دخل الحزب الشيوعي بأزمة حزبية جديدة قسمت ما تبقى للحزب من ظهر نتيجة توقف رفاق في قيادته عند قيادة الأمين خالد حدادة و رفضوا عملياً التعاطي مع الأمين حنّا غريب وهذا ما كشفت عنه مجرى التحضيرات للإنتخابات النيابية في الجنوب، حيث تفيد مصادر متعددة منها من لها صلة مباشرة بالحزب ومنها من لها لقاءات مباشرة مع الحزب في الشأن الانتخابي، كانت قد سعت للمّ أسماء المرشحين بلائحة واحدة بدلاً من تشتت الخيارات وضياع القوّة بوجه أعداء الجميع، ولكنها فشلت في مدينة النبطية وتمكنت من ذلك في منطقة الزهراني.
في النبطية ترتبط القيادة الشيوعية بالأمين العام السابق خالد حدادة، وهي رفضت أي علاقة مع أي شخص أو طرف معترض على سياسة حزب الله، ورفضت أي اتصال مع يساري مرشح خاصة ممن شغلوا مناصب في قيادة منظمة الحزب، وأصبحوا من ملّة اليسار الديمقراطي، أو مع أي رفيق شيوعي سابق خرج من الحزب اعتراضاً على سياساته الداخلية والخارجية، أي أنّ الحزب الشيوعي في مدينة النبطية مازال وفيّاً لإلتزاماته مع حزب الله ومع السياسة المنتهجة منذ وصول حدادة لرئاسة المنظمة، ولم يتقيّد بسياسة الأمين العام حنّا غريب المعارضة لكل الطبقة السياسية بمن فيهم حزب الله والتي تقوم على التعاون المباشر مع كل مكونات المعارضة السياسية بغض النظر عن رؤية كل جهة طالما أن المشترك هو مواجهة حيتان السلطة.
إقرأ أيضًا: تيريزا ماي تصفع قفا بوتين وتعلم العرب درسًا في السياسة
وتضيف هذه المصادر بأن قيادة الشيوعي بالنبطية والتي تعمل تحت إمرة حدادة لم تتجاوب ولم تتعامل مع المرشحين المعارضين وتعاونت مع معترضين على عدم أخذهم مع لائحة السلطة أي أن الحزب شكل لائحة رديفة للائحة أمل وحزب الله وهذا طعن بالمعارضة لأن اللائحة الرديفة من شأنها أن تشتت أصوات المعارضة كما تقول مصادر مطلعة في مدينة النبطية والتي اعتبرت أن أصحاب اللائحة الرديفة قد فعلوا نفس الفعلة في الإنتخابات البلدية للتأثير فقط على الأصوات المعترضة وتوهينها ومنح لائحة السلطة قوة إضافية.
في منطقة الزهراني إنقسم شيوعيو الحزب ما بين القيادتين فرفاق حدادة حاولوا التعامل مع منطقة الزهراني كما فعل رفاقهم في مدينة النبطية برفض التعاون مع أي مرشح معارض للثنائي الشيعي، ونتيجة لجهود مكثفة ولسيطرة الرفاق المنضوين تحت راية حنّا غريب تمّ إسقاط ما خطط له التابعون لسياسات حدادة فتم التوافق بين قوى معارضة على لائحة مقابلة للائحة الثنائي الشيعي كما تفيد مصادر مساهمة في دفع التفاهمات السياسية الى إنجاز خطوة التعاون الانتخابي رغم المقاومة العنيفة من قبل تيّار حدادة.
إقرأ أيضًا: السعودية وتحالف الحريري - جنبلاط - جعجع
هذا التباين بين الشيوعيين عكس بشكل واضح أزمّة منظمة الحزب الجديدة وأكّدت استلاب بعض القيادات النافذة والفاعلة لصالح الاستثمار السياسي الذي يربط الحزب بحزب آخر نقيض له تماماً في الشكل والمضمون ولن تغطي ورقة توت المقاومة عورات السياسة التي باتت مكشوفة ولم تعد تغري أحداً كما قالت مصادر على علاقة بمنظمة الحزب والتي اعتبرت أن الحزب ومن تبقى فيه رهن سياسة غير شيوعية ولم تفلح حتى الآن كل المحاولات اليائسة لعودة الحزب الى شيوعيته رغم ما تتيح له الظروف الاقتصادية والاجتماعية من دور طليعي يعيد له مجد الشيوعيين الضائع على أبواب هزائم داخلية متعددة.
تُجمع هذه المصادرة المتعددة على هشاشة سياسة منظمة الحزب في الانتخابات النيابية وخاصة في الجنوب لركونها الضمني والطوعي لصالح الثنائي الشيعي وكأن هذه السياسة الشيوعية تابعة للسياسة الشيعية ودون مراجعة أو إعادة نظر في محتواها الداخلي كونها ترتبط بتمثيل المنطقة في السلطة التشريعية وهذا حق مكتسب لكل جنوبي ولا يمكن مصادرته تحت سيل من الاتهامات أو المبررات اللغوية التي يراد بها تعطيل الحياة السياسية لصالح وجهة نظر آحادية حاكمة ومتحكمة بالبلاد والعباد.