لم تعد الإنتخابات في الساحة السنية معروفة النتائج مسبقا كما كان في ٢٠٠٥ و ٢٠٠٩ ، فقد طرأ تغييرات كبيرة منذ آخر إنتخابات بلدية حصلت في ٢٠١٦ والتي أدت إلى إلى إكتساح اللواء أشرف ريفي لمعظم مقاعد المجلس البلدي في عاصمة الشمال طرابلس.
كان تيار المستقبل في الدورات السابقة وخصوصا في فترة ما بعد إغتيال الرئيس رفيق الحريري القوة المهيمنة الوحيدة والأولى على الساحة السنية ، وإستطاع تحصيل الأكثرية الساحقة من المقاعد السنية في مجلس النواب .
لكن في الإنتخابات النيابية المقرر عقدها في ٦ أيار ٢٠١٨ ، تتغير الظروف والأحجام على الأرض ، وإن كان تيار المستقبل برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري ما زال القوة الأولى والأقوى سنيا إلا أن شركاء جدد بدأوا ينازعونه الزعامة وخرجوا من تحت عباءته ويأتي في طليعتهم اللواء أشرف ريفي.
في دائرتي الشمال الأولى والثانية ، هناك ١٨ مقعدا نيابيا موزعين على الشكل التالي :
دائرة الشمال الأولى وهي عكار تضم ٧ مقاعد ، ٣ سنة و ١ علوي و ١ ماروني و ٢ روم أرثوذكس.
إقرأ أيضا : تحالفات الحزب بعد الإنتخابات
أما الشمال الثانية والتي تشمل أقضية طرابلس والمنية والضنية ، فتضم ١١ مقعدا ، ٨ في طرابلس ( ٥ سنة و ١ علوي و ١ ماروني و ١ روم أرثوذكس ) و ٢ في الضنية ( ٢ سنة ) و ١ في المنية ( ١ سنة ).
في عكار ، تتنافس ٦ لوائح هي : المستقبل لعكار والقرار لعكار ولبنان السيادة وقرار عكار وعكار القوية ونساء عكار .
ومن المتوقع أن تشهد تنافسا قويا بين معظم هذه اللوائح ، لكن التنافس بين لائحتي المستقبل وريفي تأخذ بعدا آخر هو إثبات الوجود لكل منهما خصوصا لريفي لكي يقول أنه رقم صعب في الشمال يصعب تجاوزه .
وتشهد الدائرة تحالفا إنتخابيا بين التيار الوطني الحر والجماعة الإسلامية ، بعد تحالفه معهم في صيدا ، وفضّل التيار عدم التحالف مع قوى ٨ آذار وإعداد لائحة بإسم " عكار القوية ".
أما قوى ٨ آذار فشكلت لائحة مع بعض الشخصيات وهي لائحة " القرار لعكار ".
وكان تيار المستقبل ليستفيد من إنسحاب النائب خالد الضاهر وخوض قوى ٨ آذار والتيار الوطني الحر المعركة بلائحتين ، لكن وجود ريفي وتشكيله لائحة سيشوّش عليه ويصّعب المهمة أكثر .
ومع هذا ، يبقى تيار المستقبل الرقم واحد في عكار ، والأمور مفتوحة على العديد من الإحتمالات.
إقرأ أيضا : التيار الوطني الحر ليس قويا إنتخابيا كما يحاول الترويج
أما في طرابلس - الضنية - المنية ، فهناك ٨ لوائح مسجلة رسميا لخوض المعترك الإنتخابي وهي كالتالي:
- لائحة العزم المدعومة من الرئيس نجيب ميقاتي.
- القرار المستقل .
- الكرامة الوطنية المدعومة من الوزير السابق فيصل كرامي.
- المجتمع المدني المستقل.
- المستقبل للشمال المدعومة من تيار المستقبل.
- قرار الشعب .
- كلنا وطني .
- لبنان السيادة المدعومة من اللواء أشرف ريفي.
وفي هذه الدائرة ، هناك ٤ قوى أساسية خصوصا في طرابلس وهي المستقبل وريفي وكرامي وميقاتي ، وكل من هذه القوى يحاول أن يثبت حيثيته الشمالية.
ويتوقع خبراء أن تكون المعركة كسر عظم بين المستقبل وريفي ، لكن يرجح آخرون أن يستفيد المستقبل من عزوف النائب محمد الصفدي وتجييره للأصوات لصالح المستقبل وكثرة اللوائح المتنافسة والتي ستشتت أصوات اللوائح المنافسة .
أما ريفي فيطمح إلى تكرار مشهدية الإنتخابات البلدية في ٢٠١٦ ليؤكد أن ما حصل ليس صدفة أو حالة عابرة.
وتعتبر دائرتي الشمال أكثر الدوائر الإنتخابية التي تأخذ بعدا سياسيا أكثر منه إنمائيا رغم الحرمان الموجود فيها ، وكل اللوائح تقدّم نفسها على أنها قوى سيادية تدافع عن لبنان ، وحتى أقرب حلفاء النظام السوري يحاولون تجنب التطرق للموضوع السوري كون الموضوع له حساسية كبيرة في تلك المنطقة .
ويبقى أن النظام الإنتخابي النسبي سيحمل معه مفاجآت من العيار الثقيل في تلك المنطقة ، ستحدد مستقبل الزعامات السنية التقليدية والجديدة.