الجمعة العظيمة وبرمزيتها الدينية المسيحية تعتبر محطة لنتذكر آلام المسيح عليه السلام وما جرى عليه من الظلم والإضطهاد الذي كان ينتهي دائما مع المسيح عليه السلام بصلابة الموقف والتحدي بوجه الطغاة الذي تآمروا عليه نظرا لما كان يمثله من الإيمان الروحي بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.
ونستلهم في هذه الذكرى نبض المسيح القائل بالحق، نبض التحدي والإصرار على قول الحقيقة مهما كان ثمنها.
وفي سلسلة أسبوع الآلام وما انتهى إليه فإن الحق انتصر بالنهاية وبقي السيد المسيح عليه السلام نبضًا وروحًا وعقلًا في قلب كل إنسان مؤمن وحر.
إقرأ أيضًا: هل من يجرؤ من النواب على المحاسبة وتسمية الفاسدين؟
وفي هذه الذكرى نستلهم من المسيح عليه السلام هذه الروح الإلهية التي تخطى بها عليه السلام ذاته إلى العالم الثاني الذي كان بحاجة إلى روحه وعطاءاته وتضحياته وانتصر عليه السلام إلى مبادئه ودعوته وبقي الروح التي أرادها الله أن تبقى في هذه الأمة حافزا على الإيثار والتضحية والوفاء في سبيل الله والمجتمع والأمة.
لقد بقي السيد المسيح عليه السلام في تعاليمه وتضحياته منارة لكل الأمم والأجيال لم تستطع العنجهية والغرور أن ينالوا من هذه الروح الإلهية التي كانت المعجزة التي حيرت الألباب والعقول وما زالت.
السيد المسيح عليه السلام المدرسة المستمرة والتي تصلح لكل زمان ومكان لا يزال يشكل بحياته عنونا للقيم والمبادىء الأخلاقية والإنسانية وسيبقى.
إقرأ أيضًا: من يدفع ثمن السياسة الطائشة في لبنان؟
ونأمل أن تكون هذه المناسبة مناسبة ملهمة لجميع اللبنانيين للإستفادة من التضحية والتفاني وكل القيم الأخلاقية والإنسانية وكل التعاليم الروحية التي أرساها المسيح عليه السلام وعمل من أجلها.
ونحن على أبواب الإنتخابات النيابية هذه المرحلة الدقيقة في الحياة السياسية اللبنانية فإن تعاليم السيد المسيح يجب أن تكون في عقل كل مرشح وفي عقل كل مواطن لتكون التضحية من أجل لبنان بعيدا عن أي مكاسب أخرى، بعيدًا عن الطائفية والحزبية، ولتكون روح المحبة والأخلاق هي الأساس في أي موقف إنتخابي لأي جهة كانت.
إن لبنان في هذه المرحلة أحوج ما يكون إلى روح المسيح عليه السلام ليتجاوز الجميع هذه المرحلة بأكبر قدر من المحبة والتلاقي لتنتهي الإنتخابات بعيدا عن الحقد السياسي والإتهام السياسي لأن في ملكوت المسيح عليه السلام الجميع متساوون ولا فضل لأحد على أحد.