اتخذت رئيسة وزراء بريطانيا مجموعة إجراءات دبلوماسية وسياسية بحق روسيا على خلفية تسميم الجاسوس الروسي السابق "سكريبال" ومن أهمها طرد دبلوماسيين روس وسط تنديد بريطانيا بحق روسيا المصرة على مافياوية الدولة والتي تتصرف كجهة إرهابية تقتل وتدمر وتسهم في توسيع رقاع الحروب لبيع أسلحتها المكدسة في مستودعات "الاتحاد السوفياتي" والتي لم تُستخدم زمن الحرب الباردة ووجد فيها بوتين فرص مناسبة لكسب الثروة التي يحتاجها لإطعام المافيا التي تتحكم بروسيا والتي تبقيه رئيساً الى الأبد في انتخابات محسومة سلفاً لصالح تُجّار الممنوعات.
تصرُف تيريزا ماي صفعة كبيرة على قفا روسيا التي لم تعُد تتقيّد بحدود ومصالح الدول وتتصرّف وكأنها دولة بحجم الاتحاد السوفياتي وتريد مشاركة الغرب في قيادة العالم وفرض نفوذها على قسم كبير من الدول وأخذ نصيبها من ثروات الشعوب نتيجة ما توفرّ للأنظمة من حماية كما هو الحال في سورية وكما اقترحت بإقامة حلف أمني لمنطقة الشرق الأوسط يشملها والصين وأميركا وأوروبا مقابل محاصصة ثروة المنطقة كما أن الموقف البريطاني من روسيا على خلفية تسميم العميل الروسي المزدوج أكدّ أن لا مجال للعب بأمن المملكة المتحدة ولا يمكن العبث به وأنه خط أحمر ويترتب على خرقه وتجاوزه ترتيبات قاسية مهما كانت قدرات العابثين بأمن البريطانيين وبالتالي لا يمكن تمرير ما تفعله روسيا من أعمال إرهابية دون الردّ عليها وباتخاذ خطوات مشلّة للمصالح الروسية ومُضعفة لدورها في العالم باعتبار أن الارهاب لا يمكن أن يكون دوراً نافذاً في المصالح الأمنية والاقتصادية خاصة وانه ينتحل صفة دولة لا صفة حركة ميلشياوية.
إقرأ أيضًا: السعودية وتحالف الحريري - جنبلاط -جعجع
لو قام العرب بما قامت به تيرزا ماي وقاموا بطرد الروس من مقرّاتهم في العالم العربي على خلفية ما فعلوا في سورية من قتل وتدمير فاق حدود أفعال العدو وأفعال الارهابيين وما يقومون به في الغوطة الشرقية من مسح شامل وكامل للمنطقة من خلال الصواريخ والطائرات التي تستعرض قوّة العضلة الروسية على أنقاض الفقراء السوريين، لما كانت روسيا على غيّها ولما إستأسد بوتين ضدّ الخراف و أصبح له موقع قدم في منطقة الشرق الأوسط الغريب عنها والتي لا يتمتع فيها بأي دور ولا يستفيد منها بفلس واحد.
لعلّ وعس تكون رئيسة وزراء بريطانيا عبرة للمعتبرين العرب فتهز ما فيهم من بقايا نخوة ورجولة لاتخاذ مواقف مباشرة ضدّ روسيا المستهزئة بالعروبة و بالعرب والتي تقف الى جانب عدوتهم اسرائيل وتحرس أمنها بكل ما أوتيت من قوّة باعتبارها الكيان الذي ساهمت روسيا في وجوده وفي تغذيته وفي توفير الحماية المطلوبة له وقد تعهد بوتين أكثر من مرّة للمجرم نتنياهو بحماية الدولة العبرية.
إقرأ أيضًا: هل طائرة باسيل من ورق؟
تقف روسيا فوق التراب العربي وضدّ مصالح العرب وتُهدم دور العباد والعبادة في سورية والعرب نيام عنها لا تتوفر حتى مواقف خجولة ضدّ هذا السفاح الجديد وهذا ما ينبىء عن وهن عربي تدفع أثمانه الشعوب العربية التي صدقت أن باستطاعة الأنظمة حماية الأمن العربي من الأعداء الجُدُد خاصة وأن ثمّة تحالفات عربية جديدة على المشهد العربي وما قيام دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية الى جانب الشرعية في اليمن الاّ نموذجاً كاشفاً عن وحدة الموقف العربي المستجد والذي ينبغي له التقدم نحو سورية لا البقاء بعيداً عنها وترك الروس يسرحون ويمرحون على الجُثث السورية.
تحية للمرأة الحديدية الثانية لتريزا ماي ابنة القس الذي علمها أن الانسان ابن الله والحفاظ عليه مسؤولية الهية وابنة الملكة التي اختارتها كيّ تكون رئيسة لوزراء بريطانيا كونها تملك مواصفات قيادية مهمّة وابنة المملكة التي أنجبتها مواطنة صالحة وابنة الشعب الذي انتخبها كي تحمي مصالحه ومصالح بريطانيا العظمى فكانت على قدر المسؤولية المعطاة لها ولم تُهادن روسيا ولم تعيد حساباتها مع الروس خوفاً من استمرار مسلسلات الاغتيالات الروسية في بريطانيا وهي في ذلك أكدت للعالم أجمع أن روسيا لا تحكمها معايير قيام الدولة بل محكومة بمعايير الأجهزة الأمنية التي تتصرّف دون تقيّد بشروط الأمن والسلم الدوليين.