لم تكن مفاوضات الأيام الأخيرة سهلة، إذ شهدت شدّ حبال وأخذاً وردّاً بين الحزبين إنتهت بإعلان التفاهم الإنتخابي بينهما. وقضى التحالف بقسمة المقاعد العشرة في أقضية البترون والكورة وبشري وزغرتا مناصفةً بين الحزبين والحلفاء.
ظلّ النائب سامر سعادة حتى الساعات الأخيرة متمسّكاً بطرحه القاضي بانسحاب المرشح «القواتي» فادي سعد من البترون لمصلحته، لكنّ «القوات» رفضت هذا المبدأ وأصرّت على خوض الإنتخابات مع «الكتائب» جنباً الى جنب، وكلٌ بمرشحيه الذين يختارهم، في حين أنّ النائب السابق قيصر معوض سبق الكتائب الى التفاوض مع «القوات» على رغم أنه محسوب على لائحة تحالف «الكتائب» و»اليسار الديموقراطي» و»المجتمع المدني» التي كانت في طور التأليف.
وبعد وصول الإتصالات الى خواتيمها، إتّفق الحزبان على أن يأخذ كل منهما خمس مقاعد، وبالتالي تُرشّح «القوات» كلاً من النائب ستريدا جعجع والنقيب جوزف إسحاق في بشري، النائب فادي كرم في الكورة، النقيب ماريوس البعيني في زغرتا، وفادي سعد في البترون.
بدوره، يرشّح حزب «الكتائب» و«اليسار الديموقراطي» والحلفاء كلاً من النائب سامر سعادة في البترون، المرشّح الكتائبي ألبير اندراوس ومرشّح «اليسار الديموقراطي» جورج منصور في الكورة، قيصر معوّض وميشال الدويهي في زغرتا، فيما أعلن كلّ من المرشّح في البترون الدكتور شفيق نعمة والمرشّح في بشرّي رياض طوق انسحابهما من المعركة.
في المقابل، فإنّ لائحة تحالف «التيار الوطني الحر» وحركة «الإستقلال» وتيار «المستقبل» باتت تضمّ كلاً من الوزير جبران باسيل ونعمة إبراهيم في البترون، النائب نقولا غصن وجورج عطالله وغريتا صعب في الكورة، سعيد طوق وجورج بطرس في بشري، رئيس حركة «الإستقلال» ميشال معوض والوزير بيار رفّول والنائب السابق جواد بولس في زغرتا.
أما اللائحة الثالثة الأساسية في هذه الدائرة، فتضمّ تحالف تيار «المردة» والحزب «السوري القومي الإجتماعي» والنائب بطرس حرب، والتي كان رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية أعلن عن أبرز مرشحيها، وهم: طوني فرنجية، النائبان إسطفان الدويهي وسليم كرم في زغرتا، حرب في البترون، النائبان السابقان فايز غصن وسليم سعادة في الكورة، ووليم جبران طوق في بشري.
إذاً، ترك التحالف «القواتي»- «الكتائبي» تردّداته في دائرة الشمال الثالثة عموماً، وفي البترون خصوصاً، لأنّ المعركة الأساسية كانت تتركّز بشكل أساسي في هذا القضاء، وكان معظم المتابعين يعتبرون أنّ الفائزين في البترون محسومون وابرزهم باسيل وحرب. لكنّ هذا التحالف الجديد ترك إرتياحاً لدى القواعد الكتائبية و«القواتية» في منطقة يُعتبر هواها السياسي الأساسي هو «اليمين المسيحي».
ويساهم تحالف «القوات» و«الكتائب» في خلق جوٍّ مؤاتٍ لخوض المعركة، بحيث يصبح الوصول الى حاصل رابع أمراً سهلاً لأنّ التحالف لا يشمل فقط البترون، بل الأقضية المسيحية الثلاثة الأخرى.
وعلى رغم أنّ أحداً من المرشحين لم ينسحب للآخر، إلّا أنّ الفوز بمقعد البترون بات غيرَ مستبعد، فلو انسحب المرشّح الكتائبي لــ«القواتي» أو العكس، فإنّ تململاً كان سيسود قواعد الحزب المنسحب، لكنّ نزولهما الى المعركة معاً سيدفع كل مرشّح الى تكثيف نشاطه من أجل الحصول على أعلى نسبة من الأصوات التفضيليّة، وبالتالي سيرتفع حاصل اللائحة حكماً، في حين أنّ تفوّقَ مرشّح «القومي» في الكورة وفرنجية والنائب اسطفان الدويهي في زغرتا على حرب بنسبة الأصوات التفضيلية سيجعل فوز الأخير صعباً.
ومن جهة أخرى، فإضافة الى الجوّ الإيجابي الذي خلقه تحالف «القوات» والكتائب بين قواعدهما، فإنّ عدداً من المعترضين على الحال التي وصلت إليها قوى «14 آذار» والذين يميلون الى خطّ «اليمين المسيحي» سيجذبهم هذا التحالف مجدداً، بعدما كان قسم كبير منهم معتكفاً، ويرفض التصويت للوائح لا تمثّل توجهاته السياسية والسياديّة.
ويبقى التأثير الأكبر للكتلة الناخبة في تنورين، حيث يملك النائب حرب رقماً كبيراً من اصوات الناخبين، في حين أنّ عدداً لا يُستهان به من أبناء البلدة سيصوّت للوائح «التيار الوطني الحرّ» وتحالف «القوات» و«الكتائب».