قدم المتهم م. ي. بنفسه الى الفصيلة الامنية برفقة ابنه القاصر. وأخبر المخفر أن زوجته ل. ح. ارسلت الى ابنهما رسالة نصية على الوتسآب وطلبت منه قبل الحضور الى المنزل المرور بمنزل صديقتها لاحضار كيس لها. فلبى طلبها ولدى تفتيش الزوج الكيس عثر بداخله على قطعة حشيشة زنتها غرام فاحضرها الى الفصيلة. وبالتحقيق مع الابن اكد ما ذكره والده وانه طلب منه ايصاله الى منزل صديقة والدته. ففعل وانتقلا معاً على دراجة نارية، وفي الطريق فتح المتهم الكيس فوجد اغراضاً تخص والدته ومنها قطعة حشيشة موضوعة في علبة سجائر في كيس نايلون صغير مع حذاء وربطة شعر، بحسب ما اعلمه والده، مضيفاً ان ثمة خلافات بين والديه.
اتهام متبادل
وبالتحقيق مع الوالد ذكر أنه ارتاب بالرسالة النصية التي تلقاها ابنه القاصر من والدته، مشيراً الى ان خلافات تتحكم بينه وزوجته، واصفاً اياها بانها سيئة السلوك والسمعة. وسبق ان ضبط بحوزتها في احدى المرات قطعة حشيشة. وثمة شكوى في حقها امام المحكمة الشرعية. ويرتاب باستخدام منزلها لافعال منافية.
لكن الزوجة نفت علمها بالحشيشة المضبوطة. وذكرت انها بالفعل طلبت احضار الكيس الذي نسيته عند صديقتها وبداخله حذاء نسائي وربطة شعر وعلبة سجائر. ونفت أيضاً تعاطيها الحشيشة. وقالت إنه لا يعقل ان تطلب من ابنها احضار الكيس لها لو كان بداخله مخدرات، لافتة الى وجود خلاف كبير ودعاوى بينها وبين زوجها. واتهمته بدس الحشيشة لها في الكيس بغرض ايذائها، وإلا لماذا فتح الكيس، مضيفة ان لديه سوابق في محاولة ايذائها لكونه استبدل دواءها ذات مرة بحبوب من نوع بنزكسول قائلاً لها إن الصيدلي وصفه لها، ولا صحة لما ذكره بأنه ضبطها تتعاطى مخدرات.
"هو حاقد"
واكدت صديقتها انها نسيت كيساً لديها عندما زارتها. وتعتقد بان زوج الاخيرة وضع قطعة الحشيشة في الكيس لكونه يحقد عليها لانها اخذت زوجته الى احد رجال الدين الذي حكم لها ببطلان زواجها منه. وباجراء تحليل مخبري للثلاثة الراشدين تبين ان نتيجته جاءت ايجابية للزوجة لجهة تعاطيها الحشيشة وسلبية بالنسبة الى الآخرين. وبازاء نتيجة التحليل عادت الزوجة واعترفت بتعاطي الحشيشة وتستحصل عليها من ابن شقيقتها مقابل 50 الف ليرة للكمية التي كان يزودها بها. وهو بدوره يتعاطاها بحسب ما اخبرها. وقبله كان زوجها يؤمنها لها. وانه هو من علمها على التعاطي زاعماً انها تعمل على تهدئتها واشعارها بالارتياح والسرور لتشجيعها على ممارسة الجنس معه لكونها في حينه كانت على خلاف معه. وكانت تستغرب كيف يزودها بها وهو لا يقم بذلك. وافادت انها طليقته ولا يعترف بذلك، لذا يحاول زجها في قضايا متعددة وسبق ان هددها بغية اذلالها وعدم تركها تعيش بكرامتها.
إكراه
تمسك كل من الزوجين لدى اجراء مقابلة بينهما باقواله. وتذكرت ان شخصا كان يعمل في مجال الدليفري كان يحضر برفقة زوجها ويحضر معه حشيشة الكيف لزوم حاجتها بناء لطلب الاخير. وتضيف استنطاقياً ان زوجها كان يحضر الحشيشة لها ايضاً من شخص آخر وحاول في احدى المرات قبل ان تنفصل عنه اعطاءها الكوكايين للتعاطي متذرعاً بأن ذلك سيغنيها عن تعاطي ادوية الاكتئاب. وخضعت غير مرة للعلاج من الادمان على المخدرات. كما ارسل لها ست حبات دواء تجهل اسمها ملفوفة بورقة "سانيتا"، فشكت بامرها ورفضت تناولها. واكدت على انه هو من علمها تعاطي الحشيشة بعد ان دس لها في فنجان القهوة شيئاً احست بعد تناوله بأمر غير طبيعي حيث اعلمها بأنه وضع لها قطعة حشيشة بعدما سألها إن شعرت باللذة. كما اعلمها بأنه يستطيع ان يؤمن لها في اي وقت المخدرات، وكان يكرهها على تعاطيها كلما اراد ممارسة الجنس معها.
وإنكار
وأنكر المتهم م. ح. إقدامه على تحريض زوجته على تعاطي المخدرات مكرراً في التحقيق الابتدائي ما ذكره اولياً، مشيراً الى ان كل ما اوردته زوجته في حقه غير صحيح وللضغط عليه من اجل الطلاق وشراء منزل لها. واضاف انه عرف بتعاطيها المخدرات وحاول منعها عن ذلك ثلاث مرات الا ان ردة فعلها كانت سلبية تجاهه ولهذا السبب افادت ضده، نافياً امام محكمة الجنايات ان يكون استحصل على مخدرات من عامل الديليفري الذي كان يعمل لديه في محله الى ان اكتشف ان زوجته تضع مخدرات في النرجيلة مع صديقتها فحصل الطلاق بينهما. وزجت باسم العامل لانه يعمل لديه ويثق به.
واعتبرت المحكمة انه على فرض ثبوت قيام المتهم بوضع غرام الحشيشة المضبوط في علبة سجائر زوجته، فان قيامه بهذا الامر يبقى غير كاف لاتهامه بجناية ترويج مخدرات في ضوء كل المعطيات المتوافرة في الملف، ولا يجعل ذلك منه بائعا او عارضاً وفقاً للمفهوم المقصود للبيع والعرض، وخصوصاً انه لم يعثر على اي مخدرات في حوزته، علما انه هو من حضر الى الفصيلة الامنية وادعى في حق زوجته التي ثبت انها تتعاطى مخدرات، وما من شأنه ان يثير الشك في شأن اقدام العامل وقريبها على ترويج مخدرات، الامر الذي يقتضي معه تبرئته من جناية ترويج مخدرات لعدم كفاية الدليل والشك. وكذلك الامر بالنسبة الى العامل والآخر، دانت قرببها كامل ب. بهذا الجرم بالاستناد الى افادة الزوجة لجهة شرائها مخدرات من قريبها مقابل المال واستحصالها منه على سيجارة حشيشة مرتين وتعاطيه المادة المخدرة بحسبها، فضلا عن تواريه. وقضت غيابياً بحبسه مؤبداً وتغريمه مئة مليون ليرة وتجريده من الحقوق المدنية. كما دانت الزوجة بتعاطي مخدرات ومنحتها الاسباب المخففة نظراً الى معطيات الملف كافة ووضعها وسنها. وقضت بحبسها ثلاثة اشهر وتغريمها مليوني ليرة وانزال العقوبة تخفيفاً والاكتفاء بمدة توقيفها والابقاء على الغرامة. واوقف الزوج في مقتبل هذه الدعوى ستة ايام والزوجة 21 يوماً.