حذّر موقع المونيتور الأميركي من أنّ إقالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزير خارجيته ريكس تيلرسون وتعيين مدير الاستخبارات المركزية الأميركية مايك بومبيو خليفة له سيعرقل مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني، واصفاً الخطوة التي أعلن عنها سيّد البيت الأبيض بتغريدة بعد ساعات على عودة وزيره من جولة في أفريقيا بالمفاجئة
 

في تقريره، نقل الموقع عن مسؤول في "الخارجية" الأميركية وعن ديبلوماسي أوروبي قولهما إنّ مشاورات برلين المزمع أن يشارك فيها وفد أميركي بقيادة مدير تخطيط السياسات في "الخارجية" براين هوك يوم غد الخميس في برلين من جهة، واجتماع اللجنة المشتركة المشرفة على تطبيق الاتفاق النووي الإيراني الرباعي المزمع عقده الجمعة في فيينا من جهة ثانية، "حاصلان على حدّ علمهما".

وفيما لفت الموقع إلى أنّ ترامب أدرج الخلاف على الملف النووي بينه وبين تيلرسون على قائمة الأسباب التي دفعته إلى اتخاذ قرار إقالته، ألمح إلى أنّ ديبلوماسيين "حلفاء" لواشنطن غير راضين عن الفوضى الناشئة من الطريقة التي يدير فيها ترامب الملفات، ناقلاً عن ديبلوماسي آخر في "الخارجية" توقّعه أن يغادر هوك منصبه بعد رحيل تيلرسون.

في السياق نفسه، نقل الموقع عن ديبلوماسي أوروبي قوله في 9 آذار الجاري: "حققنا تقدماً ملحوظاً مع الإدارة الأميركية على صعيد عدد من المسائل (..) نريد أولاً الإبقاء على خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي الإيراني) سارية المفعول، ولا نريد إعادة التفاوض بل لا نظن أنّ هذه الأمر ممكن".

بدورهما، أكّد ديبلوماسيان، الأوّل حالي والثاني سابق، إنّ إيران لم تشكّل المسألة الوحيدة التي اختلف ترامب وتيلرسون حولها، ذاكريْن انحياز ترامب الكبير للإمارات والسعودية في الخلاف مع قطر.

في هذا الصدد، علّق السفير الأميركي السابق لدى اليمن جيرالد فايرستاين بالقول: "لست واثقاً من أنّ سياسة الشرق الأوسط أثّرت بشكل كبير على ترامب، إلاّ أنّني أعتقد أن توقيت قراره الذي يأتي قبل أسبوع من زيارة (ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان) دياره أمر لافت للانتباه"؛ حيث سيتوجه بن سلمان إلى البيت الأبيض في 20 آذار.

وقال فايرستاين: "ندرك أنّ انحياز تيلرسون لقطر لم يعجب السعوديين والإماراتيين ولكنني أعتقد بالإجمال أنّ تيلرسون وترامب لم يكونا مناسبيْن لبعضها البعض"، ملمحاً إلى أنّ استخدام ترامب المندوبة الأميركية الدائمة لدى مجلس الأمن "السمراء" نيكي هايلي للحديث بإسم الإدارة الأميركية "أزعج تيلرسون".

يُذكر أنّ الاضطرابات التي اتسمت بها ولاية تيلرسون في البيت الأبيض لم تنته على الرغم من أنّه تردّد أنّه سلّم مهامه لنائبه، إذ تم إعفاء وكيل "الخارجية" ستيف غولدشتاين بعدما أصدر بياناً قال فيه إنّ الوزير غير مدرك لأسباب إقالته.