أوحى الله إليه في حلب كما أوحى ربك إلى النحل .
{ وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ }
آية (68) سورة النحل .
حدثني شاب جامعي تورط بمعنى ابتلاه الله بلاء حسنا كما ابتلى الله خليله إبراهيم عليه السلام ، إبتلاه بقراءة الكتب الفكرية النقدية للفكر الديني الإسلامي الذي أكثر من نصفه هو اختراع فقهاء الدين وأحزاب الدين ، بعدما سئم من قراءة الكتب الدينية التبجيلية التي لا يُسْمَح لعاقل النقاش بسطر من سطورها وضاقت روحه منها ذرعاً .
كان مقاتلاً في عسكر تنظيم ما يُسَمَّى حزب الله على جبهة حلب ضد المعارضين السوريين لنظام الديكتاتور بشار الأسد سنة 2016 تحت راية آية الله القديس بوتين روسيا ، وفي فصل الصيف حيث درجة الحرارة كانت مرتفعة جداً وكانت حلب واقعة تحت مطر حِمَم صورايخ الجيش الروسي تمزق أجساد أطفالها وشيوخها ونسائها وَتُلَطِّخ بها جدران شوارعها .وتحت بصره هناك وفي لحظة تأمل انتابه شعور استيقظت به بصيرته لتسأل ضميره ووجدانه ودينه ومذهبه وإحساسه عن مدى شرعية المجازر التي يرتكبها أمام عينيه الجيش السوري مع حلفائه الروس و الإيرانيين و فصائل حزب الله تحت إمرة القيادة الإيرانية والروسية بحق الناس الأبرياء المدنيين السوريين في مناطق المعارضين لنظام الديكتاتور بشار الأسد في حلب !
اقرأ أيضا : ملحد وماركسي نصير لتنظيم حزب الله !
هناك في هذه اللحظة شعر بشيء يشد رأسه ويرفع وجهه نحو السماء مخاطبا رب الوجود بقوله :
" إلهي إن كنت أحمل بندقيتي هنا في هذه الحرب التي تكاد أن تفتت كبدي من هول ما أرى من مجازر وفظائع يرتكبها الروس وحلفاؤهم بطائراتهم ومدافعهم وقنابلهم الجهنمية بأجساد الأطفال والنساء والشيوخ والحجر والبشر والمَدَر بلا ذرة من رحمة ولا شفقة فأرجوك يا الله رجاء حارا أن تُريني شيئا في هذا الفضاء والمحيط الواقع تحت نظري ما يدل على عدم رضاك لكي أترك بندقيتي وأرميها أرضا وأعود من حيث أتيت تائبا نادما مستغفرا فعقلي بات قاصرا عاجزاً من معرفة الوجه الشرعي للمشاركة بهذه الحرب الجهنمية الوحشية المتفلتة من كل القيم الإنسانية والدينية ؟".
وبمجرد انتهائي من الدعاء وإذ بمربض مدفعية سوري ينفجر من تلقاء نفسه بالجنود السوريين وعناصر حزب الله المحيطين به ، وباتت القذائف تتطاير يمنة و يساراً ، إعتقدت إنه تدخل إلهي مباشر وتحت نظري مباشرة كان دعائي نابعا من صميم قلبي لم تعتريه لحظة خشية في حياته كلحظة هذا الدعاء فأيقنت حينها أن الرسالة قد وصلت فسلمت بندقيتي لقيادة حزب الله ورجعت من حيث أتيت عازما على قراءة كل شعاراتنا ومعادلاتنا وأدبياتنا وأفكارنا ومفاهيمنا من جديد لكي أعلم عمق الأزمة بالخلفية الدينية المذهبية التي ورطتنا بحرب سوريا الإجرامية العدوانية على الشعب السوري المقهور المظلوم المسلوبة إرادته والمنتهكة كرامته والمنهكة كل جوانب حياته منذ نحو 45 سنة بسبب وقوعه تحت سلطة بوليسية أمنية متوحشة بقيادة حافظ أسد حفرت بنفوس السوريين وأرواحهم الرزايا والبلايا والأشجان والأحزان والكوارث والمآسي باسم فلسطين والقدس وبشعار سنزيل إسرائيل من الوجود !
{ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ۞
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا - ( كحزب حسن نصر الله ) - وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ !
جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ } .
الشيخ حسن سعيد مشيمش لاجىء سياسي في فرنسا