التنبؤ بخروج الولايات المتحدة من الإتفاق النووي في منتصف أيار المقبل سهل ويسير جدا، ذلك لأن الرئيس دونالد ترامب يعتبر أن الاتفاق النووي هو إسوء إتفاق في التاريخ وبطبيعة الحال ليس هناك أي داع له للبقاء فيه، اللهم إلا أن يخضع لعملية جراحية تشمل مضمون الاتفاق وخارج الاتفاق يصعب على إيران القبول بها.
ثم تصريح وزير الخارجية الأميركي مارك بمبئو بأن إيران هي امبراطورية مدمرة تعمل على اتساع رقعة نفوذها وسلطتها في الشرق الأوسط يكشف عن النهج الجديد الذي ينتهجها ترامب ضد إيران كما أن ولي العهد السعودي كان صريحا في وصفه المرشد الأعلى الإيراني بالهتلر الإيراني الذي يجب القضاء عليه قبل ما يقوم هو بتدمير المنطقة.
إقرأ أيضًا: ترامب يخلق أزمة لبلاده لإنقاذ نفسه
وفي السياق نفسه عبر نتنياهو عن الاتفاق النووي كمصدر تهديد لأمن إسرائيل كما أن إيران هي مصدر لتهديد العالم.
وبالرغم من جميع ذلك فإن إيران لا تريد الحرب وبقيت ملتزمة بنص الاتفاق النووي خلافًا للولايات المتحدة التي خرقت الاتفاق فعلا وقامت بفعل الكثير مما يناقض تعهداتها.
ان خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي سيترك تأثيرا مباشرًا على علاقاتها مع أوروبا من جهة ومع الصين وروسيا من جهة أخرى كما سيؤثر على محادثاتها مع كوريا الشمالية، فالصين وروسيا سوف تستغلان الفرصة في المزيد من التقارب مع إيران وإغراق سوقها ببضاعاتهما وتبقى فرنسا وألمانيا وبريطانيا بين خيارين: الولايات المتحدة أم الإتفاق النووي.
وهنا يكمن اللغز، فموقف تلك الدول الثلاث الأوربية وإلى حد كبير تحدد مصير العلاقة بين إيران وأمريكا حيث أن بقاءهم في الاتفاق يدفع إيران الى تفضيل البقاء على الخروج ويجرد الولايات المتحدة من الذرائع التي هي بحاجة لها لشن حرب ضد إيران فضلًا عن أن بقاء إيران والدول الغربية الثلاث في الإتفاق النووي (زايد 2 وهما روسيا والصين) يفرض عزلة دولية على أمريكا الرئيس ترامب.
إقرأ أيضًا: هل تسمح روسيا بإسقاط النظام الإيراني؟
فماذا يفعل ترامب للتغلب على تلك العزلة؟
هل سيشن حربًا شعواء ضد إيران بينما لم تتخلص بلاده من حرب أفغانستان بعد 17 عاما ولم تتخلص من العراق بعد 14 عامًا من احتلاله.
هل طور الرئيس ترامب فكرة عن ردود إيرانية لأي هجوم ضدها؟ ان الولايات المتحدة وحلفاءها عجزوا عن إسقاط نظام الأسد بعد 6 أعوام لأن إيران وقفت بجانب الأسد فهل ستتمكن من اسقاط النظام الإيراني أم تريد توريط المنطقة كلها في حرب مدمرة ليس الخروج منها أسهل من دخولها؟!