أن يُعلن فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون قبل انعقاد مؤتمر روما ٢ لدعم القوى الأمنية والعسكرية اللبنانية، ضرورة التمهيد لإدارة حوار وطني جاد حول بلورة استراتيجية وطنية دفاعية تُعيد الثقة بمؤسسات الدولة العسكرية والأمنية، وتعيد قرار السلم والحرب للحكومة الشرعية، فهذا مؤشّر إيجابي وهام يصدر عن الرئيس المؤتمن على الدستور والسيادة والاستقلال، ووقف قضم هيكلية الدولة لصالح بعض المجموعات الحزبية التي لا تنوي ولا تتردّد في بناء مؤسسات "دولتية" موازية ومسلّحة.
إقرأ أيضًا: قائد القوات اللبنانية... خطاب وطني جامع بانتظار قيام الدولة
أمّا وقد عُقد مؤتمر روما ولاقى بعض النجاح في دعم الأجهزة الأمنية، وما رافقها من دعواتٍ صريحة للشروع في إنجاز الخطة الدفاعية الاستراتيجية الموعودة، فهذا قد يُلقي على عاتق رئيسي الجمهورية والحكومة واجبات سريعة، بعد الانتخابات النيابية في الشروع لعقد طاولة حوار على رأس اهتماماتها إنجاز هذه الخطة،حتى لو ادّى ذلك إلى بداية اشتباك سياسي (لا يمكن التّنبؤ بمساره ومخاطره) مع حزب الله الذي يمتلك قدرات عسكرية وأسلحة صاروخية، والتي يمكن لها أن تُشكّل قوة إضافية لا يُستهان بها لو وُضعت في خدمة استراتيجية دفاعية مُوحّدة في وجه الأطماع الصهيونية القديمة منها والمستجدّة، وما قد يُوفّر مستقبلاً على لبنان الأكلاف الباهظة الناتجة عن تدخل الحزب في الصراعات الإقليمية المحتدمة منذ سنين ولا أمل بوضع حدٍّ نهائي لها في المستقبل القريب.