أثار خبر تلوث عبوات المياه لعدد من كبرى العلامات التجارية في العالم بجزيئات من البلاستيك هلعاً وقلقاً لدى شريحة كبيرة من الناس. ليس سهلاً ان تعرف انه حتى المياه من الماركات العالمية تحتوي على جزيئات من البلاستيك. هذه الدراسة التي أعدّتها منظمة "أو آر بي ميديا" بالتعاون مع جامعة نيويورك الحكومية نشرتها وكالة "فرانس برس"، لم تُثر خوف وزارة الصحة التي اعتبرتها وفق رئيسة مصلحة الهندسة الصحية في وزارة الصحة داليا منصور انها "دراسة غير علمية ولم تتبناها منظمة الصحة العالمية".
للوقوف أكثر على تفاصيل هذه الدراسة وبحثها مع المعنيين، تبين ان هذه الشركات غير مطلعة على الدراسة ولا تعرف شيئاً عنها. وبعد التشاور للوقوف على نتائج الدراسة، لم يُعاود المعنيون في الشركات الاتصال بنا. في حين طلبت شركة "نستله" بعض الوقت للعودة الى الاختصاصيين في الخارج قبل الإجابة على اي سؤال.
دارسة غير علمية...لا للتعميم
في موازاة ذلك، أكدت منصور في اتصال مع "النهار" أن هذه الدراسة لا تُلخص واقع المياه في لبنان وإنما دراسة أجريت على عبوات مياه لماركات عالمية بطريقة غير علمية. لسنا متأكدين من مدى علمية الجهة، والأهم لم تعلق منظمة الصحة العالمية عليها ولم تتبنّاها. وإزاء هذا الواقع، لا تتخذ وزارة الصحة اي قرار طالما لم يصدر اي قرار رسمي من الجهات الرسمية المخولة بالقطاع الصحي".
وأردفت قائلة "إذا أردنا قراءة الدراسة وكيفية اجرائها، يتضح لنا انها اخذت 250 عبوة لـ6 ماركات عالمية من 9 دول، مما يعني اخذ عبوتين من كل ماركة وتعميم النتائج عليها. علماً انه لم تذكر تفاصيل اجراء هذه الدراسة ومن اين أخذت العينات وظروف تخزينها، فإذا كانت العبوة معرضة للشمس لأسابيع فهي حكماً ستحتوي على جزيئات البلاستيك".
وتشير منصور الى ان "حتى اضرار هذه الجزيئات غير معروفة بعد على الصحة. مما يعني ان هذه الدراسة طرحت فرضيات من دون التدقيق. وتجدر الإشارة الى اننا في الوزارة نجري فحصاً شهرياً لشركات المياه المرخصة في لبنان للتأكد من صحتها وتطابقها، وفي حال تمّ تسجيل اي خلل نقوم بإجراء تصحيحي والمتابعة للتأكد من تصحيح هذا الخلل".