لاشك أن الحزب يواجه مرحلة إنتخابية صعبة ومقلقة في ظل إطلالات أمينه العام المتكررة، ما يعكس حالة من القلق من إمكانية حدوث اختراقات خاصة في معاقل الحزب الرئيسية، الأمر الذي يدفع بأمينه العام إلى قيادة المعركة الانتخابية بنفسه.
وفي هذا السياق، لفتت صحيفة "العرب" إلى "أن الحزب وفي ظل الفشل الذريع لنوابه الحاليين والسابقين في المناطق التي صوّتت لهم، ووجود حالة تململ داخل بيئته من مشاركته في الحرب السورية، وما كلفته من خسائر بشرية فادحة في صفوفها، يحاول شد العصب الشيعي إليه عبر التركيز على أنه مستهدف من أطراف إقليمية ودولية، وأن الانتخابات النيابية هي بمثابة رد على هذه الأطراف".
وأشارت الصحيفة إلى عدة أسباب تُثير قلق الحزب في فترة الإنتخابات، أبرزها:
امتعاض الطائفة الشيعية من الحزب
تُبدي شريحة كبيرة من الطائفة الشيعية التي ينتمي إليها الحزب امتعاضًا من تدخله في سوريا الذي يأتي لتحقيق مصالح الغير على حساب أبنائها، وبعد أن كان الحزب في السنوات الأخيرة يتعاطى بنوع من اللامبالاة والتعالي حيال تصاعد الأصوات المندّدة بهذا التدخل، إلا أنه اليوم يشعر بقلق من إمكانية تأثير ذلك عليه في الانتخابات النيابية، كأن يعمد أنصاره المفترضين إلى معاقبته عبر مقاطعة الاستحقاق أو التصويت للوائح منافسة.
سلاح الحزب
يحاول الحزب الحصول على أغلبية له داخل البرلمان ليستطيع من خلالها تكريس سطوته على لبنان، خصوصًا أن للانتخابات المقبلة أهمية كبرى بالنسبة للحزب باعتبارها ستشكّل المشهد السياسي للسنوات الست المقبلة، والأهم أن التركيز في ما بعد الاستحقاق سيكون على وضع استراتيجية دفاعية تضع سلاحه في دائرة الخطر.
دائرة بعلبك - الهرمل
يسجل حزب الله وجوده في معظم الدوائر الانتخابية الـ15، بيد أنه يركز بشكل كبير على بعض الدوائر دون غيرها خاصة دائرة بعلبك - الهرمل (10 مقاعد) حيث تنافسه عليها لائحة تضمّ خصميه تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية، وشخصيات شيعية مستقلة، وسط إمكانية كبيرة أن تتمكّن تلك اللائحة من تحقيق اختراق مهمّ، الأمر الذي سيعدّ عقابًا من بيئته على تدخله في الحرب السورية.