يؤسفنا أن نعود بكم عبر الزمن إلى تاريخ 29_1_1998، هل تذكرون هذا اليوم الأسود، هل تتذكرون وقائع الجريمة التي ارتكبت يومذاك بحق الشهداء والحوزة وأبناء بعلبك الهرمل، أم أنه ضاع هذا التاريخ كما ضاعت العدالة في ساحتكم، وذهب كما ذهبت دماء المظلومين وحقوقهم هدراً…
الثورة المدنية السلمية التي أطلقها أهالي بريتال من أجل المحرومين التي أيّدْتها مع الشرارة الأولى، ثم خذلْتهم بحجّة أن ليس لدينا وقت لأننا منهمكون بالمقاومة، وبعد أن انتهت المقاومة ماذا استطعت أن تفعل للشعب اللبناني؟ ولا تستطيع أن تقول اليوم أن نواب المقاومة ليسوا شركاء في هذه المصيبة وفي هذا النظام السيّء، ومن هنا كل المصائب التي وقع فيها الشعب اللبناني هم شركاء فيها…
بعد وقعة الحوزة، ذكر أهلنا في بريتال أنهم ضحايا مشروع خبيث شيطاني، وأنهم يملكون كامل الأدلة والأسماء والشهود على أنهم ظلموا مرّتين وقتلوا عدواناً ودون مبرر وأنّ سماحة الشهيد الشيخ خضر الطليس ومن حوله اغتالهم المسلحون الذين حاصروا الحوزة الدينية برشقاتهم الأولى التي أشعلت النار… ودعوا لتشكيل محكمة علمائية نزيهة محايدة لتقدم لها كل الأدلة،،، ولكن رفضتم المحكمة والاحتكام إلى شرع الله…
حاول أهلنا أن يسلكوا سبيل العدالة الواضحة والمقبولة من كل صاحب عقل ودين بطرحهم تشكيل محكمة إسلامية للفصل بأحداث الحوزة الدينية وما سبقها؛ لكن المتورطين أملوا أن ينسى الناس مع الزمن هذه الجريمة أو يغفروا لهم إن تمسحوا بالمقاومة…
عام 2005 حين أقر المجلس النيابي قانون 677 الذي يقضي بالعفو العام عن بعض الجرائم، رفض أهلنا في بريتال العفو من المجرمين، بل أصروا على تشكيل محكمة نزيهة تظهر للناس أنهم هم الشرفاء والآخرين المتورطين غير شرفاء، لأنهم لا يبحثون عن السلام بأي ثمن، فالقبول بالعفو يعني أنهم مذنبون مخطئون، لذلك هم رفضوه وأصروا على الوصول إلى الحق من بابه، لاعتقادهم أن من افتعل المشكلة وقتل الشيخ ومن حوله وسبّب الفتنة فريق معروف بالأسماء والأشخاص وهناك عشرات الأدلة والإثباتات لمن أراد الحقيقة…
ولا يزال أنتم وشركاؤكم في السلطة مصرون على سحق أهلنا وقتلهم بدل رعايتهم، وعلى تصوير المنطقة وكأنها من مجاهل إفريقيا أو الأمازون وأنها وأهلها متمردون ومتوحشون كما فعلت العهود السابقة من أيام العثمانيّين وحتى اليوم ودفعها خارج نطاق الحياة وتطويقها بحزام من الإجحاف والقرارات الظالمة.
(عادل اسماعيل)