بمجرّد أن يكون رئيس مجلس النواب نبيه بري على أي لائحة إنتخابية فهذا يعني أن الأمر محسوم والنتيجة معروفة مسبقا .
ففي الدورات الإنتخابية السابقة ، إستطاعت اللوائح التي ترأسّها إكتساح جميع المقاعد وبفارق هائل عن أقرب منافسيه ، إلا أنه في الإنتخابات النيابية الحالية في ٦ أيار ٢٠١٨ قد تطرأ بعض التغييرات وتحصل مفاجآت بسبب قوة وحيثية وتاريخ رئيس حركة أمل نفسه.
في دائرة صور - الزهراني هناك ٧ مقاعد نيابية ، ٤ شيعة في صور و ٢ شيعة و ١ روم كاثوليك في قرى صيدا أو ما يعرف بالزهراني.
وإستطاعت اللائحة المدعومة من الثنائية الشيعية في إنتخابات ٢٠٠٩ كسب جميع المقاعد وحصل حينها الرئيس نبيه بري على حوالي ٤٥٠٠٠ صوت فيما لم يتجاوز مرشح المعارضة الأستاذ رياض الأسعد عتبة ٤٠٠٠ صوت.
ونالت اللائحة ٩٦٪ من أصوات الشيعة و ٥٥٪ من الكاثوليك وحوالي ٦٠٪ من الموارنة لصالح مرشح حركة أمل الأستاذ ميشال موسى.
في صور حصلت لائحة الثنائية على حوالي ٩٣٪ من أصوات الشيعة .
بالمقابل ، حصلت اللائحة المدعومة من رياض الأسعد والقوات اللبنانية في الزهراني على ٢٪ من أصوات الشيعة و ٣٠٪ من الكاثوليك و ٣٠٪ من الموارنة.
أما في صور فلم تستطع الحصول إلا على ١،٧٪ من الصوت الشيعي.
ونسبةً إلى القانون الأكثري ، فإن هذه الأرقام كانت كافية لإكتساح لوائح الرئيس بري في صور والزهراني لجميع المقاعد الشيعية .
إقرأ أيضا : بالأمثلة والأرقام: كل ما تريدون معرفته عن قانون الإنتخاب الجديد... التصويت وآلية الفرز والصوت التفضيلي
في هذه الإنتخابات طرأ تغييرات على القانون الإنتخابي فأصبح نسبيا على أساس ١٥ دائرة .
لكن مع هذا ، تبدو حظوظ المعارضة منعدمة في تسجيل أي خرق رغم أنها إستطاعت تأليف لائحة هي " معا نحو التغيير " ومدعومة من رياض الأسعد والحزب الشيوعي اللبناني وجهات في التيار الوطني الحر ، مقابل لائحة " الأمل والوفاء " المدعومة من الثنائية الشيعية ، وستقتصر المنافسة في دائرة الجنوب الثانية على هاتين اللائحتين.
وتشير أوساط حركة أمل إلى حالة إرتياح بل إطمئنان ويقين بالفوز والإكتساح ، لكن هناك بعض التحديات التي قد تصعّب عملية الفوز الكامل وتؤسَّس لخرق محتمل في الزهراني خصوصا .
فمعركة المعارضة الأساسية هي في تجيير الأصوات لصالح لائحتها بالأول للحصول على حاصل إنتخابي ، أما الباقي فهو سهل في حال إتجاه أمور لائحة " الأمل والوفاء " إلى سيناريوهات صادمة.
إحدى هذه السيناريوهات وأخطرها هو الصوت التفضيلي في الزهراني ، إذ أن حركة أمل ستجد صعوبة في إقناع الناخبين بتوزيع أصواتهم على كافة المرشحين حيث من المرجّح أن تذهب جميع الأصوات التفضيلية لصالح الرئيس بري كمرشح ، ما يُضعف ويُخفّض نسبة وعدد الأصوات التفضيلية للمرشحيْن الشيعي والكاثوليكي.
فطبيعة الناخب الجنوبي وهواه معروف لصالح بري ، وعندما سيتوجه للصندوق الإنتخابي سيتصرف على أنه لو صوّت للرئيس بري فإن صوته لن يقدّم أو يؤثّر على باقي المرشحين الحلفاء ولا أحد سيعرف بذلك أو ربما سيتفاخر بذلك ، ولكم أن تتخيّلوا حجم التفكير الجماعي بهذه الطريقة.
إقرأ أيضا : إنتخابات الشمال : معارك إثبات وجود بين تيار المستقبل وأشرف ريفي
أما المعارضة ، فتراهن على المقعد الكاثوليكي أن يحصل فيه الخرق بسبب أرقام التأييد لها المرتفعة نوعا ما في أوساط المسيحيين ، خصوصا في حال قرّر التيار خوض معركة كسر عظم ضد بري لإحراجه ، وهي تعرف أن الناخب في الزهراني سيفضّل أن يُعطي صوته لبري ولن يلتزم بقرار القيادة بتوزيع الأصوات التفضيلية .
لذلك ، تبدو مهمة المعارضة سهلة في حال إستطاعت الحصول على الحاصل الإنتخابي .
أما الماكينة الإنتخابية للائحة " الأمل والوفاء " فستحرص على حثّ الناخبين على توزيع الأصوات وقد يتدخّل الرئيس بري شخصيا لإقناعهم بذلك ، لأنه حتى لو لم تستطع المعارضة الحصول على حاصل ، فإن شكل اللائحة المنتصرة والفروقات الواسعة بين مرشّحيها سيكون محرجا أمام الرأي العام .
أما في صور ، فالأمور شبه محسومة لصالح لائحة " الأمل والوفاء " ولا حظوظ قوية للائحة المعارضة .
وعليه ، تبقى الأيام القادمة كفيلة في حسم ما ستتّجه إليه الأمور في هذه المنطقة المختلطة مذهبيا ومتداخلة مع صيدا جغرافيا .