أكد القيادي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش، في حديث لوكالة "أخبار اليوم"، أن "الصراع مع "حزب الله" على المستوى السياسي الإقليمي والمحلي مستمر"، مشيراً الى "حصول ربط نزاع بهدف التفرّغ لإدارة البلد طالما أن الحلول ليست محلية، فيما حلّ مسألة "السلاح غير الشرعي" في لبنان ستأتي عبر الحلول التي تحضّر للمنطقة ككل، خصوصاً أن "حزب الله" يعتبر عملياً أن لديه ما يربطه بالحرس الثوري الايراني وأن قيادته هي في ايران، وسلاحه وتمويله يأتيان منها ايضاً بحسب اعتراف قياديي الحزب، وبالتالي، إما تتم هزيمة هذا المشروع أو تُقام تسوية معه"، معتبراً أن "الحالتين ليستا متوفّرتين في الأفق حالياً، لذلك، خيار رئيس الحكومة سعد الحريري وتيار "المستقبل" في الوقت الراهن هو طالما أن الأمور على تلك الحال، نُرسي تهدئة معينة في البلد على الأقل ونخفّف أضرار الصراع على لبنان فيستفيد "حزب الله" من جهة من التهدئة لأنه لا يستطيع فتح جبهات عدّة في الوقت نفسه، فيما لبنان يتنفّس الصعداء ولو لفترة زمنية معينة، في انتظار الحلول الإقليمية".
ونوه علوش الى أن "خيار تيار "المستقبل" هو أنه طالما نستطيع الذهاب الى تهدئة على المستوى الأمني نقوم بذلك، ويبقى الخلاف السياسي على حاله، لكن إدارة البلد لا يُمكن ان تنتظر أن يُحلّ الخلاف السياسي".
وعن أي أجواء عملية لأي حوار بين "المستقبل" و"حزب الله"، تابع علوش بالقول أن "الحوار مع "الحزب" قائم من خلال مجلس الوزراء، إذ لديه وزراء داخل الحكومة، والحوار المتعلّق بإدارة شؤون الدولة وإدارة الأمور الحياتية للناس، التي هي هدف التهدئة او ربط النزاع، يبقى قائماً وموجوداً على هذا المستوى، أما على مستوى أي تنسيق آخر، فلا يوجد أي شيء عملي في هذا الإطار"، موضحاً أن "التنسيق الإستخباراتي او الأمني، فلا يمكنني ان اؤكد أو أنفي حصوله في الوقت الراهن وما يمكنني تأكيده هو فقط التنسيق القائم على المستوى السياسي من خلال مجلس الوزراء".
أما عن إمكانية أن يكون الحريري قصد بكلامه على الحوار مع "حزب الله" من دارة رئيس الحكومة السابق تمام سلام موضوع الإستراتيجية الدفاعية تحديداً، لفت علوش الى أن "الإستراتيجية الدفاعية هي عنوان دون مضمون، فعملياً "حزب الله" ورئيس مجلس النواب نبيه بري اخترعا هذا التعبير لكي لا يُقال"السلاح غير الشرعي"، معتبراً أن "مشكلة لبنان إسمها "السلاح غير الشرعي"، أما الإستراتيجية الدفاعية فهي محاولة لتغطية المشكلة الحقيقية. توجد إشكالية إسمها سلاح "حزب الله" المبنيّ على موازين قوى إقليمية وليس على تسويات محلية، الأمور لن تتغيّر ولن يقبل "الحزب" ان يُقيم تسويات محلية حول سلاحه إلا إذا تغيّرت المعادلة الإقليمية التي أوجدت سلاحه".
وتابع بالقول أن "حزب الله" أداة من أدوات ايران، وهو يحتلّ لبنان لحسابها، وعملياً لن يتغيّر أي شيء إلا إذا تمّت هزيمة او محاصرة المشروع الايراني العسكري في المنطقة او إذا حصلت هزيمة دبلوماسية. ونذكّر في هذا السياق بأن الوضع في سوريا هو الذي يغيّر الأمور في المرحلة الحالية، فالشريان الحيوي الوحيد لـ "حزب الله" او 99 في المئة منه على الأقل هو عن طريق البرّ، أي عن طريق سوريا بالذات، والتطورات التي ستحصل فيها هي التي ستجعل إمكانية أية تسوية مع "الحزب" على المستوى المحلي قائمة او ربما غير قائمة، لا سيما إذا ذهبت الأمور باتجاه أن يستشرس "حزب الله" أكثر في المرحلة القادمة".
كما شدّد علوش على أن "الحوار مع "حزب الله" لا يمكن ان يؤدي الى نتيجة مفيدة للبنان بالتخلّص من السلاح غير الشرعي المتمثّل بسلاحه إلا من خلال تغيير موازين القوى او تسوية كبرى مع ايران وبغير ذلك، سنبقى مثل من "يطحن المياه"، فتجربة عام 2006 بالحوار مع "الحزب"، بالإضافة الى الحوار الذي جرى خلال عهد رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، كلّها وقائع تؤكد ان "حزب الله" سيلجأ الى التسويفن ولذلك، لا يوجد أي شعور حول حصول لبننة لسلاح المقاومة أو وضعه تحت سلطة الدولة اللبنانية، قياديو "الحزب" يقولون إنه "سلاح لبناني"، وفي الوقت عينه يقولون إنه "سلاح ايراني"، وهو ما يُظهر عملياً أن المشكلة هي مع ايران وليست مع "حزب الله".