بالنسبة للكثيرين الذين يفكرون في الانضمام إلى حملة #DeleteFacebook المُشجِّعة على حذف تطبيق فيسبوك، فالأمر بسيط؛ إذ يمكنكم الاستعاضة عنه بتطبيق إنستغرام في مشاركة الصور ومقاطع الفيديو، وتطبيق واتساب في المراسلة. لكن ما لا يدركه الكثيرون هو أنَّ ملكية كلا التطبيقين تعود إلى شركة فيسبوك منذ شهر أيلول عام 2012، وشهر تشرين الأول عام 2014 على الترتيب، بحسب ما ذكرت صحيفة The Guardian البريطانية. وتُعَد هذه علامةً على هيمنة الشركة على ساحة التواصل الاجتماعي، إذ يبلغ عدد مستخدمي فيسبوك النشطين 2.13 مليار شخص شهرياً، بينما يصل عدد مستخدمي واتساب النشطين في نفس النطاق الزمني إلى 1.5 مليار شخص، ومستخدمي إنستغرام إلى 800 مليون شخص، ما يُصعِّب إيجاد بديل واحد. إيلو Ello ودياسبورا Diaspora وبينما لاقت بعض التطبيقات مثل إيلو (Ello) ودياسبورا (Diaspora) ترحيباً متفائلاً مُبالغاً فيه باعتبارها "بدائل محتملة عن فيسبوك"، وجدت صعوبةً بالغة في الحصول على شعبيةٍ لسبب بسيط؛ فصحيحٌ أنَّ هذه التطبيقات والمواقع الأخرى بإمكانها توفير ميزاتٍ مشابهة لميزات فيسبوك (بل وأفضل منها نظرياً)، ولكن إذا كان أصدقاؤك وأفراد أسرتك لا يستخدمونها، فما الفائدة منها حينئذ؟ تيليغرام وسيغنال ربما يكون أفضل حلّ بالنسبة لأولئك الذين قرَّروا الخروج من بيئة فيسبوك هو استخدام مزيجٍ من المواقع والتطبيقات التي توفِّر ميزات معينة شبيهة.
ولعل تطبيقات المراسلة هي الأسهل: إذ توفِّر بعض التطبيقات مثل تيليغرام وسيغنال (Signal) خدمة المراسلة والدردشة الجماعية والمكالمات الصوتية بالإضافة إلى التشفير للحفاظ على خصوصية اتصالات المستخدمين. حتى أنَّ تطبيق تيليغرام يحتوي على مجموعةٍ ناجحة من روبوتات الدردشة التفاعلية شبيهة بتطبيق فيسبوك ماسنجر.
فيرو Vero ومن أكثر البدائل الممكنة عن فيسبوك جاذبيةً هو تطبيق فيرو (Vero) الذي انطلق في صيف العام 2015 بصفته تطبيقاً لمشاركة الصور ومقاطع الفيديو مع التشديد على الخصوصية. ولم يُحدِث التطبيق تأثيراً كبيراً حتى مطلع العام 2018، حين قفزت معدلات تحميله قفزةً هائلة مفاجئة، مما وضعه في قمة قوائم متاجر التطبيقات في جميع أنحاء العالم. ويكمن جزءٌ من إعجاب حاذفي فيسبوك بتطبيق فيرو في اعتزامه أن يكون خالياً من الإعلانات، ويُخطِّط بدلاً من ذلك لبدء تحصيل اشتراك سنوي صغير في مرحلةٍ ما، لكنَّ التطبيق تعرَّض لانتقاداتٍ بالفعل. ففي شهر فبراير/شباط من العام الجاري، تعرَّض أيمن الحريري مؤسِّس التطبيق لانتقاداتٍ بسبب ارتباطه سابقاً بإحدى الشركات التي كانت محل مزاعم متعلقة بإساءة معاملة الموظفين، فضلاً عن أنَّ حقيقة وجود عدة مطوِّرين روس في شبكة فيرو تُثير جدلاً.
Snapchat سناب شات ويأمل تطبيق سناب شات في اجتذاب بعض تاركي تطبيق فيسبوك في الأسابيع المقبلة، لاسيما بعد خضوع سناب شات لعملية إعادة تصميم (مثيرة للجدل) مؤخراً ليحظى بإعجاب المستخدمين الجدد. يُذكَر أنَّ العام 2017 شهد العديد من التكهُّنات بأنَّ بعض مستخدمي سناب شات تركوه واتجهوا إلى تطبيق إنستغرام على وجه الخصوص، بالرغم من عدم وجود مؤشرات حتى الآن على تغيُّر هذا العزوف عن استخدام سناب شات في الاتجاه المقابل بعد الكشف عن فضيحة شركة كامبريدج أناليتيكا البريطانية.
نيكستدور Nextdoor تُركّز بعض بدائل فيسبوك تركيزاً أكبر على الميزات المحلية. إذ تقوم فكرة تطبيق نيكستدور (Nextdoor) على توصيل المستخدمين بأشخاصٍ في مجتمعهم الواقعي الذي يعيشون فيه.
رافتر Raftr بينما يسعى تطبيق رافتر (Raftr) للربط بين الأشخاص المهتمين بالمواضيع أو الأنشطة نفسها في أي مكانٍ في العالم. بينما يمكن القول إنَّ خدمات تطبيق شبوك (Shpock) لبيع الأشياء المستخدمة وشرائها أفضل من خدمة ماركت بليس (Marketplace) التي يوفرها تطبيق فيسبوك من ناحية أنَّ خدمات شبوك Shpock أكثر محليةً.
ماستودون Mastodon وفي السياق نفسه، شهد تطبيق ماستودون (Mastodon) قفزةً كبيرة في معدلات الاشتراك فيه بعد الأخبار التي نُشِرت عن انتهاك تطبيق فيسبوك خصوصية مستخدميه، مع أنَّ ماستودون أقرب إلى أن يكون بديلاً عن تويتر من أن يكون بديلاً عن فيسبوك. ووعَد تطبيق ماستودون - مثل تطبيق فيرو- بتجنُّب الإعلانات (ومن ثمَّ بيع بيانات المستخدمين)، ولو أنَّ الاختلاف هنا سيكون في اعتماد ماستودو على التبرعات مقابل اعتماد فيرو على الاشتراكات. ربما لا يكمن الحل في التخلِّي عن فيسبوك، بل كيفية تقييد قدرة الشركة على استخدام بياناتك الخاصة ومشاركتها. إذ جعلت شركة فيسبوك الإعدادت المدمجة للخصوصية والبيانات أسهل في الاستخدام عن طريق إعادة تصميم قائمة البيانات في تطبيقها الخاص بالهواتف المحمولة.
وكتبت الشركة في مدوَّنة لإعلان هذا التغيير: "بدلاً من انتشار الإعدادت عبر نحو 20 نافذة مختلفة، يمكن الوصول إليها الآن من مكان واحد". كبح قدرة فيسبوك وتتطلع شركاتٌ خارجية أيضاً إلى كبح قدرة شركة فيسبوك على الوصول إلى البيانات. إذ أطلقت شركة موزيلا التي تمتلك متصفح فايرفوكس للتو مُلحق Facebook Extension (وهو مُلحق إضافي قابل للتحميل) لمنع شركة فيسبوك من تتبُّع نشاط المستخدمين في المواقع الأخرى. وتُوفِّر ملحقات إضافية أخرى -مثل مُلحق Ghostery بمتصفح كروم الخاص بشركة جوجل (وهو متوفر أيضاً للمتصفحات الأخرى) وملحق Facebook Disconnect 2016– ميزة منع فيسبوك من تعقُّب نشاط المستخدمين في المواقع الأخرى. وإذا فشلت كل هذه الحلول، هناك دائماً خيار إعادة زيارة المنصات الاجتماعية القديمة.
فما زال موقع ماي سبيس (Myspace) موجوداً وإن كان قد أصبح مزيجاً من أخبار الثقافة الشعبية والصفحات الشخصية الخاملة للأصدقاء الذين لم يُسجِّلوا دخولهم في الموقع منذ إعادة إطلاقه في عام 2012. إلا أنَّ شركة Time Inc الإعلامية العملاقة الأميركية ذكرت أنَّ أحد الأسباب التي دفعتها إلى شراء موقع ماي سبيس في عام 2016 هو فرصة التنقيب عن بيانات مستخدميه من أجل استخدامات الجهات المُعلِنة، لذا فربما يكون من الأفضل عدم التسرُّع في إعادة استخدام الموقع مرةً أخرى حتى الآن.