رأى مسؤول جهاز الإعلام والتواصل في "​القوات اللبنانية​" ​شارل جبور​، في حديث لوكالة "أخبار اليوم" ان "التفسّخات أو الإنهيارات الحاصلة داخل الأحزاب ناتجة عن التخلي او التبديل في خطابها إذ كانت رأس حربة في اتجاه انتقلت الى رأس حرب في اتجاه آخر"، موضحاً أن "هذا الأمر لا ينسحب على "القوات" التي حافظت منذ نشأتها حتى اليوم على نفس الأدبيات السياسية، وبالتالي لم نشهد تفسخات، بل نرى باستمرار الوحدة التنظيمية "القواتية" المتراصة لسببين الأول الإنسجام مع الخطاب التاريخي المستمر في كل الوقت، والثاني الدور الذي يقوم به رئيس "الحزب" ​سمير جعجع​ على هذا المستوى".

ورداً على سؤال، أشار جبور الى أن "القوات اللبنانية أرادت، كما عند كل استحقاق، أن تتعامل مع ​الإنتخابات النيابية​ على أساس انسجام الخطاب والتوجّهات السياسية مع التحالفات، وبالتالي لم تعمل على قاعدة "نائب في الطالع أو نائب في النازل"، الأمر الذي يعطي مشروعية لتصرّفات سياسية"، مشيراً الى "اننا لسنا أمام محطة موسمية بل الإنتخابات بالنسبة إلينا محطة تأسيسية ومرحلة عمل جديدة، لذا لا يمكن التعاطي معها على قاعدة ظرفية من أجل مكاسب مرحلية، وهذا ما يعطي قوة للقوات".

كما لفت جبور الى أن "العلاقة بين المرشحين "القواتيين" وبين النواب الذين لم يعاد ترشيحهم، مبنية على مبدئية سياسية وليس على حالة ظرفية انتقائية قد تجعل نائباً في كتلة "القوات" ينتقل الى ضفّة أخرى"، مشدداً على "وجود ثقافة حزبية لدى "القوات" تبدّي القضية على المصلحة الذاتية، لافتاً الى أن للنائب دور على المستوى الوطني يوكل به من قبل الحزب".

وتابع بالقول أنه "إذا انتهى دوره النيابي فإن للشخص ذاته دور آخر على مستوى آخر. ومن هنا تكون الأولوية دائماً للقضية التي تتخطى "ثقافة الوصولية" حيث الهدف منها المقعد النيابي".

وعن سؤال حوا "هل الذين "استبعدوا" عن الترشيح وعدوا بحقائب وزارية"، أكد جبور أن "القوات" لا تدخل في مثل هذه الألاعيب"، مشيراً الى أن "الخيارات تحدّد وفق التمثيل على المستوى النيابي، ووفق الحقائب المعروضة على المستوى الوزاري، حيث تعمل على قاعدة "الشخص المناسب في المكان المناسب".

وفي سياقٍ متصل، اعتبر جبور ان "ما حصل على مستوى تركيب اللوائح والتحالفات يظهر مَن هي الأحزاب التي يكون فيها المناصرون أو المحازبون ملتزمين ومنسجمين مع القيادة، وهذا يعود الى العلاقة بين رأس الهرم و​القاعدة​"، موضحاً أن "هذا ما لا نراه عند معظم الأحزاب حيث المصلحية الشخصية هي الهدف لا قضية الوطنية".

واعتبر أن "الخلل يتولّد حين يرى الملتزم أن قيادته تتنقّل من حلف الى آخر من موقف الى آخر، وبالتالي يتضعضع البنيان الحزبي"، لافتاً الى أن "كل الإستحقاقات تمرّ على "القوات" بتماسك داخلي".