من الملفت للنظر حالة التوتر عند محازبي (حزب الله ) وخاصة بعض المعممين منهم بحيث دأب البعض منهم يكيل الاتهامات ويصفون المعركة الانتخابية بأنها مؤامرة إسرائيلية أميركية سعودية إماراتية ويعتبرون كل من يصوت لصالح لوائح المعارضة بأنهم شركاء في المؤامرة على المقاومة . كما يحلو للبعض وصف المنافسة الانتخابية ( بسقيفة بني ساعدة) والبعض الآخر بأنها إستمرار للمعركة بين يزيد والحسين . كما لاتغيب هنا أيضا تصريحات سماحة (السيد نصرالله )باتهام المرشحون بأنهم دواعش والنصرة ، وكذلك بأنهم مرشحو السفارات وإلى ما هنالك مع معزوفات الإتهام بالعمالة والتخوين دون الأخذ بعين الإعتبار أن مثل هكذا إتهامات لربما تفسح في المجال امام بعض الموتورين للقيام ببعض الاعمال المتهورة ولربما يفسرها البعض بأنها نوع من الرخصة لهدر دم هؤلاء المتهمون بالخيانة والعمالة والارتماء بأحضان السفارات .
لا أيها السادة مهلاً نحن بالنسبة لنا المقاومة جزءاً من تاريخنا الأنصع بياضاً من ثلج صنين كما أن عدائنا لإسرائيل عداء وجودي ولأننا نعتبر أن كل مشاكلنا السياسية والثقافية والإقتصادية والإجتماعية ما هي إلا نتيجة طبيعية للإحتلال الكولينالي الصهيوني لفلسطين المحتلة، كما أننا نعتبر بأنه لا إمكانية لوقف التوتر في المنطقة إلا من خلال قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة وعكس ذلك ستبقى عوامل التوتر سائدة في المنطقة ومن هنا لاداعي للمزايدة بموضوع المقاومة التي نعتبرها من وجهة نظرنا بأنها مشروعة وفق شرعة حقوق الإنسان التي تكفل حق الشعوب في تقرير مصيرها، ومن جهتنا نحن نؤكد على ذلك شريطة أن تكون هذه المقاومة تحت سقف المشروع الوطني .
هذا من ناحية ومن ناحية ثانية إننا نعتبر التنافس الإنتخابي حق مشروع وهكذا علينا أن نحوله إلى عرس ديمقراطي ، أما أنتم يا سادة فلماذا كل هذا التوتر والإرباك .
إقرأ أيضا : محاولة إغتيال الشيخ عباس الجوهري في بعلبك
بالأمس القريب يتم فبركة ملف للشيخ عباس الجوهري وكل مشكلته بأنه ترشح للإنتخابات في دائرة بعلبك الهرمل ، هذه الدائرة التي شكلت على الدوام خزان المقاومة والتي بات الصوت فيها مرتفعاً رفضا لسياسات الإهمال والتهميش ورفضاً لسياسة فرض الأمر الواقع وكأنه قدر محتوم . وشكّل الشيخ عباس الجوهري بحركته السياسية إحراجاً لقوى الأمر الواقع ،ولا بد من العمل لإزاحته من الطريق وذلك مرده لعدة أسباب منها أنه رجل دين معمم وفي وقت من الأوقات كان من الكوادر المتقدمة في المقاومة حيث شارك في العديد من المهام القتالية ضد العدو الإسرائيلي وأخوه شهيدا من شهداء المقاومة في وادي الحجير ، أي بمعنى آخر إنه من نفس حبل السرة لا إمكانية للمزايدة عليه واتهامه بالعمالة ، ولكن هناك امكانية لفبركة ملف أخلاقي إجتماعي يشوه سمعة الشيخ اخلاقيا واجتماعياً ، ولكن (مكروا ومكر الله والله خير الماكرين ) وانقلب السحر على الساحر وخرج الشيخ عباس عالي الجبين مرفوع الراس ونال تعاطف شعبي كبير .
وبالأمس يقوم مجموعة من الشبان الموتورين بقطع الطريق على سيارة الشيخ عباس الجوهري ظناً منهم أن الشيخ بداخلها، وبعد أن تأكدوا أن الشيخ غير موجود بالسيارة أجبروا السائق على الترجل من السيارة وإطلاق النار بين رجليه وكالوا الشتائم له وللشيخ عباس بعد أن خاب أملهم .
أليست هذه الحادثة جزءأً مما نحذر منه ، أليست هذه محاولة للإغتيال وحتى نكون ذوو نوايا حسنة سنقول أنها محاولة للإذلال وبكل الحالات نكرر التحذير من هذه التصرفات الرعناء .
إقرأ أيضا : المرشح يحيى شمص يتصل بالشيخ عباس الجوهري ويؤكد وقوفه إلى جانبه
علماً أن الشيخ عباس الجوهري خرج من المنافسة الإنتخابية وأعلن دعمه لائحة المعارضة . فماذا بعد إطلاق النار على السيارة وعلى السائق ، ألا يمكننا اعتبارها محاولة الشروع بالقتل وفي هذا السياق تبقى هذه النقطة بعهدة القوى الأمنية والسلطة القضائية ، أما السؤال عما بعد عملية إطلاق النار فهل هم يعتقدون بأن الشيخ عباس الجوهري سيرفع الراية البيضاء ويستسلم ، أعتقد بأنهم واهمون لأن القضية ليست قضية فرد إنها قضية منطقة وشعب يرفض التهميش ،ويرفض الحرمان ، ويرفض كل أشكال الوصاية عليه .
لا أيها السادة تمهلوا ، الشيخ عباس الجوهري هو جزء من كل فلا داعي لهذه الإستفزازات التي حكما ستزيد النقمة عليكم أكثر والدعوة مفتوحة للتلاقي من خلال المنافسة الإنتخابية وأن نعمل سوياً على تحويلها إلى عرس ديمقراطي .أما إصراركم على أنها مؤامرة فهذه بضاعة أصبحت غير رائجة وانتهت صلاحيتها .
فلنحتكم لإرادة الشعب لأنه وحده صاحب الكلمة الفصل . فالشعب استيقظ ياعباس .