لاشك أن الهم الحكومي في هذه الفترة، محصورًا بالتحضير لمؤتمر «سيدر» في باريس، ورغم إشاعة أجواء وردية مسبقة لهذا المؤتمر، إلا أن المراجع السياسية حذرت من عدم الرهان على إيجابيات قد لا تحصل، خصوصًا أنّ سقف التوقعات لدى بعض المسؤولين اللبنانيين مرتفع جدًا.
وفي هذا السياق، قال مرجع سياسي نقلاً عن صحيفة "الجمهورية": "إنعقاد المؤتمر إشارة طيبة، ولا نستطيع أن نَستبق النتائج، ونقول أنه سيقدّم العلاج اللازم والسحري للأزمة التي يعانيها لبنان، لذلك يجب الّا نكبّر الرهان من الآن حتى لا تكبر خيبة الأمل فيما لم نَصل إلى تحقيق ما نريد من هذا المؤتمر، علمًا أنّ بعض المسؤولين الدوليين المعنيين به، ومن بينهم فرنسيون، لم يعكسوا ما نتوخّاه من ايجابيات، أو حتى مسكّنات ايجابية للوضع الاقتصادي اللبناني، بل ألمحوا إلى سلبيات، وربطوا ما يمكن أن يتقرّر في المؤتمر من دعم للبنان بإصلاحات، في الموازنة، وهو ما ليس موجودًا في الموازنة التي سيقرّها مجلس النواب قبل انعقاد المؤتمر".
وفيما يخص مؤتمر روما، قال المرجع المذكور: "نحاول أن ننظر بإيجابية إلى نتائج هذا المؤتمر وعطاءاته للمؤسسات اللبنانية العسكرية والأمنية، لكن ما جعلنا حذرين هو إعادة إثارة موضوع الاستراتيجية الدفاعية في هذا الوقت بالذات، مع علم المجتمع الدولي كله أنها مادة خلافية بين اللبنانيين، بين طرف يربط الاستراتيجية بسلاح حزب الله وضرورة نَزعه، وبين طرف يرى أنّ تحديد هذه الاستراتيجية على قاعدة أنّ سلاح الحزب هو العنصر الأساس في الدفاع عن لبنان في مواجهة اسرائيل. علماً أنّ لبنان سبق له أن أكد في الجولات الحوارية السابقة، التي حصلت في مجلس النواب وفي القصر الجمهوري، أنّ هذه الاستراتيجية عنوان حسّاس يحلّ بالحوار بين اللبنانيين، وهو ما لا يمانع أحد من عقده في اي وقت بعد الانتخابات النيابية".