمل الزراعي وتطويره، ونقله من الزراعة التقليدية الى الزراعة الحديثة، وندرس ايضا اعادة زراعة الشمندر السكري".
ولفت إلى "أن "تيار المستقبل" اتخذ قرارا بإنشاء مجالس إنمائية لكل المحافظات، يشارك فيها الجميع، لأننا نريد أن يكون الجميع في مناطقهم شركاء في التنمية وتقديم الخطط التي تلبي تطلعات الناس".
وشدد على "أنهم طوال 13 عاما حاولوا قتلنا وتفجيرنا وإلغاءنا، ولكن بقي الرئيس سعد الحريري واقفا بشموخ وعزة وكرامة، لأن لديه أناسا مثلكم يدعمونه ويقفون معه ويؤمنون به وبقضيته. لماذا يحاربوننا؟ اذا كنا انتهينا كما يقولون لماذا يحاربوننا إلى اليوم؟ يحاربوننا لأنهم يعرفون ان "تيار المستقبل" هو تيار الاعتدال الذي يدخل الى كل البيوت من كل المذاهب في البقاع وغير البقاع. هم يعلمون ان "تيار المستقبل" هو الوحيد الذي لديه رؤية لطريقة بناء الدولة".
ورد على "كل من يقول إننا إرهابيون ومتطرفون"، بالقول :"انت المتطرف، وانت النسخة الثانية من "داعش" واخواتها في المنطقة، "تيار المستقبل" واهله وناسه ليسوا كذلك، بل انت المتطرف، وندعوك الى ان تعود إلى صوابك، إلى هذا البلد لأنه يتسع للجميع. ونحن، من جهتنا، لن نغلق الابواب في وجه احد، لأننا لسنا مثلك، وواضح الكلام لمن، الكلام لـ"حزب الله". لن نكون مثلك، نحن لدينا قيم رفيق الحريري ومسيرته التي نقتدي بها، لا مسيرة اي احد اخر. نحن لدينا كرامتنا وعزة أنفسنا فوق كل اعتبار".