يا فلاح الأرض!
هذا معنى اسم "جاورجيوس" باليونانية.
لقد فلحتَ كرمة المسيح في هذه البلدة وغيرِها، وكنتَ أمينًا للميراثِ الذي ورثتَه من القديسين. فإنك ما كنتَ تعرف إلا القديسين.
وجئنا بك الى الرعية الطيّبة لكي تفلح وفلحت. ومشيت أمامهم، خرافًا مُباركة للمسيح السيّد. مشيتَ أمامهم في البرّ. هذه سيرة الكاهن أن يكون بارًا أولًا، وبعد ذلك يخدمُ ويُرّنِم الى ما هنالك.
ولكن المَهمة الأساسية أن يكون بارًا، طاهرًا ليسوع المسيح.
كنتَ بارًا واحاديثُنا الكثيرة بيني وبينك، كانت تدور فقط حول البر، حول الطهارة التي يجب أن نتحلى بها نحن الرعاة، وأن نعطيها للمؤمنين. وفهِمنا كلانا هذا إلى أن سمح الله المُبارك أن ينقلك اليه. هذه هي مشيئته. بُوركتْ مشيئتُهُ.
اذهب إذًا وصلِ هناك فوق، حيث تفتقدنا أنت والملائكة معًا.
اذهب وقُل لربك: هؤلاء الذين اؤتمنتُ انا عليهم، انما حاولتُ ان أربيهم وأن يكونوا لك وانت تعرف إذا كانوا لك.
نحن يا جورج سعينا ان نكون رعيةً للمسيح. وهو يعرفُ إن وصلنا او لم نصل. ولكننا سنسعى أيضًا لنقتديَ بك وليفهمَ الكهنةُ والعلمانيون جميعًا أنك كنت قائدًا في هذه الرحلة المُطيبة بالروح القدس، وجئت بنا الى المرفأ، الى الميناء الصالح بعد أن غذيتنا بالإلهيات.
انت فوق!
نحن هنا!
أُذكُرنا لأننا ضِعاف.
اذكُرنا حتى ينتشلَنا الله واحدًا واحدًا من هذه الارض في يوم حكمته.
جورج مسّوح إنسانٌ نادر!
انت تظنُ انك تُجالس بَشرًا سويًّا وإذ بكَ ترى نفسك امام ملاكٍ مُتجسد.
جورج مسّوح كان يطير في السماء، في حضرة الله دائمًا. بقوة البركات التي أخذها من هذه المِسحة. وكان يَحيى بالمسحة القدوسة. ذهب، ونحن وراءه نقتفي فضائله ونستبقيه هنا بفضائله. ذهب وترك لنا ميراثًا عظيمًا. في قدوته الصالحة حتى لا نخذَل، ولا نتعب، ونصبر ونمشي وراء القديسين.
ألا كان الله وحده في كل هذا وكان مُساندًا لكم، وكنتم انتم بعضكم مع بعض في هذا الرحيل الى وجه الله.
ألا كان الله معكم في خِبرتكم المقدسة، ونحن جميعًا معًا نُصلي ليتقبل الرب الإله الخوري جورج مسوح في عظمته وفي بره وفي قداسته.
*كلمة المطران جورج في تأبين الأب جورج مسّوح الاثنين ٢٦ آذار ٢٠١٨ - كنيسة القديس جاورجيوس في عاليه
(المطران جورج خضر)