دعا وزير الاعلام ملحم الرياشي "الشباب الذين لا يثقون بالسياسي لاعتقادهم بأنه مرتكب وفاسد، الى تصحيح اعتقادهم لان المحاسبة لن تنتهي في 6 أيار بل ستبدأ منه"، مؤكدا أن "الحرية لا ضوابط لها ولا حدود او قضبانا، انما يجب أن تخضع لمعايير".
واعتبر الرياشي في حديث الى "تلفزيون لبنان" لمناسبة إطلاق منصة "جينيرايشن وات"، أن موضوع "انتماء الفرد يحتمل الكثير من الجدلية، لكنه في الاجمال ينتمي إلى جذوره، إلى المكان الذي خلق فيه ونشأ، حيث عائلته واهله، حيث يفكر بهذا المكان دائما وأينما سافر، إلا أن فلسفته كإنسان تقوم على أنه لبناني طالما أن العلاقات بين الشعوب قائمة على العلاقات بين الدول"، مشيرا الى أن "انتماءه يبدأ بقريته الصغيرة، ثم وطنه، فمجتمعه المشرقي والعالمي".
وقال: "إذا لعب فريق قريتي مع فريق بلدة أخرى، فأنا مع فريق قريتي. وإذا لعب فريق بلدي مع فريق بلد آخر فأنا مع فريق بلدي. واذا لعب فريق الشرق ضد فريق أوروبي فأنا مع فريق الشرق".
ورأى أن "الاجيال السابقة هي المسؤولة عن الصعاب التي يواجهها الشباب"، مشيرا الى أن جيله "ورث الكثير من المشاكل التي فشل في حل الكثير منها بسبب تركيبة النظام في لبنان المبنية على الفساد"، موضحا انه يعيش هذا الفشل كما زملاءه في الحكومة، داعيا الى ضرورة "تطوير هذا النظام، لا سيما قانون الاعلام حيث يجب تعديل بعض الامور مع الحفاظ على الاساسي منها".
وشدد الرياشي على ضرورة "إعطاء الوظائف الى المواطنين اللبنانيين بحسب ما يرغبون وبحسب ما يقدم البلد من وظائف وتسهيلات مثل القروض الميسرة التي يقدمها مصرف لبنان"، وقال: "من السهل تحويل لبنان الى اقتصاد المعرفة بسبب طاقات شبابه بما يحد من هجرة الشباب الى الخارج، فالنسبة الاكبر منهم لا تريد الهجرة إذا توافر العمل"، لكنه لفت في المقابل، الى أن هناك "بعض المهن لا يحب اللبناني ممارستها"، مشددا على ان "العمالة السورية حاجة للبنانيين قبل اللجوء السوري لان الكثيرين منهم لا يحبذون مهنا يزاولها السوري".
وأشار الى أنه كان يحضر ل"حملة إعلامية كبيرة من أجل التمييز بين المهن التي يزاولها السوريون ونافسوا فيها اللبنانيين، وبين الأخرى التي يمارسها السوريون ولا يقبل اللبناني بمزاولتها".
وفي الشأن السياسي، قال الرياشي: "أعتقد ان النظام الحالي جاء نتيجة تسوية، وعلينا المحافظة عليه كي لا نعود الى الحرب الاهلية، لانه ما زالت هناك حاجة لمصالحة ومصارحة حقيقيتين بين كل من تحارب في فترة من الفترات. وعلى الاجيال التي ورثت مفاهيم هذه الحرب إلغاؤها كليا، تماما كما فعلنا نحن والتيار الوطني الحر بعد 30 عاما من الصراع الدموي وتبادل الشتائم، وقد أسقطنا أكثر من 144 دعوى".
أضاف: "تأتي الثقة بالسياسي من نقطتين، أولهما إذا كان السياسي قد نجح او لا، والشباب يعتقدون بأن هذه النقطة تكتسب، وهي بحاجة الى تجزئة: فإذا قدمت مشروعا وفشلت فيه علي ان أعرض لهؤلاء الشباب الاسباب التي فشلت بسببها وإما أخسر ثقتهم. وما لمسته لدى الشباب من عدم ثقة بالسياسي هو اعتقادهم بأنه مرتكب وفاسد ويسرق المال العام. لذلك، أطلب منهم تصحيح اعتقادهم لان المحاسبة لن تنتهي في 6 ايار، بل ستبدأ منه، وأدعوهم الى تصحيح مفهوم الديمقراطية لانها ليست رأي الاكثرية فقط، بل هي محاسبة".