أشار رئيس حزب "​القوات اللبنانية​" ​سمير جعجع​، إلى أنّ "المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، عاشت القوات اللبنانية عاشت ​ثورة الأرز​ ليحيا لبنان"، لافتاً إلى أنّه "يمكن للبعض منكم أن يظنّ أنّني أخطأت وبدأت كلمتي من الخاتمة، إلّا أنّني أؤكّد لكم أنّ ظنّكم ليس في مكانه"، منوّهاً إلى أنّ "هذه أفعال بالنسبة الينا وليست مجرّد شعارات وأقوال وهي تعيش معنا لحظة بلحظة، وهي صلاتنا وسعينا اليومي. لهذه الأسباب كلّها نصرّ على أن تكون في خاتمة، في ثلاثة أرباع، في وسط، في ربع وفي بداية الكلام وفي كل نفس نتنفسه"، مركّزاً على أنّ "لا استمرار للبنان من دون "ثورة الأرز"، ولا استمرار لها من دون "القوات"".

وأوضح جعجع، في كلمة له خلال حفل إعلان مرشحي "القوات اللبنانية" إلى ​الإنتخابات النيابية​ تحت عنوان "صار بدا" في "البلاتيا"، أنّه "يمكن للبعض أن يعتبر هذا الكلام نوعًا من المبالغة أو التسويق أو الإعتزاز بالنفس. أبدًا، هو لا يأتي من هذا القبيل وإنما من قبيل تسمية الأمور بأسمائها. لنأخذ الفصل الأخير من فصول حياتنا اليومية. هل كانت مجرّد صدفة أن يكون فقط لبنان والقواتيون في السجن ولا أحد غيرهم خلال عهد الوصاية؟"، مشيراً إلى أنّ "البعض يعتقد أن لقاءنا اليوم بالذات صدفة أو لأسباب لوجستية بحتة. خطأ. لقاؤنا في هذا التاريخ بالذات هو عن سابق تصور وتصميم وبكل وعي وإدراك".

ونوّه إلى أنّ ""14 آذار" بالنسبة للبعض موضة مرّ عليها الزمن، إلّا أنّها ليست كذلك بالنسبة الينا، ولا يمرّ عليها الزمن، فهي باقية باقية باقية". "14 آذار" روح وطن وقضية شعب وقضية حرية ومستقبل أجيال ولدت مع التاريخ ولن تزول إلا بزواله"، مبيّناً أنّ "البعض يظن أنه لم يعد هناك من وجود لـ"14 آذار" إلا أنه مخطئ."14 آذار" تزول عندما يزول لبنان الّذي بدوره لا يزول إلّا بزوال التاريخ. لا يمكن للتاريخ أن يزول لذلك لبنان باقٍ و"14 آذار" باقية ونحن مستمرّون".

ولفت جعجع إلى أنّ "البعض يخلط ما بين حركة "14 آذار" والتنظيمات والشخصيات الّتي تضمّها هذه الحركة، وهؤلاء مخطئون لأنّه وإن كان هناك إمكانيّة أن تترك بعض التنظيمات والشخصيات "14 آذار" وتنضمّ أخرى إليها، إلّا أنّ ما هو غير ممكن إطلاقًا هو ألّا تبقى "14 آذار"، مشدّداً على أنّ "المسيرة مستمرّة و"14 آذار" باقية باقية باقية، والنصر في نهاية المطاف سيكون لها لسبب بسيط، وهو أنّها وحدها تجسّد واقع لبنان وحقيقته ومستقبله"، مشيراً إلى أنّ "توصيف واقعنا الحالي يردّ كلّ يوم عشرات المرّات على لسان كلّ لبناني ويمكنني تلخيصه بجملة واحدة ألّا وهي: "ما في دولة" فالجميع يؤكّدون عدم وجود دولة في لبنان"، موضحاً أنّ "بالطبع الدولة موجودة شكلاً في لبنان إلّا أنّها تقريباً غائبة فعليّاً، فليس هناك دولة لأنّ قسماً كبيراً من صلاحياتها مصادرة".

وبيّن أنّ "بعض السياسيين يحاولون قدر المستطاع التخفيف من وقع هذه المصادرة عبر القول إنّ الجيش اللبناني ليس جاهزاً في الوقت الراهن"، مؤكّداً أنّ "هذا القول غير صحيح، كما أنّنا نسأل إن لم يجهز هذا الجيش بعد 70 عاماً من الإستقلال و16 عهداً رئاسيّاً و55 حكومة، فمتى سيجهز؟"، لافتاً إلى أنّ "بالرغم من كلّ التبريرات الّتي تستخدم في هذا المجال، لا يمكن الإنكار أنّه بالفعل هناك جزء كبير من صلاحيات الدولة اللبنانية مصادر، وخصوصاً الجزء المرتبط بالأمور الإستراتيجيّة العسكريّة الأمنيّة من قبل "حزب الله"، متسائلاً "ماذا وإلّا كيف يمكننا فهم تورّط الحزب العسكري وبقوّة في أزمات المنطقة، وبالأخص في الحرب في سوريا، بالرغم من موقف الحكومات اللبنانية المتعاقبة بالحياد عن أزمات المنطقة، باستثناء طبعاً القضية الفلسطينية؟".

وتساءل "كيف يمكننا أن نفهم تصاريح مسؤولي "حزب الله" مراراً وتكراراً بأنّهم مستعدّون لجلب مئات الآلاف من المجاهين العرب والمسلمين من أصقاع الأرض كافّة إلى لبنان، في حين أنّ أهمّ حقّ سيادي للدولة هو هذا الحقّ بالذات وهم يصرّون على مصادرته منها؟"، مركّزاً على "انّه لواضح أنّ لا دولة سوى في القضايا والمواضع الّتي تفضّل عن "حزب الله" ويآثر عدم التدخل فيها، والبعض يحاول أن يجتهد من أجل تغطية هذا الواقع الشاذ عبر معادلة يقولون عنها إنّها ذهبيّة، فيما هي لا تعدو كونها ورقية، ألا وهي معادلة "جيش وشعب ومقاومة".

وأكّد جعجع أنّ "هذه المعادلة غير موجودة في أي دولة أخرى على وجه هذه الأرض وغير واردة أيضاً في أي نظريّة من نظريات نشوء الأوطان وقيام الدول، بل على العكس تماماً فهي تضرب كليّاً مفهوم الدولة المتعارف عليه دوليًا"، لافتاً إلى أنّ "هناك مفهوماً واضحاً للدولة يأتي في طليعته ضرورة وجود القرار الإستراتيجي، العسكري والأمني، أي كلّ القرار داخل الدولة كما احتكار استعمال القوّة بمؤسسات الدولة الرسميّة الشرعيّة. إمّا أن نتقيّد بهذا المفهوم أو لنقم بتصنيف الدولة عندنا بشكل آخر لأنّها بكلّ تأكيد ليست دولة"، متسائلاً "كيف تريدون أن يصدّق العالم بأسره أنّنا دولة في حين أنّه وبالرغم من كلّ الشعر والنثر والأدبيات الّتي نردّدها كلّ يوم، هناك فريق في لبنان شعاره "الدويلة هي التي تحمي الدولة"؟ ماذا يمكن أن يبقى من الدولة في هذه الحال"؟".