كالصدمة كانت حلقة الوثائقي "إستقصاء" للإعلامي فراس حاطوم عبر قناة الجديد يوم أمس الخميس، حيث تتضمن الوثائقي لقاء حاطوم بالمطلوب للقضاء فضل شاكر، ولقطات حصرية عديدة لشاكر حيث يسكن في أحد زواريب مخيم عين الحلوة في صيدا، وتحديدًا عند مدخل المخيم في حي (المنشية) الواقع في منطقة (التعمير).
هي صدمة كبيرة شكلها الوثائقي بالنسبة للشعب اللبناني، نظرًا لما تضمنه من معلوماتٍ خطيرة ومهمة عن ذلك المطلوب للقضاء، والذي صرح عن مخبأه وكيفية هروبه من العدالة منذ 5 عوام، حيث كان يقيم عند صديق له يُدعى رامي ورد.
بدايةً، "لم يكن شاكر ولا المحيطون به متحمسون لإجراء أي مقابلةٍ تلفزيونية قبل صدور الأحكام في ملف أحداث عبرا" كمال قال حاطوم في حلقته، مضيفًا أن "شاكر اعتذر عن التصوير الذي اقتصر على قليلٍ من الصور الفوتوغرافية وكثيرٍ من خيبة الأمل" على حد قول حاطوم، ولكن بعدها بفترة، وافق شاكر على إجراء المقابلة وذلك عبر رسالة صوتية ارسلها لصديقه الصحافي حسين خريس.
وأثناء المقابلة، روى شاكر كيف يقضي أيامه داخل الغرفتين أو (السجن الإختياري) الذي اختاره لنفسه كما وصفه حاطوم، مُتحدثًا عن تفاصيل أحداث عبرا، ومُصرًا على عدم علاقته بها، قائلاً: "حتى الآن لا أعرف ما أسباب تلك المعركة، ولماذا حصلت"، كما وتحدث عن كيفية هروبه من الجيش اللبناني أثناء المعركة، وكيف تمت ملاحقته....
أما عن علاقته بأحمد الأسير، قال شاكر مبررًا "أنه ليس مع أحمد الأسير إنما جمعهما التوافق على إسقاط الأسد، معتبرًا أن الأسير ليس إرهابيًا" على حد قوله!
هذه الحلقة أثارت غضب جزء من الشعب اللبناني كثيرًا، خصوصًا بسبب ظهور مطلوب إرهابي عبر وسائل الإعلام، والسماح له بالدفاع عن نفسه إثر الجرائم الموجهة ضده، واستغرب البعض كيف لمطلوبٍ للعدالة أن يظل فترة 5 أعوام حرًا طليقًا في لبنان دون إلقاء القبض عليه على الرغم من معرفة مخبأه، خصوصًا أن فضل شاكر حاول عبر هذه الحلقة الدفاع عن نفسه، لا بل طالب بكل ثقة وجرأة!! بالعفو العام له ولجميع المطلوبين، ولم يعتبر نفسه مذنبًا!! مؤكدًا جهوزيته للمحاسبة لكن بشرط محاسبة خصومه أيضًا، ومُعتبرًا "أن ما حصل في لبنان هو مجرد "لعبة سياسية"!! والعفو العام بالنسبة له هو تطبيق "العدل" والطريق الأسهل للعودة إلى الحياة الطبيعية" على حد قوله!!
وبرر شاكر أن "حمله وشرائه للسلاح هو كان بهدف محاربة العدو الصهيوني"، علمًا أنه قال قبل ذلك أنه إقتنى السلاح وطلب مواكب لحمايته، ليدافع عن نفسه في وجه التهديدات التي تعرض لها من قبل كثيرون بسبب مواقفه ضد الأسد والنظام.
ولأن فضل شاكر إستنكر مفهوم "الإرهاب" أصلاً نافيًا وجوده، أطلق رواد مواقع التواصل الإجتماعي عبر (الفايسبوك وتويتر) هاشتاغ (#فضل_شاكر_ارهابي)، رفضًا منهم لما قاله شاكر في حلقته تلك، مؤكدين على ضرورة القاء القبض عليه ومحاسبته بأشد العقوبات، الأمر الذي أدى إلى حالة من الهستيرية لدى أهالي شهداء الجيش اللبناني الذين اعتبروا أن شاكر سبب رئيسي لإستشهاد أبناءهم في عبرا...
والبعض الآخر ألقى اللوم على الصحافي فراس حاطوم، واتهموه "بأنه يسوق لإرهابي مطلوب" على حد قولهم، خصوصًا ساندي طانيوس شقيقة النقيب الشهيد في الجيش اللبناني سامر طانيوس، والذي استشهد أثناء أحداث عبرا، حيث وجهت كلامها لحاطوم قائلة: "فراس حاطوم أنا شقيقة النقيب سامر طانيوس الذي أظهرت فيديو له وهو يسقط على الأرض، أدعوك لزيارة والدته وهي الآن في المستشفى، نتيجة ما عرضته... وبلييز ما تنسى الورد".
وتداول الرواد كلام ساندي مهاجمين حاطوم وما عرضه، بينما دافع الكثيرون عن حاطوم عبر هاشتاغ (#حكاية_طويلة) واعتبروا أن حاطوم كان يقوم بواجب إعلامي لا أكثر ولا أقل بغض النظر عن الشخصية التي يحاورها، من بينهم الإعلامية كريستين حبيب التي غرّدت قائلة: "أبدًا! الزميل فراس حاطوم ما إلو علاقة بكلّ هالحكي، عم إحكي إنسانيات مش إعلام بالعكس! فراس عم يعمل شغلو الصحافي الاستقصائي، وعم يعمل سبق صحفي بغضّ النظر عن كلّ الانتقادات".
وبدوره، غرّد المراسل في قناة الجديد نديم برجاوي مدافعًا، "من أولويات الصحافي البحث عن الحقيقة كاملة ولا نقاش في ذلك، واذا كان من واجبه مقابلة كل من يوصله اليها، فكيف اذا كان الشخص الذي يجلس امامه هو المعني الأول بالقضية!