تتخذ الإنتخابات النيابية في دائرة كسروان - جبيل طابعا أبعد من مفهوم الإنتخابات بحد ذاته ، إذ تُعتبر المعركة في منطقة هي قلب الموارنة في الشرق ذات رمزية رئاسية لفخامة الرئيس ميشال عون لعدة إعتبارات .
فهي بالدرجة الأولى تُعتبر منطقة الموارنة الأولى في الشرق وقلب الجبل ولهذا الأمر مدلولات سياسية وتاريخية وكيانية مرتبطة بقيامة الوطن اللبناني ، ولأن التيار الوطني الحر هو الأقوى على الساحة المسيحية ، فإن الإهتمام بهذه المنطقة يزيد من قبل أوساطه ومؤسسه.
وهي أيضا المنطقة التي مثّلها العماد عون لمرتين في الندوة البرلمانية ، في إنتخابات ٢٠٠٥ و ٢٠٠٩ عن المقعد الماروني في كسروان ، ولذلك فهي مهمة بمختلف المقاييس لقصر بعبدا ولها وضعيتها الخاصة .
إقرأ أيضا : زحلة تُقرّب بين القوات والكتائب إنتخابيًا
تضم هذه الدائرة ٨ مقاعد نيابية ، ٥ مقاعد مارونية في قضاء كسروان ومقعدين مارونين في قضاء جبيل مع مقعد للشيعة، ويٌعتبر الموارنة الطائفة الأكبر في هذه الدائرة يليهم الشيعة وباقي الطوائف المسيحية ، وسيطر التيار الوطني الحر في آخر دورتين للإنتخابات على المقاعد ال ٨ كلها .
إلا أن في هذه الإنتخابات النيابية المقرر عقدها في ٦ أيار ٢٠١٨ الأمور مختلفة جذريا ، فأرقام خصوم التيار في الإنتخابات السابقة كانت متقاربة مع الناجحين على لوائحه وبالتالي هناك تأكيد تام على حصول خرق بأكثر من مقعد ، وستتقلص حصة التيار في هذه الدائرة .
إقرأ أيضا : معركة بين مختلف القوى المسيحية في المتن والمر وحيدا
والمشهد الإنتخابي حتى هذه اللحظة لا يأخذ بعدا كلاسيكيا بين قوى ٨ آذار و ١٤ آذار ، فالأمور متداخلة ومتشابكة ، وإذ يعمل التيار على تشكيل لائحة في كسروان بقيادة الجنرال شامل روكز بالتحالف مع منصور البون ونعمت أفرام وزياد بارود ، تظهر لائحة مقابلة عملت عليها القوات ومن أبرز الأسماء فيها رئيس بلدية جبيل السابق زياد حواط عن المقعد الماروني في جبيل.
وتعمل الكتائب بالتحالف مع النائبين السابقين فريد هيكل الخازن وفارس سعيد على تشكيل لائحة ضد البقية ، فيما ستعمد الثنائية الشيعية على تشكيل لائحة رابعة لها في حال لم يحصل أي تطور على خط الإتصالات مع التيار .
وجرى حديث عن نية لدى رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان تشكيل لائحة ايضا .
وبالتالي ، ستشهد دائرة كسروان - جبيل تنافسا أساسيا بين هذه اللوائح ال ٤ ، وإمكانية الخرق متاحة نوعا ما في كل لائحة .
وتبقى أن المعركة بنتائجها في هذه الدائرة ستكون لها دلالاتها السياسية ما بعد الإنتخابات النيابية .