في الوقت الذي يُعاني فيه لبنان من أزمة إقتصادية خانقة أدت إلى تراكم الديون والفساد والهدر، وفي الوقت الذي ينتظر فيه الزعماء مد يد المساعدة الخارجية لانتشالنا من دوامة العجز المالي، تتدافع الوفود اللبنانية إلى المؤتمرات الدولية في الخارج لطلب يد العون من الدول، على طريقة تسول حضارية وراقية جدًا، تتجلى بصورة تحليق الوفود اللبنانية (المحتاجة للدعم والمال) والمتوجهة إلى المؤتمرات على متن الطائرات من على مقاعد درجة "رجال الأعمال"، فيما يركب على نفس الطائرة سفراء من الدول المانحة والمساعدة للبنان، لكن يحجزون مقاعدهم ضمن الدرجة السياحية لا درجة رجال أعمال. وفي لحظة الهبوط ينام هؤلاء السفراء في فنادق متواضعة ذات ثلاث نجوم، فيما تهبط وفودنا اللبنانية في فنادق خمس نجوم!!!
إقرأ أيضًأ: استراتيجية جديدة لحماية المستهلك، فما هي؟
والغريب أننا حتى في لحظة إحتياجنا للدعم المالي، تعيش وفودنا في نعيم وترف أمام مانحها للمال، حيث روى أحد السفراء من الدول المانحة "أنه في اثناء توجهه إلى مؤتمر عُقد في لندن من أجل البحث في تقديم الدعم للبنان، لاحظ أن الوفد اللبناني الذي توجه إلى المؤتمر كانت مقاعد جميع افراده في درجة رجال الأعمال على متن الطائرة، فيما استقروا في لندن في فندق خمس نجوم، في حين أنه هو سافر على متن الطائرة نفسها في الدرجة السياحية واستقر في فندق ثلاث نجوم…" فمن أين لنا هذا؟!!