بعد لعبها دور البطولة النسائية في فيلم «قضية رقم 23» للمخرج زياد دويري، والذي أصبح أوّل فيلم لبناني يرشّح رسمياً لجوائز الأوسكار العالمية، تستعدّ النجمة اللبنانية ريتا حايك لدور سينمائي جديد، تكشف عن تفاصيله في حوار خاص لـ»الجمهورية» تُفصح فيه عن جوانب شائقة من عملها المرتقب الذي سيحمل توقيع المخرج اللبناني ميشال كمون، معلنةً عن اسم بطل الفيلم الممثّل الفلسطيني العالمي صالح بكري.
لريتا حايك حسابات خاصة جداً في قبول أي دور جديد أو الاعتذار عنه، فالشهرة أو الانتشار السريع ليسا معيارين يحتلان صدارة اهتماماتها، حيث انّ Venus اللبنانية أسوةً بأحد أهم وأشهر أدوارها المسرحية، تبدّي أوّلاً مسارها الخاص كممثلة محترفة على أيّ اعتبار آخر. هذا ما تكشفه النجمة الموهوبة في حوار خاص أجرته معها «الجمهورية» بعد مشاركتها أخيراً في حفل توزيع جوائز الأوسكار العالمية.
وتقول حايك في هذا الخصوص: «أشعر بتطوّر مسيرتي المهنية عاماً تلوَ آخر، وهو تطوّر لم يحصل بالصدفة بل جرّاء تعب واجتهاد مستمرّ، إلى جانب اتخاذي الخيارات الصحيحة التي كانت تتطلّب شجاعة منّي. فقد اعتذرتُ عن المشاركة في أفلام عديدة، على رغم أنني لم أكن حينها قد شاركت في أي عمل سينمائي، وكنت أنتظر الدور والفيلم المناسبين وأنا سعيدة جداً باتخاذي الخيار الصحيح، وبوصول الفيلم إلى ترشيحات الأوسكار».
شخصية غامضة
عن مرحلة ما بعد الأوسكار، تكشف ريتا: «أرغب حالياً بالعودة إلى المسرح بدور جديد، أتخطّى فيه مسرحية «VENUS»، وأحضّر لعمل جديد قريباً، كما أرغب بتكرار التجربة السينمائية، وأنا في انتظار عرض فيلم Beirut Holdem للمخرج ميشال كمّون، والذي سيشكّل خطوتي السينمائية الثانية».
وعن تفاصيل العمل المنتظر، تكشف: «الشخصية التي ألعبها في الفيلم السينمائي «بيروت هولدم» مناقضة للشخصية التي جسّدتها في «قضية رقم 23»، حيث ألعب دوراً مساعداً وأطلّ في 80% من المشاهد من دون أن أتكلّم، وهو ما أحبّه جداً، خصوصاً في السينما، حيث يمكننا التعبير بطرقٍ عديدة من دون كلام، خصوصاً إذا بُنيت الثقة بين الممثل والمخرج، كما بين الممثلَين اللذين يقفان مقابل بعضهما.
وأنا ألعب هذا الدور أمام صالح بكري الممثل الفلسطيني، الذي تعلّم اللهجة اللبنانية من أجل تأدية دوره في هذا الفيلم، والذي أحترمه جداً، وأقدّر أعماله، فهو ممثل عالمي رائع وله العديد من الأفلام العربية والأجنبية، وقد خُلقت ثقة كبيرة بيني وبينه ما أثّر إيجاباً في عملنا سويّاً».
ممثلة جريئة ولكن في التوقيت المناسب
وعن السبب الأساسي الذي شجّعها للمشاركة في الفيلم، تقول: «بعد «VENUS» لـ جاك مارون، إعتذرت عن الأدوار السينمائية التي عُرضت عليّ، والتي كانت تصبّ في خانة الممثلة الجريئة. فبعد المسرحية كنتُ بحاجة لاتخاذ خيارات أؤدي فيها أدواراً تكسر صورة شخصيتي الجريئة التي علقت في أذهان الناس من خلال Venus.
وفي «قضية رقم 23» ظهرت بإطار مختلف تماماً، فجسّدت دور امرأة حامل من دون ماكياج. وفي مسلسل «ثواني» الذي سيعرض في رمضان جسّدت شخصية «هنادي»، الفتاة البسيطة، التي لا تظهر بطريقة «SEXY» لا بثيابها ولا بطريقة كلامها. وكنت بحاجة لتأدية هذه الأدوار لأبرهن لنفسي وللناس أنه بإمكاني تقديم نوع آخر من الشخصيات وأن أنجح فيها على اختلافها».
وتضيف: «حين اطّلعتُ على دوري في «بيروت هولدم» ترددتُ في البداية، إذ إنه يتضمن نوعاً من الجرأة، فخفتُ من العودة والظهور في هذا الدور، ولكن غموض الشخصية جذبني، فهذا الدور يحمل تحدياً جديداً، وسأؤدي فيه شخصية أرغب كثيراً في لعبها في السينما. وهذه الشخصية لا تحمل اسماً، وهناك سبب لذلك لكنني أتركه مفاجأة لمَن سيشاهد الفيلم».
إعتذرت عن هذا الفيلم
وعن ترشيحها للمشاركة في بطولة الفيلم السينمائي المصري «يونس»، تكشف: «إعتذرتُ عن هذا الفيلم بسبب ضيق الوقت وتزامن عَرض الفيلم عليّ مع تصوير مشاهدي في مسلسل «ثواني»، إلى جانب سفري للمشاركة في حفل الأوسكار، فحصل تداخل في جداول الأعمال، ما حال دون مشاركتي في الفيلم.
إلّا أنني كنت أرغب كثيراً بالمشاركة في فيلم تشويق، وأنا أحترم كثيراً مخرج العمل أحمد علاء والنجم أحمد عزّ، وأرغب طبعاً في العمل معهما إذا سنحت الفرصة لاحقاً».
وعن شخصية «هنادي» التي تؤدّيها في مسلسل «ثواني» المرتقب لرمضان، تقول: «هنادي فتاة عفوية لا تفكّر قبل أن تتكلّم، وكبرت بالمسؤوليات قبل أن تكبر في العمر، وهي تحمل مشكلات وصراعات اجتماعية، ستؤثر في النساء اللبنانيات.
وستواجه «هنادي» أحداثاً ومواقف، لم تمتلك الكثير من النساء الجرأة لمواجهتها في الحياة، ومنها أمور تُعتبر «تابو». فنحن نعيش في مجتمع متناقض فعلاً، ففي حين نجد نساء يتمتعنّ بهامش كبير من الحرية، هناك في المقابل نساء يصارعن للحصول على أبسط حقوقهنّ».
هو اصطادني
وعن زواجها أخيراً من طبيب القلب عبد الله ربيز، تقول ريتا وهي الصيّادة الماهرة للأدوار: «كما في التمثيل كذلك في الحياة أصطاد اللحظات التي تُشعرني أنني على قيد الحياة، أمّا في الزواج فهو مَن اصطادني، فقد كنتُ قد اتخذت القرار بعدم الزواج أبداً، وتعرّفتُ إلى الشخص الذي أصبح زوجي صدفة وفي توقيت مناسب أيضاً، لدى صديقة مُشتركة، وكان قد شاهَد مسرحية «venus»، وتحدثنا في موضوعات متنوعة وعميقة ولم نشعر بالوقت... تغيّرت حياتي منذ أن تعرّفت إلى عبدالله، وكل شيء في الحياة أصبح أجمل أكثر بمئة مرة من السابق، فلديّ شريك حقيقي بكلّ ما للكلمة من معنى، وليس شخصاً يقيّدني ويفرض عليّ أموراً لا أريدها. كما أنّ زوجي يشبهني وليس إنساناً تقليدياً، وأشعر بعد زواجي بأنني أقوى وأجمل وسعيدة أكثر».