قال السفير الأميركي لدى العراق، دوغلاس سيليمان، الثلاثاء، إن بلاده تدعم أي حكومة عراقية قادمة “غير طائفية”، محذرا في الوقت نفسه من دور إيران التي قال إنها تستعمل العراق ضمن مخططاتها لإضعاف الحكومات غير الصديقة لها.
وقال سيليمان في مؤتمر صحافي بمقر السفارة “لا نساند أي حزب أو شخص بعينه.. نود أن نرى حكومة معتدلة غير طائفية تخدم حاجات العراق من مختلف مكوناته”.
ويرى مراقبون أن تصريحات سيليمان تسعى لتبديد الاتهامات الموجهة للعبادي بأنه مدعوم أميركيا، خاصة أن هذه التهمة يتم توظيفها على نطاق واسع للتقليل من حظوظ رئيس الوزراء في الفوز في الانتخابات.
وأشار مراقب سياسي عراقي في تصريح لـ”العرب” إلى أن الحديث عن حكومة غير طائفية أمر غير ممكن في العراق في ضوء الاصطفاف الطائفي المدعوم خارجيا، فضلا عن أن العملية السياسية التي رعتها واشنطن بعد غزو 2003 كانت مبنية بالأساس على المحاصصة الطائفية.
دوغلاس سيليمان: قلقون من التدخلات الإيرانية التي تضعف السيادة العراقية
دوغلاس سيليمان: قلقون من التدخلات الإيرانية التي تضعف السيادة العراقية
لكن المراقب لفت إلى أن تصريح السفير الأميركي موجه بالأساس إلى إيران التي تؤثر بشكل كبير على مجريات العملية السياسية وتتحكم بالأحزاب الدينية الشيعية، ما يجعل فوز حلفائها يفضي إلى تشكيل حكومة طائفية موالية لها.
واعتبر أنه من الصعب أن توجد قوة على الأرض تنافس التأثير الإيراني في الانتخابات وفي غيرها، حتى أن الأحزاب الحليفة تسيطر على مختلف المؤسسات والوزارات، فيما يكتفي الأميركيون بالدعم العسكري للقوات العراقية حتى وإن كان ذلك يصبّ في مصلحة إيران وحلفائها.
وجدد سيليمان قلق بلاده من تزايد النفوذ الإيراني في العراق، قائلا “نحن قلقون من التدخلات الإيرانية التي تضعف السيادة العراقية، ونعتقد أن إيران تستعمل العراق ضمن مخططاتها لإضعاف الحكومات غير الصديقة لها”.
ومن الواضح أن السفير يشير هنا إلى أن إيران تستخدم العراق في تحقيق أجندتها الإقليمية، من ذلك أنها حولته إلى منطقة عبور للأسلحة والميليشيات باتجاه سوريا، وهي حريصة على استمرار سيطرتها عليه لتحقق أمنيتها في طريق يربط بين طهران وبيروت مرورا ببغداد ودمشق.
لكن السيطرة الإيرانية على العراق يمكن أن تتراجع في ضوء توجه عربي تتزعمه السعودية يقوم على دعم بغداد في مختلف المجالات والسعي لاستعادتها من هيمنة رجال الدين المتشددين في إيران.
وأضاف السفير أن “المفوضية العليا للانتخابات طلبت بشكل متأخر الاعتماد على مراقبين دوليين لمراقبة الانتخابات”. وبين أنه “سيكون هناك مراقبون دوليون لكن لا نعرف كم سيكون عددهم وأين سيتوزعون؟”.
وأشار سيليمان إلى أن “الأمم المتحدة ترى أن نظام التصويت الإلكتروني المعتمد في الانتخابات (لأول مرة) أكثر أمنا”.
ونوه إلى أنه “من الصعب جدا التلاعب والتزوير في الانتخابات لأن النظام الجديد المستعمل على درجة عالية من الدقة ولا يسمح بأي عملية تلاعب”.