بعد اعلان "تيار المستقبل" لوائحه النهائية في اللقاء الكبير الذي جرى في البيال في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط، حيث اعلن الرئيس سعد الحريري اكتمال صورة لوائح "المستقبل"، أعلن الرئيس نجيب ميقاتي اليوم تشكيلته تحت عنوان "لائحة العزم" عن دائرة الشمال الثانية، في احتفال جرى في فندق "كواليتي إن"، استهل بالنشيد الوطني وبكلمة تعريف للسيدة نيفين قاسم جابر، وحضره رئيس اتحاد بلديات الفيحاء احمد قمر الدين، راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة، متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران افرام كرياكوس ورؤساء بلديات ومخاتير.
وأكد ميقاتي في كلمته أن "إرادتكم وارادتنا على الدوام كانت تشكيل كتلة نيابية طرابلسية المنشأ شمالية الهوى، ومن محاسن الصدف، أن قانون الانتخاب الجديد، رغم شوائبه الكثيرة، جمع مدينتنا مع إمتدادها الاستراتيجي والاجتماعي، عنيت به المنية والضنية، فتحقق الحلم بولادة "لائحة العزم" التي ستعزز حضور هذه المنطقة التي ما تعوّدنا الا ان تكون الابرز في المعادلة اللبنانية. وبعدما عانينا لسنوات وضع القرار الطرابلسي تحت وصاية المركزية السياسية التي لم تكن طرابلس والمنية والضنية في سلم اولوياتها، قررنا هذه المرة ان نقلب المعادلة وان نصل باذن الله الى كتلة نيابية صوتها صوتكم وقرارها قراركم وتطلعاتها لخدمتكم وتحقيق آمالكم".
ودعا ميقاتي إلى أن "يكون يوم الاقتراع هو المحطة الأساسية التي ننطلق منها جميعا لتكوين قوة فاعلة، متجانسة، قوة تغييرية في سبيل رفع شأن طرابلس والمنية والضنية، ولنمد يدنا الى كل من يشبهنا في كل لبنان من أجل التعاون لاستنهاضه من أزماته وللسير به إلى بر الامان".
وأضاف: "رؤيتنا هي العمل على تبديل الواقع لاعادة طرابلس عاصمة الوطن الثانية قولا وفعلا، بعدما تعرضت لتهميش ممنهج وتعطيل مقصود واستعمال في بازارات سياسية محلية وساحات غضب مشؤومة بوجه فتنوي تحريضي لعب على إثارة الغرائز مما تسبب بادخال الكثيرين من ابنائنا الى السجون، ومطلبنا كان وسيبقى احقاق الحق والعدالة باسرع وقت والافراج عن البريء والمظلوم".
وتحدث ميقاتي مطولا عن وضع طرابلس، وشن هجوما على "السلطات المتعاقبة لتهميشها المتعمد"، واعدا بالسعي لرفع الغبن عنها.
ثم أعلن تشكيلته التي ضمت، بالإضافة إليه، كلا من: ميرفت الهوز، ومحمد الجسر، وتوفيق سلطان، ورشيد المقدم عن المقاعد السنية، جان عبيد عن المقعد الماروني، والوزير الأسبق نقولا نحاس عن المقعد الارثوذكسي، وعلي درويش عن المقعد العلوي في طرابلس، وفي الضنية، ضمت اللائحة محمد الفاضل ورشيد اليوسف، وفي المنية كاظم الخير الخارج من خيار "المستقبل"، والذي يبدو ان خيار آل الخير في المنية اجمع عليه، مما ادى الى انسحاب مرشح آخر هو خالد الخير، بينما لا يزال موقف كمال الخير غير معلن.
من جهة ثانية، وعلى صعيد بقية القوى، فقد كان مفاجئا تأكيد الوزير محمد كبارة ترشيح نجله كريم، معبرا بذلك عن امتعاض ما من تحالفه في لائحة "المستقبل"، مع العلم أن لائحة "المستقبل" في طرابلس تضم كبارة كواحد من أركانها.
كرامي
ويرتقب أن يعلن الوزير فيصل كرامي الذي عاد من سفره، لائحته يوم الجمعة المقبل، وهي تحتاج الى بلورة، لكن الثابت فيها، كما تجمع المعطيات، هم: طه ناجي عن "جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية" (الأحباش)، ورفلي دياب الأرثوذكسي المرشح في طرابلس ممثلا لـ"تيار المردة"، وجهاد الصمد في الضنية، مع إمكان انضمام الدكتور صفوح يكن، ورئيس مجلس أمناء جامعة الجنان سالم فتحي يكن، إضافة الى السيدة ناريمان الجمل. ويفترض بكرامي حسم خياراته في الأيام المقبلة حيث ينتهي موعد الانسحابات، ويفتح الباب أمام إعلان اللوائح قبل السابع والعشرين من الجاري.
ريفي
وتشير المتابعات الى ان الوزير السابق اشرف ريفي يضع اللمسات الاخيرة على لائحته التي يفترض اعلانها الاربعاء المقبل. الا ان عثرة وقفت بوجه اكتمال اللائحة هي انسحاب عبد المنعم علم الدين شقيق رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين المقرب من ميقاتي، مما أدى بالدكتور خالد تدمري إلى العودة للتقرب من ريفي، فتدمري حصل على الرقم الأول في الانتخابات البلدية في طرابلس، وكان مرشحا على لائحة ريفي.
بمغادرة تدمري تحالفه مع أحد أطراف التجمع المدني "حزب سبعة"، تستقر صورة لائحة ريفي التي ستحمل عنوان "سيادة لبنان" على وليد قمر الدين، شقيق رئيس بلدية طرابلس، ونظام مغيط، ومحمد سلهب، وخالد تدمري، وعن المقعد الأرثوذكسي جورج جلاد، ويعتقد أن لائحة ريفي ستضم العلوي بدر عيد، في طرابلس، وحليم زعني عن المقعد الماروني، وفي الضنية راغب رعد، ونزيه سعادة، وفي المنية توفيق زريقة.
من العثرات التي تواجه ريفي حتى اللحظة، صورة خياراته في الضنية والمنية، وهي خيارات إلزامية، بمقعد واحد من كل منهما على الأقل، بينما يصر ريفي على أن تكون لائحته مكتملة ب ١١ مرشحا.
المجتمع المدني
لتجمعات المجتمع المدني خياران على الأقل، لم تتضح صورتهما بعد، ويزمع أحد ناشطيه جمال البدوي إعلان نواة لائحة دون تحديد موعد.
وتشهد ساحة المجتمع المدني اتصالات يشارك فيها "حزب سبعة" وتيار "قاوم" و"مواطنون ومواطنات". ولم تتوصل إلى صيغة محددة بعد.لكن لائحة المجتمع المدني الثانية تضم مرشح حزب سبعة مالك مولوي وعدداً من المستقلين، صورتها لا تزال ضبابية. وثمة طرح من بعض المرشحين لتشكيل لائحة شبابية، تضم في عدادها: يحيى مولود، مالك مولوي، منذر معاليقي، ديالا شحادة عن المقاعد السنية، وفرح عيسى عن المقعد الأرثوذكسي، وزين وهيب ديب عن المقعد العلوي، وكارلوس نفاع عن المقعد الماروني، في طرابلس، وداني عثمان في الضنية، و أحمد الدهيبي في المنية.
وأعلنت حركة "مواطنون ومواطنات في دولة" التي يراسها الوزير السابق شربل نحاس مرشحيها، ومنهم ثلاثة في طرابلس هم: ناريمان الشمعة، ومنير دوماني، وموسى خوري.
وهناك مرشحون آخرون ممن طرحت أسماؤهم جديا، مثل ممثلي "الجماعة الإسلامية"، وأنطوان حبيب المستقل، وطوني موراني عن "التيار الوطني الحر"، والنائب السابق مصباح الأحدب، وتجري مشاورات بين هؤلاء في محاولة لتشكيل لائحة.
مرشحو "تيار المستقبل"، الذي باتت لوائحه مكتملة، يواصلون جولاتهم الانتخابية في المناطق المختلفة، ويعقدون لقاءات مع أبناء الأحياء الشعبية، وأبرز المرشحين الوزير السابق سمير الجسر، والوزير محمد كبارة، ويحثون في جولاتهم، ولقاءاتهم على المشاركة الكثيفة التي يعتبرونها ضمانة لتيارهم.