سجل لبنان والعالم أول انجاز طبي في معالجة سد 3 ثقوب في قلب طفل لم يتجاوز الـ 10 سنوات من دون الخضوع لجراحة او قلب مفتوح. انها المرة الاولى التي يشهد العالم على مثل هذه الجراحة لطفل صغير، وقد دفع هذا التشوه الخلقي بفريق عمل طبي متكامل في مستشفى الجامعة الأميركية على اجتياز امتحان صعب والنجاح به. فكيف جرت العملية وماذا يقول الأطباء عنها وعن هذا التحدي الكبير؟
يقول الأستاذ ورئيس مركز القلب في مستشىفى الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فادي بيطار: "هذه الجراحة الاولى التي تُجرى لطفل في لبنان والعالم وبهذه المعدات والأجهزة. وكان الطفل البالغ من العمر 10 سنوات يعاني من ثقوب خلقية لكننا لم نكن نعلم انه يعاني من 3 ثقوب، إذ كشفت الصورة وجود ثقبين في القلب. إجمالاً، نضطر اجراء حراحة قلب مفتوح لسد الثقوب الموجودة بين غرف القلب، لكن التحدي كان باللجوء الى تقنية حديثة دون جراحة لمعالجته".
انجاز طبي فريد من نوعه
برأي بيطار ان "التحدي كان كبيراً في ظل وضع شمسيتين لسد الثقبين او أكثر، لكن في حالة الطفل التي تعتبر نادرة استطعنا بفضل فريق طبي متكامل في وضع 3 شماسٍ من دون الاضطرار إلى جراحة أو حدوث توقف في القلب ودون أن تؤثر واحدة على عمل الآخرى. وقد استخدمنا في هذا الصدد كاميرا خاصة لمراقبة غرف القلب بتقنية رباعية البعد التي تساعدنا في رؤية الثقوب وكيفية وضع الشماسي بطريقة دقيقة وناجحة".
استغرقت الجراحة حوالى الساعة تقريباً بحضور فريق عمل ريادي من الاختصاصيين، إضافة الى جهوزية غرفة الجراحة كخطة طوارىء في حال اضطررنا الى إجراء قلب مفتوح. وينوّه بيطار على "أهمية لبنان في تحقيق الانجازات الطبية المهمة، وأثبت انه قادر على تقديم خدمات طبية على مستوى العالم. وهذا الانجاز اكبر دليل على تحقيقه للمرة الاولى في لبنان والعالم".
إمكان جراحة قلب مفتوح
من جهته، شاركنا الاختصاصي في جراحة القلب عند الأطفال البروفسور عصام الراسي رأيه حول هذا العمل الطبي المهم قائلاً "كنتُ على اطلاع بوجود مريض يعاني من ثقبين في القلب لكن عند التدخل الطبي تبين وجود 3 ثقوب. فبعدما قام الأطباء في سد الثقب الاول ظهر الثقب الثاني ليُفاجأ الفريق الطبي بوجود ثقب ثالث، وكان التحدي في وضع هذه القطعة الحديد والنجاح دون جراحة او الحاجة الى قلب مفتوح".
ويضيف الراسي "لقد طلبوا مني ان اكون على جهوزية تامة، لأننا قد نضطر الى اجراء جراحة قلب مفتوح، لكن نجح الأطباء في سد الثقوب الثلاثة لطفل من دون جراحة أو توقف القلب وتحقيق انجاز طبي في لبنان والعالم".