نشرت وكالة بلومبيرغ الأميركية للأنباء تقريراً تناولت فيه زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المرتقبة إلى الولايات المتحدة الأميركية، مشيرةً إلى أنّها تأتي في ظل تأخّر خططه الاقتصادية الإصلاحية واشتداد وتيرة الحرب الدائرة في اليمن
 

ولفتت الوكالة إلى أنّ بن سلمان سيلتقي بالرئيس الأميركي دونالد ترامب في 20 الشهر الجاري (غداً)، وذلك للمرة الأولى منذ سيطرته على مقاليد الحكم في السعودية، أكبر مصدّر نفط في العالم، "بحكم الأمر الواقع".

وكشفت الوكالة أنّ بن سلمان يهدف عبر هذه الزيارة إلى تعزيز الأواصر بينه وبين ترامب، الذي "فرش له السجاد الأحمر في أيار الفائت في الرياض"، مذكرةً بأنّهما أعربا آنذاك عن مصالحهما المشتركة في احتواء إيران ومعالجة "التشدد الإسلامي" وتعزيز العلاقات التجارية.

في المقابل، بيّنت الوكالة أنّ الأمور تغيّرت منذاك، متحدّثةً عن حملة مكافحة الفساد التي قادها بن سلمان في تشرين الثاني الفائت واحتمال تأجيل السعودية طرح أسهم شركة "أرامكو" للاكتتاب العام للعام المقبل.

من جهته، علّق هاني صبرا، مؤسس شركة "أليف الاستشارية" على زيارة بن سلمان مؤكداً أنّ الأمير سيحاول إقناع رجال الأعمال الأميركيين أنّ حملة مكافحة الفساد لا تشكّل تهديداً للعمليات التجارية في السعودية.

في هذا السياق، نقلت الوكالة عن البيت الأبيض قوله إنّ الزيارة ستعزز العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية، حيث سيتناول بن سلمان العشاء مع مستشار الأمن القومي، هربرت ريموند ماكماستر لمناقشة صفقات تجارية بقيمة 35 مليار دولار، وتهديد إيران لمصالح البلدين والأزمة الإنسانية في اليمن.

كما نقلت الوكالة عن مصدر مطلع كشفه أنّه تم التخطيط للقاءات بين بن سلمان ومديريْ شركتيْ "آبل" و"غوغل" ورجال أعمال كبار في مجال صناعة الأفلام.

وفيما ذكّرت الوكالة بأنّ زيارة بن سلمان إلى البيت الأبيض تأتي في إطار جولة شملت القاهرة ولندن، تناولت السياسة السعودية الخارجية، تطرّقت إلى مشاركة الرياض في الحرب في اليمن وإلى الأزمة القطرية.

في هذا الصدد، نقلت الوكالة عن جيمس دورسي الخبير في شؤون الشرق الأوسط قوله: "ستطرح سياسته الخارجية تساؤلات بين مسؤولين كبار في إدارة ترامب وحكومات أخرى بشأن قدرته على تحقيق أهدافه".

من ناحيته، رأى بول بيلار، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية "CIA" أنّ المفتاح الأساسي لبن سلمان يتمثّل بتعزيز علاقته بإدارة ترامب ونقل هذه الرسالة إلى دياره، قائلاً: "يدرك أغلبية السعوديين أنّ الدعم المتواصل من الولايات المتحدة الأميركية والعلاقات الوطيدة معها تصب في مصلحة السعودية".