تجاهل الوجود العربي في محافظة خوزستان ذات الأغلبية السكانية العربية خلال برنامج تلفزيوني خاص للأطفال وعرض دمية ترتدي زيا للقومية اللورية البختيارية المهاجرة منذ عشرات السنين إلى تلك المنطقة العربية بدل زي عربي أثار سخط العرب في الأهواز مركز محافظة خوزستان المحاذية للعراق ودفع بهم الى النزول الى الشوارع والهتاف بشعارات تؤكد على هويتهم العربية وتندّد بالعنصرية.
هتف المتظاهرون بشعار "الأهواز لنا وما نعطيها" تأكيدًا على أن المنطقة لا تزال عربية بالرغم من سياسة التغيير السكاني التي بدأ تطبيقها منذ أكثر من قرن أي منذ بداية العهد البهلوي.
وتجمع المتظاهرون العرب ومعظمهم كانوا يرتدون ملابس عربية أمام مبني الإذاعة والتلفزيون الإيراني في مدينة الأهواز مطالبين بالإعتذار من العرب وتوبيخ المسوؤلين معتبرين أن هكذا برامج يهدف إلى إلغاء القومية العربية من خارطة إيران.
إقرأ أيضًا: هبوط العملة الإيرانية أمام العملات الصعبة
ومتزامنا مع تلك الاحتجاجات أرسل آية الله الشيخ عباس الكعبي ممثل محافظة خوزستان في مجلس خبراء القيادة وهو من القومية العربية، رسالة مفتوحة إلى رئيس منظمة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية عبر فيها عما بثته القناة الثانية للتفزيون الإيراني بتكرار للأخطاء المكلفة واعتبر أن إثارة القوميات خطر يهدد إيران وتترتب عليه مخاطر أمنية ومدمرة. وطالب الشيخ الكعبي بالإعتذار الرسمي.
وبعد الإعتذار الذي قدمته منظمة الإذاعة والتلفزيون والتعهد بعدم تكرار هكذا أخطاء، أنهى عرب الأهواز إحتجاجهم وهدأت المدينة.
يبدو أن السبب الرئيس لتلك الإحتجاحات يعود أولًا إلى تأكيد العرب الإيرانيين على هويتهم القومية العربية ثم إلى انتمائهم الوطني والمطالبة بعدم التمييز بين مختلف القوميات وأن سياسة التغيير الديمغرافي لم تكن ناجحة في طمس الهوية العربية للمنطقة.
إقرأ أيضًا: إيران تحجب تطبيق تلجرام وقاية للإحتجاجات
إن سياسة التغيير الديمغرافي لمنطقة خوزستان إنتهجها الشاه رضا في الثلاثينيات للقرن الماضي بعد ضمها عسكريًا إلى جسم الدولة الإيرانية عبر نقل مواطنين من القومية اللورية إلى تلك المنطقة ثم تابعها ابنه محمد رضا الذي صادر الآلاف من الهكتارات من أراضي المالكين الكبار من العرب لصالح المهاجرين.
وتقول الإحصائيات الأخيرة أن 30 في المائة من سكان خوزستان هم من الفرس واللوريين البختياريين و70 في المائة من العرب مما يعني أن سياسة التغيير الديمغرافي للمنطقة وإدماج العرب في المحافظات الفارسية ومنها العاصمة لم تنجح.
وأخيرًا، يمكن القول بأن العرب الأهوازيين بالرغم من تأكيدهم على عروبتهم ولغتهم يؤكدون على إنتماءهم إلى إيران وطنا لهم رافضين أي تمييز بين المواطنين وأثبتوا ذلك خلال الحرب التي شنها نظام صدام حسين ودافعوا عن أراضيهم.