المعركة الإنتخابية في مدينة زحلة هي مزيج من عدة خصال، تخلط بين التمثيل الحزبي والبيوتات السياسية وقوى سياسية ومدنية جديدة تريد المشاركة في تمثيل وإيصال صوت الزحلاويين إلى داخل البرلمان اللبناني.
وفي عاصمة الكثلكة في الشرق أو مدينة الكنائس، تأخذ المعركة أبعادا تاريخية ودينية للقوى المتنافسة ، فهي تعتبر ملحمة القوات التاريخية ضد الجيش السوري، والمعقل السياسي لآل سكاف وآل فتوش، إلا أن هناك قوى سياسية طرأت على المدينة وإستطاعت بناء حيثية سياسية لها كالتيار الوطني الحر .
أما على صعيد المجتمع المدني، فهناك محاولات لتسجيل خروقات في الواقع الحالي لكسر التمثيل الثنائي للأحزاب والعائلات وإيصال أصوات مستقلة.
ولزحلة ٧ مقاعد نيابية ، ٢ للكاثوليك و ١ أرمن أرثوذكس و ١ روم أرثوذكس و ١ موارنة و ١ سنة و ١ شيعة، ويعتبر الكاثوليك والسنة أكبر طوائف المنطقة، يليهم الأرثوذكس والشيعة والموارنة والسريان وغيرهم.
أما الإنتخابات النيابية الحالية المقرر عقدها في ٦ أيار ٢٠١٨، فتشهد فيها المدينة خلطا في التحالفات وكسرا لإلتزامات سابقة نادت بها بعض القوى السياسية وبالأخص حزب الكتائب.
إقرأ أيضًا: البرامج الإنتخابية تفضح فشل قوى السلطة في تنفيذ وعودها السابقة
فالكتائب التي نادت منذ إستقالتها من حكومة الرئيس تمام سلام، برفضها التحالف مع قوى وأحزاب السلطة، وجدت نفسها أخيرا مضطرة للتحالف مع حزب القوات اللبنانية في ثاني دائرة بعد بيروت الأولى رغم أن الكتائب قالت أن تحالفها في الأشرفية هو إستثنائي مع القوات إلا أنها أعادت الكرّة في زحلة.
ولكن حزب القوات اللبنانية أيضا وجد نفسه مضطرا للتحالف بعد أن فشل الإتفاق مع تيار المستقبل ، وحصل ما حصل.
بالمقابل، يعمل حزب الله بالتعاون مع حركة أمل والنائب نقولا فتوش على تأليف لائحة، وإلى الآن لم تُحسم الأمور مع التيار الوطني الحر لضمه إلى اللائحة.
على خط تيار المستقبل، المفاوضات جارية مع رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف لتأليف لائحة مشتركة، وقد جرت محاولات لضم التيار الوطني الحر إليها إلا أنها لم تنجح حتى الآن، كذلك الإتصالات التي جرت بين المستقبل والقوات فشلت في تسجيل أي خروقات على هذا الصعيد.
وبالتالي ، في حال لم ينضم التيار الوطني الحر إلى أي لائحة، قد يعزم على تشكيل لائحة خاصة به.
إقرأ ايضًا: تحالفات بعبدا صدى لتحالفات الشوف - عاليه... حزب الله والتيار أمام تحديات صعبة
أما المجتمع المدني، فسيخوض الإنتخابات بلائحة بعيدًا عن حزب الكتائب الذي قرر التحالف مع القوات.
وفي حال إستمرت الأمور على حالها كما اليوم ولم يُسجل أي جديد، فإن زحلة ستشهد تنافسا بين ٥ لوائح هي كالتالي:
١- لائحة تيار المستقبل وميريام سكاف .
٢- لائحة الثنائية الشيعية والنائب نقولا فتوش.
٣- لائحة التيار الوطني الحر .
٤- لائحة القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية.
٥- لائحة المجتمع المدني.
وبالطبع سيكون هناك خلط للأوراق في هذه المعركة القابلة لأن تشهد أي تغيير على صعيد التحالفات بين لحظة وأخرى حتى موعد الإنتخابات النيابية.