قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال زيارته الأخيرة إلى باكستان منتصف الشهر الجاري أن "إيران ستكون أول من يدافع عن السعودية بحال تعرضها لأي إعتداء خارجي" مضيفًا بأن "إيران مستعدة للمفاوضات مع السعودية" منوها بجهود رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف، وحذر ظريف دول المنطقة من التعويل على الدول الغربية للحفاظ على أمنها.
إقرأ أيضًا: تداعيات خروج الولايات المتحدة من الإتفاق النووي
وتُعتبر تصريحات ظريف هي الأكثر صراحة فيما يتعلق بالعلاقات الإيرانية السعودية ولكن لم تلق تلك التصريحات بالمثل من قبل المملكة بل وعلى العكس تهجم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال مقابلة مع قناة سي بي أس على إيران حيث وصف آية الله خامنئي بالهتلر الإيراني، وأضاف الأمير بن سلمان أن "السعودية سوف تتجه إلى صنع القنبلة النووية بحال حصول إيران عليها".
ولم يتطرق ولي العهد السعودي إلى إمتلاك الكيان الصهيوني للأسلحة النووية فعلا بينما جميع التقارير الأممية والدولية بما فيها المنظمات الأميركية المعنية تؤكد على سلمية أنشطة إيران النووية.
ثم جاء رد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مخيبا لأمل نظيره الإيراني حيث أكد على استغناء المملكة عن الدعم الإيراني وأن أمن السعودية يأتي من قواتها وشبابها، وهكذا تبخر بصيص الأمل الذي تشكل مؤخرًا لحل الأزمة في العلاقات الإيرانية السعودية عبر الوسيط الباكستاني محمد نواز شريف.
إقرأ أيضًا: هل تسمح روسيا بإسقاط النظام الإيراني؟
وفيما يتعلق بمكمن المشكلة بين إيران والسعودية يعتقد الدبلوماسي الإيراني قاسم محب علي بأن "هناك رسائل متناقضة يتم إرسالها من إيران تأخذ السعودية ببعضها مأخذ الجد ولا تكترث بالأخرى"، ففي نفس الوقت الذي يرسل الوزير ظريف ضوء أخضر الى السعودية، يتحدث آخرون عن اسقاط النظام السعودي أو يرسلون الحديث عن محور طهران - بغداد - دمشق- بيروت وتلك الإشارات تتناقض مع كلام وزير الخارجية وتفرغه من مداليله، يرى هذا الدبلوماسي الإيراني المحنك أن تعدد اللاعبين الإيرانيين في مجال السياسة الإقليمية يدفع السعودية الى عدم الثقة بما يقوله وزير الخارجية ظريف.