صادمة كانت تصريحات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الأخيرة عن إنتخابات بعلبك الهرمل المقرر عقدها ضمن الإنتخابات النيابية في ٦ أيار ٢٠١٨.
فالتصريحات القاسية والكلمات الصادمة التي إستخدمها نصر الله أكدت على أن الرجل وحزبه يخشون من التغيير القادم وأن القانون النسبي الذي لطالما تفاخر نصر الله بأنه من إنجازاته بات يشكل عبئا عليه بعدما تبين أن هناك تهديد حقيقي لنصف مرشحي لائحته.
وما يريده أهالي بعلبك الهرمل اليوم هو الدواء والمياه والكهرباء والبنى التحتية والتوظيف والخدمات الحقيقية أسوة بمناطق لبنانية أخرى ، إلا أن نصر الله وبدل أن يكون حكما ومرجعا تعود إليه الناس قرر أن يكون خصما ويبرر أخطاء نوابه ووزرائه ويدافع عن تقصيرهم .
ولن تجد في كلام نصر الله أي حجة قدمها ، فهو يرد على مطالب البعلبكيين بالتخوين والعمالة والإتهام بأنهم حلفاء داعش والنصرة ، وذنبهم الوحيد أنهم يطالبون بلقمة العيش والكرامة الحقيقية بعد أن قدموا أولادهم أضاحي على مذبح الوطن للدفاع عنه ضد الإرهاب وإسرائيل.
بل إن نصر الله هدد بالنزول إلى شوارع وأزقة بعلبك الهرمل لإقناع الناس بالتصويت لمرشحين من طراز جميل السيد وحسين الحاج الحسن متناسيا التهديد الأمني ، وسبحان الله لم يتناس هذا التهديد ولم يتذكر أهالي وشوارع بعلبك الهرمل إلا عندما شعر أن البعلبكيين باتوا يرفضون نوابه.
إقرأ أيضا : لماذا يخاف نصر الله من مواجهة البقاعيين في الإنتخابات النيابية؟
وهو تحدث أيضا عن إنجازات حصلت ودعا إلى مقارنة الوضع الحالي بالوضع في الثمانينات والتسعينات ، وكأن الناس غبية لا تملك بصرا لترى بأم العين واقع الحرمان وتردي الخدمات في المنطقة .
أضف أن الإحصاءات بأكملها تشير إلى أن بعلبك الهرمل هي المنطقة الأكثر حرمانا والأكبر نسبة لناحية البطالة ، ومع هذا يصر نصر الله على الدفاع عن أخطاء نوابه.
وذكّر نصر الله بحرب تموز وكيف أن الحكومة اللبنانية أصرت على نزع سلاح حزب الله وإستشهد بمواقف الرئيسين إميل لحود ونبيه بري ، متناسيا أن الرئيس بري نفسه هو من سمى حكومة الرئيس فؤاد السنيورة حينها بأنها حكومة المقاومة السياسية.
ورغم أن الحقائق واضحة للجميع ، يصر نصر الله على إستغباء الناس ففشل ، لذلك عمد إلى ترهيبهم عبر تخوينهم ووصفهم بأنهم حلفاء داعش.
لا يدرك نصر الله ربما أن بكلامه هذا يُنزل نفسه إلى مستويات لا تليق به ، وأن هذا الكلام يعبر عن حالة الإحراج والخوف التي يعيشها ، وهي تدل أيضا على أن التغيير شيء لا يريده نصر الله وهو يخشى من أهالي بعلبك الهرمل.
الموعد في ٦ أيار ، وليتجرأ حزب الله على خوض هذه الإنتخابات من دون تخوين إذا كان مقتنعا بأن الشعب معه.