جال الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري، في مدينة زحلة، يرافقه وزير الاتصالات جمال الجراح، واستهل جولته من دارة الامين العام للمجلس الاعلى لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك والمدير العام لوزارة الزراعة لويس لحود، حيث كان في استقباله رئيس بلدية زحلة المهندس أسعد زغيب، أعضاء الهيئة التنفيذية في المجلس الأعلى للكاثوليك، ورئيس جمعية مستوردي الانتاج الزراعي "اسبلنت" ميشال عقل، ورؤساء النقابات الزراعية.

وحيا لحود "الرئيس سعد الحريري على اهتمامه ورعايته لزحله والبقاع الاوسط"، مؤكدا أن "الاعتدال الذي يحمله الرئيس الحريري وتيار المستقبل هو ضمان لكل العائلات ولمكونات المجتمع الزحلي والبقاعي واللبناني"، مشيرا إلى أن "زحلة ترحب بهذا الاعتدال والانفتاح الذي يقوده الرئيس الحريري وتيار المستقبل".

وأثنى لحود "على حكومة استعادة الثقة التي حققت انجازات كثيرة على مختلف الاصعدة، خاصة انجاز قانون الانتخاب والموازنة العامة، والدعم الدولي من خلال مؤتمرات روما وبروكسل وباريس". وحيا لحود رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

ثم تحدث الحريري فلفت الى تواصله الدائم مع لحود لمتابعة شؤون القطاع الزراعي، مشيرا إلى "الحاجة الملحة لدعم المزارع للبقاء في ارضه، من اجل الحماية من الهجرة الداخلية والخارجية وحماية الانتاج الوطني من المنافسة".
وقال: "إن زيارتي لهذا المنزل بالذات لا تدخل في الاطار السياسي ولا في الانتخابات، وهي غير معنية بالتحالفات، لأن التحالفات مرتبطة بالرئيس سعد الحريري"، موجها التحية إلى "اهالي زحلة وصمودهم وتراثهم وعاداتهم وتقاليدهم".

أما رئيس بلدية زحلة اسعد زغيب فأشار إلى ان المدير العام للزراعة "يشكل قيمة مضافة الى زحلة ويخدم اهلها على كل الصعد وحيث تقتضي الحاجة".

ثم انتقل الحريري ولحود والوفد المرافق إلى كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة، وكان في استقبالهم رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، والنواب: شانت جنجنيان، طوني ابو خاطر وعاصم عراجي، المرشحون: سليم عون، نزار دلول، ميشال سكاف، اسعد نكد، جورج بوشكيان، وممثلو الاحزاب، وحشد من الفاعليات.

وتحدث درويش قائلا: "سيدة النجاة ترحب معكم أيها الأصدقاء، بالشيخ أحمد الحريري الأمين العام لتيار المستقبل، ونشكره على زيارته ونودعه تحياتنا القلبية لرئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري. كما نحيي من سيدة النجاة: فخامة الرئيس ميشال عون ودولة الرئيس نبيه بري. نحن كمواطنين نثمن تعاونهم معا ومع دولة الرئيس الحريري، ونحن على قناعة بأن وحدتهم تنعكس إيجابا على العيش المشترك وعلى تقدم البلد ونموه وتطوره".

وختم بالقول: "نتوجه إلى كل المرشحين، ورغم أننا على مسافة واحدة من الجميع، لكننا ننحاز معكم فقط للوطن ولمن يعمل من أجل الوطن ومن أجل وحدته، وللذين يزرعون الوفاق في هذه المدينة. لهؤلاء نتمنى النجاح ونضع كل امكاناتنا في المطرانية للعمل معهم.المدينة تنتظركم وورشة كبيرة من المشاريع تنتظركم".

من جهته، رحب لحود، باسم المجلس الأعلى لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك، بالحريري "في زحلة عاصمة الكثلكة في الشرق"، مشيرا إلى أن "هذه الدار الأسقفية لعبت دورا كبيرا في تاريخ مدينة زحلة عبر الأساقفة المتعاقبين، وكانت مطرانية سيدة النجاة دائما حريصة على العيش المشترك وحل كل الأمور الوطنية، الزحلية والبقاعية واللبنانية".

أضاف: "كما تعتبر بكركي مرجعية للطائفة المارونية هكذا سيدة النجاة في زحلة تعتبر مرجعية لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك".

وختم: "زحلة مؤمنة برئاسة الجمهورية وبالجيش اللبناني وبالكنيسة، والرئيس الحريري حريص على الجيش وقد ترجم حرصه في مؤتمر روما هذا الاسبوع".

أما الحريري فرد قائلا: "أشكر سيادة المطران درويش، مطران العيش المشترك، مطران المبادرات التوفيقية والتوحيدية، المطران الذي يعيش تفاصيل رعيته ويحرص عليها ويتابعها. سيادة المطران درويش نحن نعتز بصداقتك ونفتخر بالعلاقة القائمة بيننا وشكرا على استقبالك".

أضاف: "أنا لست هنا لأتحدث بالسياسة، لأن الصورة في زحلة لم تكتمل بعد، والرئيس الحريري يعمل بكل جد ويدرس أين يمكن أن نكون لنحافظ على هوية زحلة وهوية البقاع الأوسط، ومن ثم أين تكون مصلحتنا. هذا ميزان من ذهب، لأن زحلة من ذهب. وميزان من ذهب لأن زحلة دائما هي معيار الانتخابات النيابية في كل لبنان، هكذا كانت عام 2009 وهكذا ستكون في 2018. أقول هذا الكلام لأن هذه المدينة هي مدينة مقاومة، مدينة صامدة، مدينة تحدت كل أنواع الظلم وكل أنواع الحصار، وبقي رجالها واقفين، وبقيت نساؤها في المنازل تحمين الرجال والأطفال".

واستطرد: "هناك حراك جديد لدى الناس، علينا ان نكون على قدره ونفهمه ونستوعبه، علينا ان نخاطبه ونشاركه في الخطط وفي كل الإستراتيجيات، والا سيأتي التغيير من مكان ما بدون ان نشعر به. في البلد هناك أكثرية صامتة تئن، ولا تريد ان تسمع سياسة، تريد خدمات، تريد طرقات وكهرباء، خططا للزراعة، إزالة التلوث من الليطاني، هذه أولوياتها. على الحكومة المقبلة ان تتابع كل هذه الأمور، وهذه الحكومة ستتشكل تحت سقف التسوية، التي ارساها الرئيس سعد الحريري والرئيس ميشال عون، والتي ارست الاستقرار والهدوء في البلد، واعادت الأمل".

وختم بالقول: "نحن اتخذنا القرار، بأن استشهاد الرئيس رفيق الحريري كان فرصة نادرة اجتمع فيها الصليب والهلال، وممنوع ان يتفرقا مجددا، لأن الفرصة النادرة لا تتكرر والمواقف النادرة لا تتكرر، علينا ان نبني عليها ونمتنها أكثر، ان تصبح أسلوبا نتابع من خلاله الطريق الى الأمام".

ثم تابع أحمد الحريري جولته في زحلة، وزار راعي أبرشية زحلة المارونية المطران جوزف معوض في كسارة، الذي أكد "دعمه للحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري"، مشيدا "بما يقوم به "تيار المستقبل" لتعزيز العيش المشترك في البقاعين الأوسط والغربي"، متوقفا عند أزمة تلوث نهر الليطاني.

من جهته، وجه الحريري التحية إلى "البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ومجلس المطارنة الموارنة، الذين وقفوا معنا منذ لحظة استشهاد الرئيس رفيق الحريري، في معركة استعادة الحرية والسيادة والاستقلال"، متوقفا عند "العلاقة المميزة التي تجمع الحريري بالبطريركية المارونية".

ثم زار الحريري مطرانية السريان الارثوذكس حيث التقى المطران يوستينيوس بولس سفر، وتحدث عن "دور طائفة السريان الأرثوذكس ورجالاتها".