لم تسلم المقاومة بعد من ترهات حزب الله الإنتخابية، وقد أصبحت في سياسات حزب الله اليوم السلعة الرابحة لاجتذاب الجمهور بعدما ضاق ذرعا بمطالب الناس واحتجاجاتهم واعتراضاتهم على فشله النيابي في أكثر من منطقة وخصوصا منطقة البقاع التي تشهد اليوم حالة اعتراض غير مسبوقة على سياسات الحزب الإنتخابية وخياراته السياسية سواء في اختيار المرشحين أو في الخطاب الذي يتوجه به إلى قواعده الشعبية إلى "خزان المقاومة"، فبعد الخطابات السابقة لنائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في إطلاق الماكينة الإنتخابية في البقاع والتي تهكم فيها على البقاعيين، جاءت اتهامات الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله لتؤكد خطاب الإبتزاز تجاه أهالي البقاع، الإتهامات التي ساقها نصر الله الى المرشحين المعارضين واجهها البقاعيون بحملة واسعة من الإستنكار الإدانة.
إقرأ أيضًا: لماذا يخاف نصر الله من مواجهة البقاعيين في الإنتخابات النيابية؟
فشلت خطابات الحزب في تحريض الناس لصالح رغباته الإنتخابية ولاقت هذه الخطابات استنكارات واسعة الأمر الذي أدى إلى لجوء الحزب ونوابه هذه المرة إلى قبور الشهداء وإلى عوائل الشهداء في إصرار واضح على سياسة استغلال العلامات المضيئة في تاريخ البقاعيين من المقاومة إلى الشهداء إلى عوائل الشهداء الأمر الذي كان أيضا محل تساؤل في أوساط عوائل الشهداء: "إلى أي مدى وصل الإبتزاز السياسي للحزب؟ وهل وصل الأمر إلى استغلال دماء الشهداء لاستجداء الأصوات وكمّ حركات الإعتراض؟
الصور التي انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي لنواب حزب الله على أضرحة الشهداء كانت كفيلة بتوضيح الصورة أكثر عن هؤلاء النواب الذين كانوا يمتنعون عن زيارة الأحياء من أهالي بعلبك الهرمل ها هم اليوم على أضرحة قبور الشهداء في محاولة رخيصة لاستغلال الدماء الذكية الطاهرة لأجل مقعد نيابي رخيص لم يقدم لأهل البقاع سوى الوعود واللامبالاة حتى أصبحت منطقة بعلبك الهرمل كأنها خارج الوطن بفضل سياسات الحزب و نوابه وبقيت طول عشرين عاما مجرد سلعة تستخدم عند الحاجة للجماهير.
إقرأ أيضًا: كلام في الإنتخابات: عندما يصنف حزب الله رجال الدين يتخطى كل الضوابط الشرعية والدينية
الصور التي أشرنا إليها تركت أثارها السلبية الكبيرة على عوائل الشهداء ولدى أوساط أهالي بعلبك الهرمل فعلق الشيخ أيمن شمص وهو والد أحد الشهداء "الله يرحمو بس لما استشهد ما شفتهم على ضريحو"، وعلق آخر "لما استشهد مهدي ما شفنا حدا وقتها ما كان في انتخابات بس هلق في مصلحة شخصية بتفرض عليهن هذه الزيارات".
هذه الحالات تعبر عن الأزمة التي يواجهها حزب الله وهذه المرة مع الناس مباشرة مع بيئته وشعبيته ومقاومته التي تنتفض اليوم للمطالبة بحقوقها وللمطالبة بالحد الأدنى من العيش الكريم بعدما تحولت منطقة البقاع إلى بؤرة من الفقر والحرمان والبطالة، واليوم وعلى مشارف الإنتخابات أصبح المواطن البقاعي أكثر وعيا وقدرة على المحاسبة لذلك فإن مأزق حزب الله يبرر له استغلال كل شيء في سبيل تحقيق المكتسبات الإنتخابية ولو من خلال المقاومة والشهداء ودماء الشهداء، و بذلك يهين حزب الله مقاومة ويقتل شهداء مرة ثانية بيديه .