وقالت واشنطن بوست إن ترمب كان تواقا لطرد تيلرسون منذ أن وصفه بـ "الأحمق" في أكتوبر/تشرين الماضي وأنه كان يرغب في إعلان ذلك يوم الجمعة الماضي، غير أن كبير الموظفين جون كيلي أقنعه بالانتظار لحين عودته من جولته الأفريقية وفق ما ذكره مصدران على اطلاع بالمناقشات.
وذكر عدد من الصحف أن الإعلان المفاجئ عن لقاء محتمل بين ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-اون شكل ذروة التوتر بين الجانبين، إذ تم الإعلان عنه من دون استشارة وزير الخارجية الذي كان في عز جولته الأفريقية، حيث عبر عن سخطه لعدم إدراجه في المناقشات وفق ما ذكر مسؤولون.
توتر حاد
وقالت واشنطن بوست إن سخط تيلرسون بشأن الإعلان عن لقاء قمة بين ترمب وكيم جونغ-أون قد أدى إلى خلافات وتوتر حاد مع عدد من مسؤولي البيت الأبيض يوم الجمعة الماضي وصلت إلى مسامع ترمب وهو ما أجج حماس الأخير لاتخاذ قرار الطرد بحق وزير خارجيته.
وأضافت أن البيت الأبيض كان بصدد تحضير خطة في نهاية العام الماضي لاستبدال تيلرسون بمدير وكالة المخابرات المركزية "سي اي أي" مايك بومبيو ، لكن ترمب تراجع في آخر لحظة فقط لأنه كان يريد مخالفة التقارير الإعلامية التي سربت الموضوع في حينه، حيث وصفها في تغريدة شهيرة بأنها أخبار كاذبة.
ونقلت تلغراف البريطانية قول ترمب إن بومبيو متوافق معه في طريقة تفكيره، مشيرة إلى أن تيلرسون وترمب لا يفضلان بعضهما البعض على المستوى الشخصي ولم يلتقيا وجها لوجه إلا نادرا. وعلقت على إبعاد تيلرسون بأنه يجدد الشكوك حول نوايا ترمب الجيوسياسية.
طريقة مهينة
ونقلت واشنطن بوست عن مسؤول في وزارة الخارجية أن كيلي نبه تيلرسون خلال اتصال بينهما الجمعة الماضي إلى أن يتوقع "تغريدة مهينة" من ترمب بحلول نهاية الأسبوع، لكن يبدو أن تيلرسون لم يفهم أن مغزى الرسالة هو أن ترمب سيقوم بطرده. وهو ما حصل بعد أربع ساعات فقط من وصول تيلرسون لواشنطن حيث علم قرار اقالته عبر تغريدة لترمب.
كذلك أشارت بعض الصحف إلى الخلاف بين تيلرسون وترمب في الصراع بين السعودية وحلفائها من جانب ودولة قطر من جانب آخر. وقالت نيويورك تايمز إن بعض قادة دول الخليج ، الذين سيزور عدد منهم أميركا خلال الأسابيع المقبلة ضغطوا على البيت الأبيض كثيرا لاستبدال تيلرسون بـ بومبيو.
وقالت صحيفة إندبندنت البريطانية إن تصريح تيلرسون الأخير حول محاولة اغتيال الجاسوس الروسي السابق في بريطانيا سيرغي سكريبال كان أحد الأسباب المباشرة لعزل تيلرسون فقد كان هو الأقوى بين كل تصريحات قادة العالم بمن فيهم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي نفسها في إدانته لموسكو، ويبدو أنه أغضب ترمب، الذي يبدو أنه لا يرغب في انتقاد روسيا أو رئيسها فلاديمير بوتين لأسباب غير معلومة.
وعلقت إندبندنت بأن ترمب الذي درج على إصدار التغريدات الغاضبة ضد المسلمين في الغرب كلما وقع هجوم حتى وإن لم يكن للمسلمين ضلع فيه، لم يصدر تصريحا يدين ما جرى من موسكو ببريطانيا إلا بعد أن جُر إلى ذلك جرا.
خطاب الوداع
وفي بيان المغادرة الذي ألقاه تيلرسون بمقر الخارجية الأميركية شكر الديبلوماسيين لصدقهم ونزاهتهم والشعب الأميركي لنبله، ولم يشر إلى الرئيس بعبارة شكر أو مديح.
وقالت فايننشيال تايمز إنه يتردد داخل البيت الأبيض أن مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر ووزير شؤون قدامى المحاربين ديفد شولكين سيلحقان بتيلرسون قريبا.