رعى رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بوزير المالية علي حسن خليل حفل تكريم مخاتير محافظة النبطية لمناسبة يوم "المختار"، والذي تخلله مأدبة عشاء تكريمية بدعوة من مكتب الشؤون البلدية والاختيارية في حركة "أمل" في قصر الملوك في الكفور، في حضور النواب ياسين جابر، علي بزي، قاسم هاشم وعلي فياض، علي قانصو ممثلا النائب محمد رعد، الدكتور محمد قانصو ممثلا النائب هاني قبيسي، الدكتور وسام قانصو ممثلا النائب أسعد حردان محافظ النبطية القاضي محمود المولى، قائمقام حاصبيا أحمد الكريدي، مسؤول مكتب الشؤون البلدية والاختيارية المركزي في الحركة بسام طليس، المسؤول التنظيمي للحركة في الجنوب باسم لمع وقيادة الاقليم والمنطقة الاولى والشعب، مسؤول العمل البلدي لحزب الله في الجنوب حاتم حرب، وعدد كبير من رؤساء الاتحادات البلدية والبلديات والمخاتير من أقضية النبطية، بنت جبيل، مرجعيون وحاصبيا وفاعليات.

إفتتاحا النشيد الوطني اللبناني ونشيد حركة "أمل" وترحيب من مسؤول مكتب الشؤون البلدية للحركة في الجنوب محمد عواضة.

وألقى خليل كلمة باسم راعي الحفل فقال: "إننا وكما كنا على الدوام الى جانب حقوقكم المشروعة، اولا على المستوى الشخصي، على مستوى الاطمئنان لمستقبل المختار الذي يحمل العبء الاكبر، فنحن ملتزمون وكما وعد دولة الرئيس الاخ الاستاذ نبيه بري بأن يقدم اقتراح قانون الى المجلس النيابي وهو قد أعد من قبل كتلة التنمية والتحرير، وقدم الى المجلس النيابي لتأكيد ضمان المختارين ما بعد انتهاء ولايتهم. هذا الامر ليس وعدا انتخابيا بل هو استكمال لما أنجز من ضمان للمختارين وما يجب أن يستكمل أيضا، وهو مدار بحث مع وزارة الداخلية التي تعد مشروعا لمعالجة قضايا جعالة على طابع المختار لصالح المختارين وقد أبديت كوزير للمالية بناء لتوجيهات الاخ الرئيس بري التزاما بالتسريع وانجاز هذه المعاملة بأسرع وقت ممكن فور انتهائها من وزارة الداخلية. قد يكون هذا الكلام مصنفا في اطار حملة الانتخابات النيابية، وقد يعتقد البعض هذا، لكن نحن أمامكم لا نتحدث كما يقال "شكلين"، نحن أمامكم نرى اننا في نفس الموقع لأن التحدي والمعركة السياسية المقبلة ليست قضية انتخاب مجموعة من الاشخاص، بقدر ما هي تعبير عن التزام سياسي بالخط والنهج الذي مثلناه طوال العقود الماضية، في كتلة التنمية والتحرير وفي كتلة الوفاء للمقاومة".

أضاف: "إننا نرى أنفسنا شركاء، شركاء في مقاربة التحديات التي تواجه الوطن وانتم من صلب عجين القضية التي ندافع عنها، ونحن لم نكن يوما ولن نكون إلا خدام وحراس هذا الوطن الذي نراه ونريد ان نحافظ عليه، الوطن المتميز، وطن العيش الواحد بين كل اللبنانيين، الوطن النهائي لهم جميعا. يحلمون بغد أفضل وهذا حقهم ويريدون ان يعيشوا حاضرهم بكرامة وعزة كما حافظت عليها المقاومة بمواجهتها المفتوحة مع العدو الاسرائيلي. نعم، نحن معكم في نفس الموقع نرى انكم تخوضون هذا الاستحقاق ونريد ان نرى استكمالا لخوض هذا الاستحقاق مع بعضنا البعض، ولسنا من هواة اطلاق المشاريع الانتخابية بهذه المناسبة. لقد استطعنا ان نحقق بعضا مما يجب أن يحقق لهؤلاء الناس الذين نمثلهم كل في موقعه ونعرف ان هناك الكثير من القضايا التي لم نستطع تحقيقها لكن عليكم ان تفخروا أنتم أبناء هذه المناطق من بنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا والنبطية وكل قرى الجنوب أنكم من أرض استطاعت وهي تخوض المواجهة مع العدو الاسرائيلي أن تبني وتؤسس لمستقبلها الافضل من خلال مشاريع التنمية التي توزعت على كل المناطق بعيدا عن الحسابات الفئوية والطائفية والمذهبية والشخصية. نحن نعتز ونفتخر عندما نسمع في اللجان النيابية او في مجالس النقاش العام على مستوى الحكومة وغير الحكومة ان الجنوب ومناطق الجنوب قد انتقلت نقلة نوعية على مستوى الخدمات وعلى مستوى الشأن الاجتماعي وغيره. ربما ما زال هناك نواقص، لكن بالتأكيد انتم تعرفون تماما اننا انتقلنا من حال الى حال. والمسؤولية تقتضي ان نستمر في المتابعة وكل الثغرات يجب ان تسد وهذا جزء من التزامنا الديني والسياسي والاخلاقي والاجتماعي والوطني".

وتابع: "ما نقدم عليه هو تأكيد الالتزام بالخيارات السياسية الوطنية التي تمثلها لوائح "الامل والوفاء"، ليس فقط على مستوى الجنوب بل على مستوى لبنان. ونحن وان كنا نفتخر بعمق التحالف بين حركة أمل وحزب الله، بين كتلة التنمية والتحرير وكتلة الوفاء للمقاومة، لكننا على الدوام كنا معا نقول وبكل وضوح اننا لا نؤسس لتحالف طائفي او تحالف مذهبي، نحن نريد أن نسخر إمكانياتنا وطاقاتنا وقدراتنا معا من أجل مصلحة الوطن كل الوطن، ومصلحة كل اللبنانيين. كتلتنا تعمل من أجل إقرار التشريعات للناس كل الناس. المسألة ترتبط بالمصلحة الوطنية العليا التي كنا ولا نزال حراسها على المستوى الوطني ككل. هذا هو وعدنا ان نبقى كما نحن في خدمة الناس، كل الناس وفي خدمة القضايا الوطنية الكبرى التي لا يمكن ان نحافظ عليها او تتحقق إلا إذا إستطعنا بناء الدولة الحقيقية، وهذا لا يمكن ان يكون إلا باحترام المؤسسات وعملها، وانضباطها في اطار القوانين، وعدم جعل القوانين طيعة لخدمة المصالح الشخصية على المستوى المادي، وعلى مستوى توظيف النفوذ من أجل تعزيز المصالح الشخصية والمواقع الشخصية".

وقال : "نحن كنا ولا نزال نريد ان نوظف طاقاتنا وطاقات طوائفنا من أجل خدمة الوطن، لا ان نسخر طاقات الوطن من أجل خدمة مصالح طوائف او أفراد او مجموعات سياسية في هذا البلد. لهذا ربما نحن نخوض ما يشبه الاشتباك السياسي مع بعض من يريد ان يعيد الامور الى الوراء، مع بعض من يريد ان يعيد خلط المسائل ببعضها البعض واثارة إشكاليات حول طريقة ادارة الدولة والتعاطي مع مؤسساتها، العودة الى النظام والى الميثاق، العودة الى التزام القوانين وحدها التي تحمي الجميع في هذا الوطن الذي لا تحميه قدرات فردية. القدرات الفردية تسخر في اطار عمل الجماعة. الوطن لا يبنيه ولا تطوره الارادات الفردية ولكن الارادة الجماعية، ارادة التعاون والاخلاص هي وحدها التي تنقذ وطننا وتعيد ثقة الناس بدولتنا وبمؤسساتنا. معكم سنكمل معركة اعادة الثقة بالنظام وبالدولة. اعادة الثقة بأن هناك دولة ترعى الجميع على مستوى القضايا الكبرى والصغرى. نعرف ان هناك تحديات كثيرة تواجه وطننا على المستوى الاقتصادي والمالي وربما السيادي في المرحلة المقبلة. لكن نحن نعتز ونفتخر بقوانا الامنية التي إستطاعت ان تحمي الاستقرار الداخلي وان تفسح المجال لانضباط الحياة السياسية تحت سقف هذا الاستقرار".

واوضح "نحن نريد ان يبقى الخطاب الانتخابي تحت هذا السقف. نريد ان يبقى السقف الانتخابي تحت سقف الوحدة الوطنية، وتحت سقف تقديم المصلحة العامة. ربما من حق البعض ان يجيش او ان يستخدم كل طاقته في سبيل إستيعاب الناخبين لكن كله تحت سقف ان لا يؤثر هذا على النسيج الاجتماعي وعلاقات الناس مع بعضها البعض، وعلاقات الطوائف مع بعضها البعض، والقوى السياسية مع بعضها البعض. الاختلاف يؤذي الحياة السياسية لكن الخوف ان يتحول الامر الى انتصار على المستوى الوطني، لا نريده لا بمناسبة الانتخابات ولا خارج مناسبة الانتخابات".

ووجه وزير المالية التحية الى المخاتير المكرمين قائلا: "كلنا ثقة أنكم ستكونون على قدر المسؤولية في تعبئة الرأي العام لأوسع مشاركة ممكنة في هذه الانتخابات وهذا يعتبر مسؤولية فردية وجماعية علينا جميعا لأننا أمام تجربة انتخابية جديدة ارتضيناها لأنفسنا. ونحن كنا السباقين الى طرحها بغض النظر عن التفاصيل التي رافقت هذا الامر، ونريد لهذه التجربة ان تنجح وان تعيد تأكيد التزام الناس وخياراتها بتوجهاتها السياسية. لهذا، المهمة الاولى حشد كل الطاقات لرفع مستوى الانتخاب الى أقصى حد ممكن، وليأت من يأتي حينها وليمثل من يمثل. طبيعة النظام النسبي بالنسبة إلينا هي طبيعة تمثيل للاحجام بعيدا عن منطق أكثرية ومنطق أقلية. نحن الذين طالبنا بهذا ونريد ان نحققه لكن لدينا ثقة كبيرة بأهلنا وناسنا والجمهور الذي وقف معنا طوال كل المحطات الماضية انه سيقف في المستقبل الى جانب هذا الخط وهذا النهج ليؤكد انتصاره في هذه الانتخابات، ولنحتفل معا في 6 ايار بانتصار لبنان، كل لبنان، وليس بانتصار لوائحنا فقط".