من عالم الألعاب الإلكترونية التي يحبّ الى عالم العنف والجنس الذي لم يخض تجاربه بعد طفل الرابعة عشرة. اقتيد "سمير" عنوة بعد اختطافه الى منطقة حرجية، حيث رُبط على شجرة زيتون بهدف الاعتداء عليه.

فصول تلك القضية كشفتها وقائع القرار الظني الذي أصدرته قاضي التحقيق الأول في الشمال سمرندا نصّار وفيه:

بتاريخ الثامن من ايلول الماضي، كان القاصر "سمير .ر"(مواليد العام 2004) في محلّ مخصّص للألعاب الإلكترونيّة، حين حضر اليه "عبدالله.م" (مواليد 1995) وقال له "كمشتك" وأخذه الى محل صديقه الآخر "علاء.هـ" (مواليد 1992) وذلك على خلفية اتّهامه بسرقة محفظة وهواتف خلوية ودرّاجة نارية، وراحا يضربانه ثمّ أصعداه في السيّارة حيث جلس بقربه كلّ من "علاء" و"أسامة.هـ" (مواليد 1989) وراحا يصفعانه ويشبعانه لكماً ويقرصان رجليه بكمّاشة في وقتٍ كان "حسام.هـ" (مواليد 1989) يقود السيارة ويجلس "عبدالله.م" بقربه، وكانوا في كلّ مرّة يُحسّون أنّ الفتى سوف يُغمى عليه يعمدون الى اعطائه المياه ليشرب.

وصل الشبّان الى محلّة الجنان، فأنزلوا "سمير" من السيّارة وربطوه على شجرة زيتون لحوالي الساعتين بعد انزال سرواله وحاول "علاء" الاعتداء عليه، فيما كان الباقون يتفرّجون عليه دون ردعه، وراح المتحرش يهدّد القاصر بالإعتداء على شقيقه الأصغر لمجاراته في عمله اللا أخلاقي، وعندما رفض الفتى الرضوخ لطلبات المتحرش، عمد الأخير الى ضربه مجدّدا وقام بمساعدة رفاقه بوضعه في صندوق السيّارة وراحوا يتجوّلون به في منطقة القبّة الى أن تمكن من فتح الصندوق والهرب.

وقد اعترف "علاء" في التحقيقيات الأولية والإستنطاقية أنه أقدم على ضرب القاصر الا أنّه لم يعترف بمحاولة التحرش به، فيما أنكر باقي المدعى عليهم التهمة وأضافوا أنهم اصطحبوا القاصر من أجل أن يدلّهم على المحلات التي حاول بيع الهواتف الخلوية فيها وعلى المحفظة والدرّاحة.

أمّا "أسامة.خ" فأفاد أمام قاضي التحقيق الأول في الشمال سمرندا نصّار أنّه عندما حضر "علاء" مع القاصر "سمير" كانت علامات الضرب بادية عليه وأنّ شقيقه "حسام" كان يُحاول تهريبه من الباقين.

وقد بيّن تقرير الطبيب الشرعي أنّه يوجد آثار ضرب على الوجنة والرقبة والفخد الأيمن ولا يوجد اشارات لحصول اعتداء جنسي على القاصر.

هذا وقد ظهر "سمير" خلال برنامج "هوا الحرية" على محطة "الـ. بي. سي. آي" حيث نفى تعرّضه لأي اعتداء وتراجع عن أقواله. إلّا أنّه وبعد سماعه من قبل القاضي نصّار، أفاد أنّه وتحت تأثير الخوف من إيذائه وإيذاء عائلته ولخوفه من الإحراج الذي قد يشعر به، نفى في الحلقة التلفزيونيّة المذكورة ما تعرّض له. أما عمّة القاصر فأكدت صحّة ما حصل مع ابن شقيقها، فيما اتّخذت والدته "فاطمة.هـ" صفة الإدعاء الشخصي بالأصالة عن نفسها وبوصايتها عن ابنها في الشكوى الحاضرة.

واعتبرت القاضي سمرندا نصّار أنّ المدعى عليهم أقدموا على خطف القاصر وضربه، فيما أقدم "علاء.هـ" على محاولة التحرّش به على الوجه المبيّن في الوقائع أعلاه، وخلصت في قرارها الظنّي الى طلب عقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة لكلّ من "علاء" وأسامة" و"حسام" "عبدالله" (المادة 569 عقوبات: حرم الآخر حريته من خلال الخطف) والسجن لمدة 6 أشهر لكل منهم (جنحة المادة 554: الضرب والإيذاء) وظنّت بالمتهم "علاء" بجناية المادة 509\201 (محاولة ارتكاب أفعال منافية للحشمة مع قاصر) وطلبت محاكمتهم أمام محكمة الجنايات في لبنان الشمالي واسترداد مذكرة التوقيف الغيابية بحق "اسامة" ورد اخلاء سبيل "علاء.هـ" وتسطير مذكرة تحر لمعرفة هوية "دمار".