أولاً: احتدام الكهرباء مجدّداً
وأخيراً نزل فخامة رئيس الجمهورية إلى ميدان الكهرباء، ليقف بجانب رئيس الحكومة مُتبنّياً تقرير وزير الطاقة، والذي "يحور ويدور" ويعود إلى ضرورة تمرير صفقة بواخر الكهرباء، ويكاد أن يُجمع أطراف الحكم على ضرورة بناء محطات التوليد الثابتة للطاقة، وهي بحاجة إلى مدة زمنية تتراوح بين العامين والثلاثة، وفي هذا الوقت الفاصل يصرّ فريق رئيس الجمهورية مع فريق رئيس الحكومة على استئجار البواخر بكلفة باهظة، ويوضع اللبنانيون أمام خيارٍ واحد، خيار طارق بن زياد، بعد أن أحرق المراكب، "العدو أمامكم والبحر من ورائكم"، وأنتم أيها اللبنانيون: البواخر أمامكم والعتمةُ ورائكم، وبما أنّ اللبنانيين باتوا يُفضّلون العتمة، أي الظلام، وهم أصلاً قد اعتادوا عليها، وتآلفوا معها ووجدوا لها أكثر من حلٍّ ومخرج، ما عدا البواخر وكلفتها الكارثية.. لذا يقف فريق البواخر حائراً مُستغيثاً : أين البدائل.. أغيثونا.
إقرأ أيضًا: الصوت التفضيلي يُعرّي الطبقة السياسية ويُبرز مساوئها
ثانياً: يكاد المريب أن يقول: خذوني...
وزارة الطاقة وطواقمها الإدارية والفنية بيد من يدافع عن صفقة البواخر، ومع ذلك يطالبون سائر الوزراء والأطراف السياسية بتقديم بدائل ويرفعون في وجههم حُجّة: أعطونا البديل.. والبديل طالما قدّموه واقترحوه على المسؤولين في وزارة الطاقة: عليكم بمحطات التوليد الثابتة، والإقلاع عن استئجار البواخر، إلاّ أنّ حملة هذا الملف - الفضيحة، الذي يقدّم حلاّ باهظ التكاليف، باتوا على شفير الصراخ: إن هي إلاّ صفقة من مئات الصفقات المشبوهة التي مرّت بسلام، بالله عليكم، مرّروها، ولكم علينا أن لا نعود لمثلها، فهي والحقُّ يقال: صفقة العمر.
من أجل ذلك وأمثال ذلك قيل قديماً: يكاد المريبُ أن يقول خذوني.