توقف التفاوض الانتخابي بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية في الساعات الأخيرة، ليقفل الباب على تفاهم انتخابي ثنائي يشمل بالحدّ الأقصى دائرتي عكار والبقاع الشمالي، وتفاهم ثلاثي مع الحزب التقدمي الاشتراكي في بعبدا والشوف ـ عاليه. 

فشل الوزيران غطاس خوري وملحم الرياشي خلال المفاوضات الماراتونية التي خاضاها طول الأسابيع الماضية، في كسر الجو السائد حول الرئيس سعد الحريري، ولا سيما من جانب مستشاره نادر الحريري. فالأخير يؤيد عدم التحالف في أيٍّ من الدوائر مع القوات، مفضِّلاً التعاون الانتخابي مع التيار الوطني الحر، رغم شروط الأخير التعجيزية. علماً أن خوري كان ميالاً إلى تعميم تجربة التحالف الثنائي في دوائر أخرى، حيث تقتضي مصلحة الطرفين.
بعد عودته الأخيرة من السعودية، كان الحريري منفتحاً على مروحة من الاتصالات من أجل إعادة تزخيم الحالة الانتخابية لفريقه وتحقيق فوز لا يقلّ عن عشرين مقعداً. وحين بدأت الاتصالات، ظهر وكأن الحريري يتجاوب مع رغبة الرياض في تمتين تحالفه مع أصدقائها في لبنان، و«القوات اللبنانية» في مقدمها. وعلى هذا الأساس، فتح الحوار الانتخابي مع القوات، بعد قطيعة سياسية، وتكرست أول خطوة عملية، في التفاهم في بعبدا وعاليه ـ الشوف. علماً أن المستقبل والاشتراكي هما اللذان صاغا التفاهم، فيما كانت «القوات» تعارض ترشيح النائب وليد جنبلاط للوزير السابق ناجي البستاني، لمصلحة غطاس خوري. لكن المستقبل لم يبادر إلى تبني مطالب «القوات»، بل أرسى تفاهمه مع جنبلاط، لتعود «القوات» وتؤكد متانة علاقتها به، بمعزل عن «المستقبل»، وتتبنى التفاهم الانتخابي معه في جبل لبنان.
بعد هذه الخطوة، ظهر وكأن حظوظ التفاهم ستعزز في أكثر من دائرة، ولا سيما أن المفاوضات بين «المستقبل» و«التيار الوطني الحر»، لم تكن قد وصلت إلى تفاهمات جدية، لخلافات حول المقاعد المسيحية والحصص الكبيرة التي يطالب بها التيار، ويرفض المستقبل إعطاءها له. لكن ما حصل هو العكس.