أمي... الأمس واليوم
أمي... بالأمس القريب، يوم كانت هديتي زهرة وقبلة، تفاعلك كان يشعرني بأنّني أنجزت مهامي وواجباتي تجاهك فأشعر بالرّضى عن نفسي. ما أشدّ أنانيتي وما أسمى تفانيك، حتّى في يوم عيدك أكون أنا محور العيد!!
واليوم كبرت يا أمّي... وبدأت صور عدة تنجلي أمامي، صور لم يكن بالأمس عقلي اليافع قادراً على فهمها، اليوم قلبي الصّغير يراها بوضوح. إنّها صور أمّهات المفقودين في وطني، فالأمّ التي هزّت العالم بيسارها للأسف لم تتمكن من هزّ ضمائر المسؤولين، والجنّة التي تحت أقدامها لم تمنحها العفو من أن تجثو على ركبتيها الطاهرتين تتوسّل لمعرفة مصير ولدها. أمّهات انتظرن طويلاً وتوسّلن كثيرًا حتّى كان الموت أحنّ عليهنّ من قلوب المسؤولين فرحلن تاركين مصير أولادهنّ أمانةً في أعناقنا.
كبرت يا أمّي وأدركت أنّك موطني، وأنّ حضنك الآمن يختصر العالم.
كلّ عام وأنتِ بخير.
أكولينا بركات
ثانوية إهمج الرّسميّة