أطفال في عمر الزهور لم يتجاوزوا الثانية عشر من عمرهم,تراهم على أزقة الطرقات أو بين السيارات، بعضهم يحمل الورود، العلكة أو المحارم... ومنهم من يدعو لك مقابل قليل من المال "الله يخليلك عيلتك بس 500" أو "ببوس ايدك"، آملين بذلك أن ينالوا استعطاف المارة وأن يستجيبوا لطلبهم.
هذا المشهد السارق للطفولة وبراءتها، ليس عاديا كما يعتبره البعض إذ أن هذه الظاهرة تفشت في كل أنحاء لبنان وحتى العالم و لعل السبب الأساسي الذي زاد من حدتها يتلخص بالنزوح السوري.
فـ "رامي" الطفل البالغ من العمر عشر سنوات شارك موقع لبنان الجديد قصته مع التسول قائلًا: "منذ أن كنت في الثامنة من عمري وأنا أبيع العلكة للمارة حتى أجمع المال لأصرفه على عائلتي فأنا المعيل لإخوتي بسبب مرض والدي".
أما "مروة" ذات السبع سنوات تراها حاملة الورود وتقف بين السيارات عند الإشارة محاولة بشتى الطرق إقناع العامة ليشتروا منها لتعطي أجر تعبها خلال اليوم لوالدتها التي "تربي 5 أطفال" على حد قولها.
إقرأ أيضًا: لعبة مريم ... خطر يدخل منازلنا من دون علمنا
نموذجان من المتسولين الصغار يعبران عن نماذج كثيرة نصادفها يوميًا على الطرقات وبين السيارات إلا أن الصدفة تكمن في أن جميع المتسولين يؤمنان الإعالة لعائلتهم بحسب أقوالهم لكن إذا تمعنا في الصورة قليلا فنجد أن هؤلاء ضحية جشع الأهل والعصابات التي تشغّلهم بهدف النصب وابتزاز العالم، فالطفولة حق من حقوق الإنسان لكن قد يسرقها الأهل أحيانًا والظروف أحيانًا أخرى.
ولهذه الظاهرة أسباب إقتصادية وإجتماعية نذكر منها:
1_ وسيلة سهلة في كسب المال من غير تعب .
2_ تحولها الى حرفة وعمل لدى بعض المجموعات بحيث سخرت الأطفال للعمل عندها في التسول.
3_ الظروف الاجتماعية الصعبة.
4_ تهاون السلطات في الحد من هذه الظاهرة حيث أغرى تقاعس السلطات عن تنفيذ مسؤولياتها في الرقابة على هذه الظاهرة ومحاسبة من يقف ورائها.
إقرأ أيضًا: حبيب فياض يهين جمهور أمل بطريقة كلاس!
وإذ أنه يجب علينا ان نكافح بشتى الوسائل لمكافحة هذه الظاهرة التي تحرم الاطفال من طفولتهم وتعرضهم للخطر فإن ذلك يتم من خلال:
1_ تطبيق العقاب الصارم على من يقف وراء هذه المجموعات ويستغلها لمصالحه.
2_ توعية المجتمع بمشكلة التسول عن طريق عرض برامج توعوية عن التسول ومضاره على المجتمع لكي يساعد المجتمع في مكافحته عن طريق التلفاز والصحافة.
3_ وضع رقم هاتف مجاني لتلقي البلاغات عن أماكن وجود المتسولين وطرح الحلول من قبل الأفراد للمساعدة في حل هذه المشكلة.