تكاد الاهتمامات بفرط التحالفات؟ والعجز عن تركيب اللوائح، وألعاب «القط والفأر»، بين المرشحين المتنافسين، سواء بين اللوائح المفترضة في داخلها أو خارجها، تطغى على مؤتمر روما لدعم القوى العسكرية والأمنية والذي جمع 41 دولة بحضور الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس ورئيس وزراء إيطاليا جنتيلوني، واعتبر الرئيس سعد الحريري ان الانعقاد يعبر عن «تمتع الحكومة اللبنانية بلحظة استثنائية من الإجماع والدعم الدوليين» معربا عن دعمه لاعلان الرئيس ميشال عون من «ان الاستراتيجية الدفاعية ستناقش بعد الانتخابات، لذا يتعين على المجتمع الدولي دعم «القوات المسلحة» لتمكينها من القيام بواجبها في الحفاظ على الأمن والاستقرار وفقا لهذه الاستراتيجية.
مؤتمر روما
وإذا كان معروفاً مسبقا، ان مؤتمر روما - 2 الذي انعقد أمس في العاصمة الإيطالية، سيخرج ببيان سياسي يُؤكّد تضامن المجتمع الدولي مع لبنان، شبيه بينانات مجموعة الدعم الدولية، ودعم مؤسساته الأمنية والعسكرية، فإن النتائج العملية جاءت دون التوقعات اللبنانية واقتصرت فقط على الاهتمام الفرنسي بدعم الجيش، والذي نوه به الرئيس سعد الحريري قبل عودته مساء أمس إلى بيروت، مقدرا المساهمة الفرنسية بحوالي 400 مليون يورو، في حين ان أي مساهمة مالية أخرى لم تعلن، وان كان الرئيس ا لحريري ألمح انها ستأتي بطريقة ثنائية خلال العام الجارية، وانها ستكون غير مشروطة في أي مرحلة من المراحل.
وكشفت مصادر الوفد اللبناني ان الدول الخمس الكبرى الداعمة للبنان أبدت استعدادا كبيرا للاستمرار في دعمها للجيش والقوى الأمنية، وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية من خلال مواصلة عمليات التدريب والتسليح، أو فرنسا والمانيا وإيطاليا التي تعهدت بتقديم الدعم لقوى الأمن الداخلي، فضلا عن الاستمرار في بناء القوة البحرية للجيش.
غير ان البيان الختامي للمؤتمر، رحب بما وصفه بالمساهمات الكبيرة التي قدمها شركاء لبنان في المؤتمر، بعدما ثمن هؤلاء، ومن دون تحديد أي أرقام، «الحاجة لتسريع مساعدتهم للجيش اللبناني وقواه الأمنية في الأعوام الخمسة المقبلة».
وعبر البيان الختامي للمؤتمر عن التزام الدول المشاركة عن التزامهم باستقرار لبنان وأمنه وسيادته، وعن دعمهم الجهود المستمرة من قبل السلطات اللبنانية للتحضير للانتخابات النيابية في السادس من أيّار المقبل، وأورد فقرة خاصة بالاستراتيجية الدفاعية، رحب فيها بالبيان الصادر عن رئيس الجمهورية في هذا الخصوص، مشيرا إلى الاحكام ذات الصلة من اتفاقية الطائف وقرارات مجلس الأمن 1559 و1680 و1701، بما في ذلك الاحكام التي تنص على عدم وجود أسلحة أو سلطة في لبنان بخلاف الدولة اللبنانية ولا قوات أجنبية دون موافقة حكومته، ولا بيع أو توريد لاسلحة ذات الصلة بالاسلحة إلى لبنان باستثناء ما تأذن به حكومته.
كما رحب المشاركون ببيان الرئيس الحريري الذي أكّد من خلاله التزام حكومته بسياسة النأي بالنفس كمسؤولية جماعية لكل الأحزاب لتحصين لبنان من الصراعات الإقليمية وابعاده عن أية تدخلات في شؤون الدول الأخرى، وأثنوا على النجاحات التي حققها القوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي والمؤسسات الأمنية الأخرى في الحفاظ على أمن واستقرار لبنان، ونوهوا بدورها في هزيمة «داعش» و«النصرة» وغيرها من التنظيمات الإرهابية، وفي بسط سلطتها على الحدود الشمالية والشرقية، وعلى جهودها لبناء قواها البحرية والجوية».
وبدا واضحاً، سواء من خلال أعمال المؤتمر أو من الكلمات التي ألقيت في الافتتاح، انه كانت هناك التزامات أعلنها الرئيس الحريري، في غير محطة من محطات المؤتمر، في مقابل الدعم السياسي الذي محضه المجتمع الدولي للمؤسسات الأمنية والعسكرية في لبنان.
ولعل في مقدمة الالتزامات اللبنانية، التشديد على أن المؤسسات الأمنية هي المدافعة الوحيدة عن السيادة اللبنانية، وانطلاقاً من هنا، أعلن الرئيس الحريري تبنيه لدعوة الرئيس عون إلى مناقشة الاستراتيجية الدفاعية في اعقاب الانتخابات النيابية، ودعوته للمجتمع الدولي دعم القوات المسلحة اللبنانية من أجل تمكينها من الاضطلاع بواجبها في الحفاظ على الأمن والاستقرار وفقاً للاستراتيجية الدفاعية، وبالتالي الالتزام بالاستثمار في الجيش والقوى الأمنية من ضمن الموازنة الجديدة.
وأكد الحريري أيضاً التزام حكومته بسياسة النأي بالنفس، معتبراً أن هذا الأمر يُشكّل اليوم مسؤولية جماعية وتتم مراقبته عن كثب من قبل جميع مؤسسات الدولة لضمان تنفيذه من أجل مصلحة لبنان الوطنية في الحفاظ على أفضل العلاقات مع الدول العربية والمجتمع الدولي بشكل عام، طالباً إعطاء لبنان الفرصة والوقت لإنجاز ذلك.
ومن ضمن الالتزامات أيضاً: ضمان استمرار عمل الجيش وقوى الأمن الداخلي معاً على المستوى الاستراتيجي والشروع في برنامج إصلاح رئيسي في قطاع الأمن، والالتزام بقراري مجلس الأمن 1701 و2272، واستعداد لبنان لإرسال المزيد من جنود الجيش اللبناني إلى الجنوب ونيته في نشر فوج نموذجي، كاشفاً عن العمل على إنشاء وحدة متخصصة بالأمن الإنساني باشراف رئاسة مجلس الوزراء، تركز على رفع الوعي الوطني حول مخاطر حيازة واستخدام الأسلحة النارية من قبل المدنيين، موضحاً انه كخطوة مستقبلية تخطط الحكومة لإنشاء لجنة وطنية للأسلحة النارية، لافتاً إلى أن هذه الخطوات تؤكد الالتزام على أكثر من صعيد في برنامج عمل الأمم المتحدة لمنع ومكافحة وإزالة الاتجار غير المشروع بالأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة في جميع جوانبه.
وفي المؤتمر الصحفي المشترك الذي اعقب الافتتاح والتقاط الصورة التذكارية مع رئيس الوزراء الإيطالي والأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس، لفت الحريري إلى أن لبنان يستمر في تقديم خدمة عامة عالمية نيابة عن المجتمع الدولي من خلال استضافة أولئك الذين هربوا من نظام الأسد، وانه أمّن لهم الدعم خلال السنوات الثماني الأخيرة، وقد أصبح مخيماً كبيراً للاجئين، مشيراً إلى اننا «كنا أول من طرد «داعش» خارج أراضيه، وقد تمكنا من القيام بذلك من خلال قدرات ضئيلة».
أما الرئيس الإيطالي، فرأى أن استقرار لبنان سيشهد إسهاماً كبيراً في هذا المؤتمر، مبدياً اعتقاده بأن مقاربة الرئيس الحريري والتي أكد فيها على سياسة النأي بالنفس مهمة لضمان استقرار لبنان وتشكل إسهاماً لبنانياً في استقرار المنطقة. والمعنى نفسه أكّد عليه غوتيرس عندما قال أن «هذه هي اللحظة التي يتعين فيها على الأسرة الدولية ان تعرب عن التزامها التام بوحدة واستقرار لبنان وسيادته ووحدة اراضيه»،  معتبراً أن لبنان هو إحدى الركائز القليلة للاستقرار والأمن في المنطقة، ومن الضروري جداً الحفاظ على هذا الواقع.
تسجيل اللوائح
إنتخابياً، وقبل 10 أيام على إنهاء مهلة تسجيل اللوائح المتنافسة في انتخابات أيّار 2018، احصي تسجيل 5 لوائح ثلاثة منها لـ«امل» وحزب الله في دائرتي الجنوب الثانية والثالثة والثالثة في بعلبك- الهرمل، فيما سجلت لائحة باسم القوات اللبنانية في دائرة زحلة، وخامسة باسم فؤاد مخزومي في بيروت الثانية.
ولا يشترط القانون عددا محددا للوائح شرط ان تستوفي الشروط المحددة في القانون والتي هي إضافة إلى المستندات المطلوبة.
وعلى اللائحة ان تتضمن اربعين في المئة كحد أدنى من عدد المقاعد في الدائرة الانتخابية بما لا يقل عن 3 مقاعد ومقعداً واحداً على الأقل من كل دائرة صغرى في الدوائر المؤلفة من أكثر من دائرة صغرى.
ويعقد نائب رئيس «التيار الوطني الحر» رومل صادر، مؤتمراً صحفياً في الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم للاعلان عن أسماء مرشحي التيار، في مختلف الدوائر الانتخابية، على أن يعلن رئيس التيار الوزير جبران باسيل اللوائح والبرنامج الانتخابي في 24 آذار الحالي، أي قبل يومين من اقفال الباب امام تسجيل اللوائح الانتخابية في وزارة الداخلية.
ويأتي هذا الإعلان للوطني الحر، بعد مرور 24 ساعة على إعلان مرشحي «القوات اللبنانية»، في ظل البلبلة التي تسود الاتصالات حول لائحة التيار في دائرة كسروان - جبيل، بعد إطلاق المرشح نعمة افرام ماكينته الانتخابية أمس، حيث ترددت معلومات ليلاً أن مفاوضات تجري بين «القوات» والمرشخ الآخر لأن يكون في لائحة العميد شامل روكز، النائب السابق منصور غانم البون لضمه إلى لائحة «القوات» والنائب السابق الدكتور فارس سعيد.
وعبّر الحزب التقدمي الاشتراكي، على لسان المرشح عن دائرة الشوف - عاليه، تيمور جنبلاط، عن التباعد بين الحزب والتيار الوطني الحر، عندما قال رداً على سؤال: انه سيختار بين اثنين: جبران باسيل وسليمان فرنجية، فإنه سيختار الثاني.
وكشف جنبلاط في أوّل إطلالة إعلامية له ضمن برنامج «كلام الناس» عبر شاشة l.b.c عن التحالف مع القوات اللبنانية والمستقبل في الشوف - عاليه ودعم المرشح أنور الخليل في حاصبيا، والتوافق مع «القوات» في بعبدا والتحالف مع «المستقبل» في بيروت.
وفي دائرة عكار(سبعة مقاعد)،اصبحت لائحة تحالف المردة- الحزب القومي- مخايل ضاهر- وجيه البعريني شبه مكتملة،وتضم حتى الان الى جانب ضاهر(المقعد الماروني) والبعريني، كلامن النائب السابق محمد يحيه(المقعدان السنيان): كريم الراسي عن المردة، واميل عبود مدعوما من الحزب القومي(مقعدا الارثوذوكس)، ومرشح عن المقعد العلوي هو حسن سلوم.وهناك نسبة كبيرة بأن ينضم اليها ممثل عن الجماعة الاسلامية هو محمد شديد.وبقي المقعد الارثوذوكسي الثاني شاغرا بانتظار التفاوض مع القوى الاخرى.
وعلمت «اللواء» انه جرت اتصالات بين اركان اللائحة والتيار الوطني الحر من اجل التحالف لكنها لم تصل الى نتيجة لأن التيار يطالب بمقعدين(ماروني وارثوذوكسي)لكن عرض عليه المقعد الارثوذوكسي فقط.لذلك يتجه التيار الى البحث عن تحالفات اخرى او تشكيل لائحة خاصة.
 بالمقابل،لا زالت لائحة «تيار المستقبل» تترك مقعد الارثوذوكس الثاني شاغرا ايضا،لكن ثمة احتمالات كثيرة بأن يتم تسمية شخصية له. وتضم اللائحة حسبما اعلن الرئيس الحريري المرشحين:طارق طلال المرعبي، محمد سليمان، وليد البعريني(عن السنة)، هادي حبيش(المقعدالماروني)، خضر حبيب(المقعدالعلوي)، وجان موسى(المقعد الارثوذوكسي).
وكان النائب خالد ضاهر يسعى لتشكيل لائحة بالتحالف مع الوزير السابق اشرف ريفي واخرين،لكن لم يتم التوصل الى اتفاق بل حصل خلاف بينهما على خلفية الموقف من الرئيس الحريري، روى وقائعه المكتب الاعلمي للضاهرت في بيان حمل ريفي مسؤولية المساهمة في إنجاح قوى 8 آذار على حساب اسقاط الضاهر والحريري في عكار.
وأكد المكتب الاعلامي للضاهر ان هناك شهوداً على ما حصل.
يذكر انه تم الاعلان في عكارعن تشكيل لائحة غير مكتملة اقتصرت عضويتها على النساء فقط، ضمّت ثلاث مرشحات عن السنة هن: رولا محمّد المراد، غولاي خالد الأسعد، وسعاد تحسين صلاح، وعن الموارنة ماري سالم الخوري، وعن أحد مقعدي الروم الارثوذوكس نضال كرم سكاف، وترك المقعد العلوي شاغراً.
وفي دائرة الشمال الثالثة(البترون- الكورة- زغرتا- بشري) رحجت المعلومات ان يتجه رئيس «حركة الاستقلال» ميشال معوض الى التحالف مع التيار الوطني الحر بعدما وصلت المفاوضات مع حزبي «الكتائب» و«القوات» وتيار «المردة» الى طريق مسدود.
دائرة بعبدا
وما زال حسم الموقف في دائرة بعبدا ينتظر التوافق النهائي بين «التيار الوطني الحر»والثنائي الشيعي ورئيس الحزب الديموقراطي الوزير طلال ارسلان على المقعد الدرزي،وذلك خلال لقاء مرتقب بين ارسلان ورئيس التيار الحر الوزيرجبران باسيل،فيما يتابع مرشح حزب الكتائب رمزي ابو خالد اتصالاته هو والمرشح الدكتور ايلي غاريوس مع كل الاطراف من اجل استكمال اللائحة،وتردد ان العميد المتقاعد خليل حلو قد يكون في عداد اللائحة،وقال ابوخالد ل «اللواء»: انه لا يريد استباق الامور والاعلان عن اسماء قبل انضاج الاتصالات التي تجري مع كل المستقلين من كل الطوائف.
أما في بيروت وبعد اكتمال لائحة «تيار المستقبل» في دائرة بيروت الثانية بشكل كامل، تتسارع وتيرة انهاء التحالفات وتشكيل اللوائح في الدائرة، بحيث تكاد تكتمل كل اللوائح تقريبا ليتم الاعلان عنها تباعا الاسبوع المقبل، وقد تعلن لوائح غير مكتملة برغم كثرة المرشحين في العاصمة التي تتمثل بستة مقاعد للسنة ومقعدين للشيعة ومقعد لكل من الارثوذوكس والدرزو والانجيليين. وقد اصبح حتى الان لدى اهالي العاصمة ست لوائح جدية، تتنافس على المقاعد.
 وعلمت «اللواء» ان لائحة ممثلي عائلات بيروت ستعلن الاسبوع المقبل، وهي تضم حتى الان: نائب الجماعة الاسلامية عماد الحوت، رئيس تحرير جريدة «اللواء» صلاح سلام، رئيس نادي الانصار السابق نبيل بدر، وريما اللبان (عن المقاعد السنية)، عن المقعد الدرزي الزميلة راغدة درغام، عن المقعد الانجيلي دلال رحباني، وعن المقعد الشيعي سلوى الامين. وستتواصل الاتصالات لاستكمال اللائحة خلال اربع وعشرين ساعة بمرشحين اثنين من السنة ومرشح ارثوذوكسي.
 كما علم ان لائحة رئيس «حزب الحوار الوطني» فؤاد مخزومي في بيروت (المسماة لبنان حرزان) اصبحت منجزة وستعلن رسميا الاثنين المقبل على ان يحدد مكان وساعة اعلانها لاحقا.
 بدوره، يستكمل الثنائي الشيعي اتصالاته لتشكيل اللائحة التي تضم حتى الان: عن السنة المرشحين عدنان طرابلسي (جمعية المشاريع) والدكتور محمد بعاصيري، ورئيس نادي النجمة السابق عمر غندور، وعن الشيعة النائب السابق امين شري (حزب الله)، ومحمد الخواجا (حركة امل)، ومرشح التيار الوطني الحر إدغار طرابلسي، بعد الاتفاق مع الحزب القومي على سحب مرشحه الانجيلي، وستعقد اللائحة اجتماعا اخيرا اليوم للاتفاق على تسمية المرشح عن المقعد الارثوذكسي، على ان يبقى المقعد الدرزي شاغرا لمرشح الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق فيصل الصايغ، بعد اتفاق بين الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط على ذلك، على ان يُعطي الحزب الاشتراكي اصواته في دائرة حاصبيا - مرجعيون للائحة «الثنائي الشيعي» وحلفائه والصوت التفضيلي لمرشح حركة «امل» النائب انور الخليل